> «الأيام» / قسم التحقيقات
█ وعود من الشرعية بعلاجه ونقله إلى دار المسنين بدلا من منزله
عمل نائبا لوزير التربية والتعليم في مرحلة ما من مراحل دولة الجنوب، ثم هُمش كغيره من كوادر وقيادات الجنوب التي أقصيت وأجبرت على البقاء في البيوت، فغدا اليوم حبيسا في منزل يسكنه بمفرده لينهك جسده المرض دون جليس ولا أنيس ولا حتى من يعوده ليتعاهده ويضمد جراحه سوى عدد من الفئران التي تزيده ألما وجراحا.
الأستاذ إنصاف محمد حميد غالب يبلغ من العمر سبعين عاما قضى جلها في خدمة الوطن والمجتمع، يعيش بمفرده في غرفة هي كلها البيت والمنزل وملحقاته، الغرفة في شارع بمدينة كريتر، ولجأ إليها بعد أن فرضت عليه ظروف قاهرة مغادرة منزل أبنائه والعيش وحيدا.

جهود مجتمعية من شباب وناشطين في كريتر وعدد من مديريات العاصمة أفضت إلى نقل الأستاذ إنصاف إلى مستشفى الجمهورية في خورمكسر لإبعاده عن الفئران على الأقل، إذ يرقد في المستشفى دون إمكانات ودون لفتة من أية جهة حكومية من تلك الجهات التي خدمها وأفنى جل جهوده وحياته فيها.
.jpg)
ويضيف آخر “تحركنا للصيدلية وأخذنا ما نحتاجه لتنظيف العم إنصاف وتوجهنا له وقمنا بتنظيفه نحن الشباب، وحينما أخبرناه أننا سنأخذه للمستشفى قال بصوته الثقيل (كلموا أختي!)، بحثنا عن منزل أسرته وتكلمنا مع أخته وفهمناها وأتى معنا ابنها إلى عنده وقمنا بإقناعه، ومن ثم ذهبنا به للجمهورية وعملنا له فحوصات بقسم الطوارئ وظللنا إلى الليل ننتظر تفاصيل ما يعانيه”.

وعلمت «الأيام» أن هناك وعودا من مكتب رئاسة الوزراء للتكفل بالعلاج ثم نقل المريض إلى دار المسنين.

وكان شبان تولوا الدخول إلى الغرفة التي يسكنها المريض وعملوا على تنظيفه وتضميد جراحه ونقله إلى طوارئ مستشفى الجمهورية.