قصة صحابي.. أبو دجانة الأنصاري "ذو العصابة الحمراء"

> من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وكان الصحابي الجليل أبو دجانة الأنصاري واحدًا من هؤلاء، فقد عاهد الله ورسوله الكريم على إعلاء راية الإسلام والدفاع عنه حتى آخر رمق، وكان له عصابة حمراء إذا ربطها على رأسه هبت رياح الموت في جيوش المشركين.

اسمه
هو أبو دجانة سماك بن أوس بن خرشة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة الأنصاري، صحابي جليل من صحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم، وهو من الأنصار من بني ساعدة، وقد آخى الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان.

الرسول يهديه سيفا
وكان لأبو دجانة الأنصاري نصيب الأسد في خوض المعارك بصحبة رسول الله حيث حضر غزوة بدر، وصال فيها وجال حتى شهد له الجميع بأنه مقدام شجاع لا يخاف الموت، يشق صفوف الأعداء ويقتلهم تقتيلًا، وقد صرع يومها زمعة بن الأسود.
وفي غزوة أحد ثبت يوم فر وتقهقر المسلمون للخلف، واشتهر يومها باسم عصبة الموت، فقد روى الزبير بن العوام رضي الله عن رسول الله في غزوة أحد أنه قال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقمت فقلت أنا يا رسول الله، فأعرض عني ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقلت أنا يا رسول الله، ثم قال من يأخذ هذا السيف بحقه، فقام أبو دجانة فقال أنا آخذه يا رسول الله بحقه، فما حقه؟
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: ألّا تقتل به مسلمًا ولا تفر به من كافر، وبعد أن أخذ أبو دجانة السيف من يد نبي الله، أخرج عصابته فتعصب بها وقال: إني امرؤ عاهدني خليلي أن لا أقيم الدهر في الكبول، إذ نحن بالسفح لدى النخيل، أضرب بسيف الله والرسول، وكان يتبختر بين الصفوف.

فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: إنها مشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن، وبعدها انطلق أبو دجانة في صفوف المشركين وجعل لا يرى أحدًا منهم إلا قتله، حتى وصل لقائدة جيش نسوة المشركين، وكانت هند بنت عتبة.

فلما شهر سيفه في وجهها صرخت، فعلم أنها امرأة وأبى أن يقتلها بسيف رسول الله، وكان من ضمن من حموا ظهر النبي في غزوة أحد، حينما هُزم المسلمون وتكاثر عليه مشركو قريش، فتصدى بظهره وتلقى النبال عن رسول الله.
كما حضر أبو دجانة غزوة خيبر وقتل يومها سيد يهود خيبر الحارث أبا زينب، وكان من أسباب النصر يومها فعندما خرج رجل من اليهود وطلب مبارزة أحد المسلمين، بعد أن قتل اثنين من المسلمين، خرج أبو دجانة فقتله فكبر النبي صلّ الله عليه وسلم، ودخلوا خيبر بعدها منتصرين.

وفاته
في أرض اليمامة أنصب المسلمين على أعداء الله مسيلمة الكذاب ومن معه، وكثر القتل بين الفريقين، ثم ما لبثت أن رجحت كفة المسلمين على عدوهم، فانحاز مسيلمة ومن معه إلى حديقة الموت.

ألقى أبو دجانة بنفسه على الحديقة من فوق أحد جدرانها العالية، فكسرت ساقه ولم يأبه لها وإنما أخذ يقاتل بسيف رسول الله حتى بلغ مسيلمة فأهوى عليه بضربة من سيفه. وذلك في اللحظة التي سدد إليه فيها وحشي بن حرب طعنة من حربته، فتكاثرت عليه ضربات السيوف وطعنات الرماح، فخر صريعا شهيداً.

لكن أبا دجانة لم يغمض عينيه إلا بعد أن رأى جنود المسلمين يرفعون على أرض اليمامة رايات الإسلام.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى