ضعوا إدارة المصفاة في قفص الاتهام!

> علي ثابت القضيبي

> التدمير الذي يعصف بمصفاة عدن محميٌ برؤوسٍ كبيرة في السلطة، وهي معروفة، ولذلك هو يسير بشكلٍ ممنهج، وأيضا يجتاح كل ما هو أمامه بصلفٍ فجٍ، وإلا لما تجرّأ مدير المصفاة - البكري - على الإطاحة بكل هؤلاء العمال ظلماً ودون أن يأبهَ بأحدٍ مطلقاً، وهذا أكيدٌ وقطعي.
نحنُ في بلادٍ يُفترض أنّ فيها نظام وقانون، وإن كان هذا الوضع مهترئاً أصلاً، ومن هذا المُدخل يمكن لكل المُضطهدين والمُطالبين بإعادة تشغيل المصفاة أن يحركوا المياه الراكدة في هذه البركة الآسنةِ بالاستماتة لمطالبهم والوقوف بصلابةٍ، فماذا عساهم أن يخسروا أكثر مما خسروه؟! لا شيء طبعاً.. وهنا عليهم أن يدعوا كل المنظمات والكيانات الجنوبية الحية الى جانبهم، وكذلك كل مناصريهم من الشعب، وبعد ذلك الذهاب إلى نيابة الأموال العامة والمحاكم لإنصافهم في مطالبهم المشروعة، أي أن يُحولوا قضيتهم إلى قضية رأي عام.

نعم، عليهم أن يحولوا الإدارة الفاسدة المُتجبرة إلى متّهمةٍ في قفص الاتهام، وذلك بكتابة صحيفة إدعاء بقائمة الاتهامات للإدارة وتُطبع وتوزع على مستوى كل الأحياء السكنية في عدن ولحج...إلخ لأخذ توقيعاتهم عليها، ومثلهم كل العمال المضطهدين والموقوفين وأصحاب الدماء الحية، وكذلك توقيعات أعضاء كل الهيئات الجنوبية الفاعلة مثل اتحاد نقابات عمال الجنوب بكل أعضائهِ، والجيش الجنوبي والمحاميين الجنوبيين والأكاديميين والصحفيين الجنوبيين ومكافحة الفساد الجنوبية وكل الكيانات، وأن ترفع صحيفة الاتهام هذه مشفوعة بكل هذه التوقيعات إلى نيابة الأموال العامة والمحكمة الإدارية وخلافه.. ويمكن أن تتلخص صحيفة الاتهامات بالتالي:
- لماذا أُهمل أسطول سفن الشركة حتى اندثر تماماً ؟ والآن ستلحقُ به السفن التي كانت في الخارج.

- مَن أحضر هذه الشركة الصينية الفاشلة؟ وما هو تخصصها الأصلي؟ ولماذا لم تنجح في شيء غير تفكيك الباور هاوس وتدميره وأخذ معداته الأصلية المتينة طوال ثلاث سنوات ولم تحقق أي إنجازٍ يذكر؟!
- ما هي أسباب الحريق الذي أنهى وحدة التقطير تماماً وهي عماد المصفاة؟ وكذلك حريق الغلايات في الباورهاوس، وأيضاً حريق خزان النفايات الضروري لعمل المصفاة؟ ولماذا لم تظهر التحقيقات الداخلية أي نتيجةٍ؟ ولماذا منع الأمن الخاص بالبلاد من التحقيق في كل هذه الحوادث؟!.. (وللعلم كل هذه الحوادث الجسيمة حدثت في عهد "البكري"، ولم تحدث بهذا الشكل المتتابع طوال تاريخ وجود المصفاة مطلقاً!!).

- ما هي نتائج التحقيقات الداخلية التي أعلن الأمن الداخلي للمصفاة أنه سيجريها في حادثة سرقة أنابيب التهوية في الكنترول الخاص بوحدات التقطير الأخير؟ ولماذا تم التستر على هذه الحادثة؟ وأيضاً لم يُشرك مباحث التحقيق للبلاد في هذه الحادثة أيضاً؟!
- لماذا لم يتم تشغيل المستشفى الجديد للمصفاة الذي بُني بالملايين؟ وما هي حقيقة الأخطاء الفنية الكبيرة فيه؟ ومن هو المسؤول المباشر عن ذلك؟ ولماذا صمتت هذه الإدارة الأخيرة عن هذا الموضوع وتفتح تحقيقاً فيه، وأيضاً لم تفتح تحقيقاً جاداً في موضوع مبنى الإدارة الجديد الذي قصته نفس قصة المستشفى الجديد، وكلها كلفت الشركة ملايين الملايين، أو أن كل هذه الأموال ذهبت عبثاً؟!!

- قضت المحكمة الإدارية بإلغاء كل العقوبات الجائرة بحق العاملين المطالبين بإعادة تشغيل المصفاة.. فلماذا الصمت على كل هذا وعدم محاسبة الإدارة على ظلمها بحق العاملين؟!
- ما هي حقيقة الرقم 682 ؟! ولماذا يستخدم اليوم حصراً لمعاقبة العاملين المطالبين بإعادة تشغيل المصفاة والعمال الذين يوجهون انتقاداتهم للإدارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟! وهذا معروف لكل العاملين.

-  أين تذهب المبالغ المستقطعة ظلماً على العمال المشمولين بهذا الرقم  682 ؟!
- أين هي نقابة عمال المصفاة من كل هذه الإجراءات الظالمة بحق عمال المصفاة وهم طابور طويل؟ ولماذا لم تقف في صفهم كأي نقابة حقيقية جاءت لأجل الدفاع عن العمال في الأصل وليس للتواطؤ مع الإدارة ولغايات معروفة؟!

- لماذا توقفت كاميرات المراقبة داخل المصفاة في هذه الفترة بالذات؟ ولماذا لم يعاد تشغيلها رغم أن المصفاة تنفق الملايين عبثاً؟ ومن المسؤول عن إيقاف هذه الكاميرات؟ ولماذا لم تتابع هذه الإدارة إعادة تشغيلها؟!
- لماذا تنفق إدارة المصفاة الملايين على عسكريين معروف أنهم يتبعون تاجراً معروفاً مقرباً لإدارة المصفاة وليس ثمة حاجة لهم في المصفاة أصلاً، كما ومكانهم الحقيقي كعسكريين في الجبهات الملتهبة اليوم وليس داخل أسوار المصفاة؟!

- لماذا تنفق الشركة الملايين وبالعملة الصعبة على المدير التنفيذي المهاجر بصفة ثابتة في الأردن وتحت حجة واهية وهي الحالة الأمنية في عدن والتي لا تأتيها الشركات بسبب هذه الحجة الواهية، علماً بأن المصفاة في حكم المنتهية أصلاً وليس لها أي نشاط إنتاجي أو غيره! ثم أن أي اتصالات أو تشاور بصدد اتفاقات ما بين الشركات فهي تتم عبر الإيميلات اليوم وليس باللقاءات المباشرة!!

- لماذا الصمت على جمع المدير التنفيذي للمصفاة لمنصبه هذا مع منصبه السابق كبير محاسبي الشركة؟! وهذا أمر غير جائز قانوناً، وهذا لم يحدث طوال عهد شركة مصافي عدن ولا في أي مرفق آخر في البلاد وفي العالم كله!
- ما هي حقيقة الهمس القوي الذي يدور حول صفقة ملابس عمال الشركة الأخيرة والتي يقال إن المدير التنفيذي ألغى عرضا بسعر أقل وأرساها على شركة شنغهاي الصينية الذي هو شريكها؟!

- نعم على الأخوة الموقوفين والمطالبين بإعادة تشغيل المصفاة تحريك مثل الادعاءات وهي معروفة للكل، وتقديم ذلك إلى نيابة الأموال العامة والمحاكم وبالتوقيعات التي ذكرنا، مع ضرورة استشارة قانونيين في هذا الجانب، وباللجوء إلى الشارع كما أسلفنا، وأجزم أنهم بمثل هذا الفعل سيزلزلون عروش الطغاة في المصفاة ويفضحونهم في الشارع، بل سيجعلون الشارع يلوك سيرتهم النتنة وفسادهم الذي تجاوز الآفاق، وبالقطع سيكون لذلك أثره الإيجابي على قضيتهم.. فافعلوها يا إخوتي.. افعلوها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى