حوافي وعوافي!!

> عبود الشعبي

> *..قطعوا أنفاسه وحبسوها في جوفه.. كان قد استُقدِم لإخافة الذي لا يخاف.
الناس في الجنوب يبصرون الحوثي بعين الضالع.. ويوم «قعطبوه» بالطريقة التي لا يحبها، انتحر عند أسوار «الضالعون» في الحرب.. هناك حيث حاجز الصد الأول.. ومن يقدر على أسوار المدينة الباسلة ومريس «المِراس».. وقعطبة التي تنتصر!!
* جاء رمضان والتهبت حوافي عدن بالزينات والفوانيس.. رأيتُ أطفالاً يضربون بالطاسة مرحبين بشهر الصيام..

هذه اللمسات الرائعة للإنسان العدني تشي بجمال روح المدينة رغم ظروف المعيشة وغلاء الأسعار، لكن «السعيد» لا يعجزه أن يفرح رغم العناء، وأن يضيء شمعة وسط العتمة!
* مهما بدأ الحوثي مناوشاً ثم محارباً من جديد على حدود الجنوب.. لكنه سيعض أصبع الندم.. هو لم ينسَ أنه طُرد في رمضان، وجاء يحلم بالعودة إلى عدن في رمضان، يريد أن «يتّقد» لهزيمته السابقة.. لكن حلّ الصيام على عدن الرمضانية هذا العام وأبطال المقاومة الجنوبية يكرّسون النصر ويؤرخون للسيادة في قعطبة الملتهبة قديماً وحديثاً!

* ماتزال حوافي عدن تحتفي برمضان رغم مرور الثلث الأول من الشهر المبارك.. أسواق المدينة رواج منقطع النظير طوال الليل.. حركة الناس دائبة.. المواصلات «سيّارة» بلا توقف حتى الصباح.
* الأكلات الرمضانية في متناول الجميع منذ بعد الإفطار.. التراويح والأسمار.. لقاءات البيوت والحوافي.. ألعاب أطفالنا البواسم الى السَحَر!
* المزاج الرمضاني لسندريلا البحر لا تعكّره المفاوضات «المُقلقة» ولا خَرَف المبعوثين الذين يفسحون لمناوشة الجنوب بمباركة من أقطاب في الشرعية السليبة!

* في عدن الرمضانية.. المسافر عند المحطة يُفطّر.. والسائق الذي أدركه المغرب عند الجولة يمد له الشباب العدني تمراً وماء.. والذي يمشي على الرصيف وقد دنى الغروب يسعفه الواقفون على قارعة الطريق بفطور في أكياس جاهزة.. ومن تقطّعت به السُبُل يجد مكاناً في موائد الإفطار المفتوحة في المساجد، وشباب يحملون وجبات عشاء جاهزة عند محطات المسافرين.. لأن أنفُس الميسورين في رمضان سخيّة وأكُفهم نديّة..

* يتمنى المهاجرون من القرن الأفريقي أن تمتد أيام رمضان وتطول لياليه، فقد سكنت قلوبهم وثاب رشدهم عندما آووا إلى رمضان فتلقفهم.. تراهم ينامون على بَرْد المكيفات في مساجد المدينة، ومنهم من يفترش الضواحي وعند المغرب يصطفون على موائد الإفطار التي يقدمها أهل الخير والبر في الموسم الفضيل..
* عدن الرمضانية.. لا شيء غير أن «الأمور طيبة» والحوافي عوافي.. والدنيا بخير.. غير أن الحوثي ينتحر «عبثاً» في شعاب وأودية جبهة الضالع.. وكنا لا نتمنى له ذلك.. لكن غامر به تجار الحروب وصَلَف الشرعية الدولية.!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى