كلمة في الشهر الكريم

> «الأيام» خاص

> شهر رمضان المبارك، الذي فرض الله عز وجل صيامه على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].
والذي يهدف إلى تحقيق الغاية العظمى من الصيام وهي التقوى، التي تعني الخوف من الله تعالى، وطاعته، واجتناب معصيته، فضلاً أنه يبشر برضوان الله الذي لا سخط بعده أبداً، وينير القلوب، وينعش النفوس، وينشر الإحسان، ويفتح أبواب الجنة، ويغلق أبواب النار، ويدحر الشيطان، ويحمي البدن من الكثير من الأمراض الشديدة والمنهكة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا جاء رمضان، فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين» (البخاري ومسلم). وفي هذا الشهر المبارك نزل القرآن الكريم على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]. مسلمون أضاعوا رمضان: الأمر الغريب أن بعضاً من المسلمين أضاعوا هذا الشهر المبارك بأن حولوه من شهر للعبادة، والإكثار من الأعمال الصالحة، إلى شهر للنوم والكسل في النهار، وتضييع الأوقات في اللهو الحرام كمشاهدة الأفلام الماجنة، وسماع الأغاني الهابطة في الليل.

بالإضافة إلى أكل المال الحرام، وشهادة الزور، والتعامل بالربا والكذب والسِّبَاب واللِّعان والحسد والبغضاء والغيبة والنميمة واحتقار المسلمين والطعن في أعراضهم ونهب حقوقهم... إلخ. ولهؤلاء نقول: إن رمضان ليس المقصود منه ترك المفطرات فقط، بل هو شهر الصيام الذي معناه: حرمان النفس من شهواتها وأهوائها، وجرها إلى حظيرة الإيمان والسمو الروحي، وموسم عظيم للطاعات، واكتساب الحسنات، وترك السيئات، وفرصة لترويض النفس على طاعة الله ومحاسبتها وتزكيتها، ودعوة لتصحيح النيات الفاسدة، والابتعاد عن الأعمال السيئة، و نذير لمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني وترك طريق الحق وسار في طريق الضلال، فيعود إلى ربه عودة صادقة، بالاستغفار والتوبة النصوح، والندم على ما فات من زلل، قبل أن يأتي الموت، وحينئذٍ لا ينفع الندم، حتى الصالحون يتمنون لو أكثروا من العمل الصالح. الإكثار من العبادات علينا معاشر المسلمين أن نستغل أوقاتنا في هذا الشهر الكريم بالاجتهاد في أنواع العبادة من المحافظة على الصلوات المفروضة في المساجد، وصلاة التطوع كالقيام (التراويح)، وذكر الله تعالى كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل، وطلب العلم النافع، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم (الأقارب)، وإكرام الجار والضيف، وعيادة المريض، والسخاء في الإنفاق على الفقراء والمساكين والمشاريع الخيرية، ودعاء الله تعالى، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والاعتكاف، وإخراج زكاة الفطر في موعدها قبل صلاة العيد، والتفكر في أحوال المسلمين، والتأمل في مستقبل الإسلام... إلخ.

في رمضان يظهر أثر العبادة على الناس سواء في حياتهم أو أخلاقهم أو سلوكياتهم فتنعدم المخاصمات وتقل المشاجرات على مستوى المجتمع وحتى الأسرة الواحدة بل الحياة الزوجية أيضا وهذا ثابت بالاستقراء وما ذلك ـ والله أعلم ـ إلا لأن القيام والصيام والصلاة والأعمال الصالحة أثرت في حياة الناس فرزقوا الطمأنينة والسكينة والوقار ، ويدل هذا على أنه من وسائل إصلاح المجتمعات نشر الوعي الديني عندهم وربطهم بالله سبحانه ، وإذا تقرر عند السلف أنه ما من سنة تندرس إلا ويخرج بدلها بدعة ، فمن لازم القول أنه ما من فساد اجتماعي وأخلاقي إلا بسب معصية الله سبحانه ، نسأله التوبة والعفو والمغفرة .​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى