كنوز رمضان

> «الأيام» خاص

> في رمضان يتربى المسلم على البكاء من خشية الله، والخشوع له وحده ولقد حث " النبي صلى الله عليه وسلم على البكاء في حال سماع القرآن فإن لم يبك فلتباكى "رواه ابن ماجه
وهذا تربية للمسلم على الخشوع لله والخشية له وذلك من أعظم أعمال القلوب. 

في رمضان وأحكامه تظهر سماحة الشريعة الإسلامية وفضل دين الإسلام ، ويؤيد هذا :
أ ـ من نسي فأكل أو شرب فلا شيء عليه .
ب ـ وقت الإمساك قليل بالنسبة لباقي الوقت .
ج- رمضان شهر واحد بالنسبة لبقية السنة .
د- المسافر له الفطر .
هـ - كل من أحتاج للفطر أفطر ولا أثم عليه .
وهذا يؤكد أن رمضان لم يشرع لتعذيب النفس بل لمقاصد عظيمة ، ويؤكد كمال هذا الدين العظيم وأنه خير الأديان وختامها .

أجمع أهل العلم على أن الصبيان يؤمرون بالصيام ليتعودوا ، وهذا تربية لهم من وجهين :
أ ـ تربية لهم على تعود العبادة .

ب ـ تربية لهم على حمل المسؤولية وأن عليهم ما على الكبار وأنهم جزء من المجتمع .
الصيام يربي الإنسان على الصبر بنوعيه :
أ- الصبر على الطاعة .
ب- الصبر عن المعصية .
فيتعلم المسلم الصبر على طاعته لله من أداء للواجبات والمستحبات من صيام وصلاة وغيرهما ، وبالمقابل يتعلم الصبر عن المحرمات والمكروهات من المفطرات وسائر المحرمات ولو نازعته نفسه ودعاه هواه .

الصيام يجمع روح التآلف بين أفراد المجتمع المسلم ، فتجدهم يصلون جماعة ، ويسن تفطير بعضهم لبعض ، ويطعم أغنياؤهم فقراءهم ، وهذا له أكبر الأثر على تعاونهم وإزالة البغضاء بينهم وتوادهم وتحابهم وتعاطفهم ، وإذا كانت بعض المبادئ العصرية اليوم تربي على الوحدة فالإسلام يربي أفراده على التراحم والتعاطف زيادة على ذلك ، وهذا لا يدرك بقانون مادي بل بدين سماوي .

رمضان يزرع الشعور بأهل الفقر والحاجة ، ومعرفة ما يقاسونه من ألم الجوع وحر العطش ، فيشعر الجميع بآلام الجميع ويحسونه من أنفسهم ، وهو ما نستفيده من الصيام فيكون ذلك مراعاة للإنفاق والعطف عليهم والالتفات لهم .
رمضان يربي في نفس المسلم الانتصار بمعناه العظيم ، فيتعلم المسلم الانتصار على شهوة الأكل ، والبطن والفرج ووسائلها من نظر وتفكير ، وهذا أول خطوة في طريق الانتصار والمجاهدة .

بالصيام يتعلم المسلم كيف يقهر نفسه وهواه ، لأن طاعة النفس والهوى أساس المعاصي و الذنوب ، فما عصي الله إلا بطاعة الهوى ، فجاء رمضان ليدرب المسلم على ترك ما تهواه نفسه وتنازعه عليه ، وعلى أن يقهر نفسه ، فيذوق حلاوة ذلك ، فننفس الصائم تشتهي الطعام بمقتضى الفطرة ، ويزين له الشيطان شهوته وقد يضع له الحيل لذلك فيأتيه إيمانه فيقهر شهوته ومنازعته ، ويحول بينه وبين حرمات الله فعند ذلك يقود زمام نفسه حيث يريد الله ولا تقوده نفسه حيث يريد الشيطان .

الصيام يكسر شهوة البطن و الفرج ويعود المسلم على أن الصبر على الجوع أهون من أكل الحرام وأكثر ما يدخل الناس النار البطن والفرج .
في رمضان إثبات لحكمة المولى سبحانه وتعالى الذي يخلق ما يشاء ويختار فقد خلق شهور السنة ، واختار واصطفى رمضان ، فالحمد لله على علمه و حكمته ، والحمد لله الذي فضل نبينا على الأنبياء ، وكتابنا على سائر الكتب ، وديننا على جميع الأديان ، وبناء عليه فأمتنا أفضل الأمم .

رمضان مدرسة ليتعلم الناس فيها نفع الغير ، وتقديم المساعدة لهم و الإحسان عليهم ، ففي رمضان تكثر مشاريع الإفطار والصدقات والهدايا والهبات ، ويتسابق الناس في البذل والعطاء وهذا درس عملي ميداني للنفع ، مما هو مقصود للشرع فإن الشرع يسعى أن يتعاون المؤمنون فيما بينهم ، ويخدم بعضهم بعضا ، والمجتمع الإسلامي اليوم أحوج ما يكون لأن يتدرب أفراده على ذلك . ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى