كنوز رمضان

> «الأيام» خاص

>
الصيام وسيلة لحصول التقوى لقوله تعالى "لعلكم تتقون" فمن صام الصيام الشرعي وحفظ جوارحه من خدش الصيام، وأدرك معاني الصوم فقد عاش التقوى وتحققت له ، فالتقوى بمعناها العام أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ولا يكون هذا إلا باتباع أوامره واجتناب نواهيه ، والمسلم الصائم متبع لأمر الله له بالصوم ومجتنب لنهي الله له عن المفطرات بأنواعها فإذا كان ذلك بنية صالحة وعلى منهاج النبوة أفلح بتقواه لله .

في رمضان بيان لرحمة الله سبحانه ويتضح هذا من وجوه :
أ ـ جعل الله الصيام أياما معدودة ، ولم يفرضه سرمدي أبدي .
ب- جعله جزء من يوم ولم يفرضه يوما كاملا ليليه بنهاره ، بل ثبت الني عن مواصلة الصوم.

ج- من نسي فأكل أو شرب فصومه صحيح مع أنه ناقض معنى الصيام .
د- تخفيفه الصيام على مراحل في بداية التشريع مراعاة لحال الصحابة رضي الله عنهم .

في رمضان يتجلى كرم المولى سبحانه وتعالى ، ويتضح ذلك بأمور :
أ- فيه تفتح أبواب الجنة .
ب- فيه تغلق أبواب النار.
ج- فيه تصفد مردة الجن .
د- اختصاص الله بأجر الصائم في قوله صلى الله عليه وسلم " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " .

هـ- " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .
ح- " رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر "
و- "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

ط- لا ينقص أجره ولو نقص الشهر لقوله صلى الله عليه وسلم " شهر أعيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة ... "
ز- " من قام رمضان مع الإمام حتى ينصرف كتب له أجر قيام ليلة " .

وكل ما مضى ثابت في الأحاديث الصحيحة .
رمضان مدرسة للاختبار ،حيث يمسك الصائم عن الأكل والشرب والشهوة ،وهذا اختبار من الله للعبد بصبره وبعبادته وتركه ما نهاه الله عنه لوجهه سبحانه ، وتحمله الأوامر وقيامه بها ، فرمضان اختبار للإيمان وللنية وللصبر وبمعنى أعم اختبار لحقيقة إسلامه واستسلامه لله لأن الحياة بالنسبة للمؤمن كلها اختبار ، ولحظاتها مجاهدة بين نفسه الأمارة بالسوء وواعظ الله في قلب كل مؤمن ، فمن وطن نفسه على اختبار الصيام وأدرك أسراره وذاق لذة النجاح فيه عرف نتيجة الاختبار في باقي شؤون الحياة .

رمضان يورث محبة الله في قلب المؤمن ،فإنه إذا رأى كرم ربه وجزيل عطاياه في رمضان ،زادت محبته سبحانه ، والمحبة ركن في الإيمان وهي أساس الأعمال ، فيقبل المؤمن على العمل محبا له متمسكا به متقنا لأدائه ، ففي رمضان يتكرم المولى بالمغفرة لمن صام ولمن قام وفطر صائما ، والحسنة تضاعف فيه ما لا تتضاعف في غيره ، واختص الله بأجر الصائم دون غيره ، وما ذاك إلا محض فضل منه سبحانه وتعالى .

مجرد معرفة أن الصوم كتب على الأمم من قبلنا فهذا دليل على آثاره العظيمة وفوائده على الإيمان والإنسان والمجتمع ويدل على ذلك أن الله لم يفرضه علينا وعلى أهل الكتاب من قبلنا فقط بل قال" كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " ليشمل جميع الأمم وشئ بديهي أن أمرا يفرض على تلك الأعداد الهائلة من الأمم فيه من الأسرار والحكم والفوائد ما يستحق ذلك التعظيم والوقوف.

رمضان تربية للجود بجميع أنواعه :
أ ـ جود المال : ففيه الحث على الصدقة وتفطير الصائمين والإنفاق وتعهد الأرامل والمحتاجين .
ب ـ جود الوقت : ففيه نفع المسلمين والمشي في حاجاتهم والقيام على شؤونهم
ج- جود الذات : ففيه بذل الجاه عند الأغنياء وأصحاب اليسر ابتغاء الأجر من الله .
د- الجود ببذل الأعمال الصالحة : فيفعل الصالحات وينوع العبادة ما بين فرض ونفل وصلاة وصدقة وقرآن وتفطير وإمامة وأذان وقيام على حاجات الناس وإنفاق وكلمة وخطبة وهكذا .​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى