بوريس جونسون: مرشح طموح عدوّه الأبرز لسانه

> لندن «الأيام» أليس ريتشي

> قدّم بوريس جونسون المعروف بمزاحه وزلّاته وتهديداته نفسه على أنه الشخصية البارزة التي تحتاجها بريطانيا لقيادتها خلال مرحلة بريكست وبالتالي إنقاذ حزبه من تلقي ضربة مهينة في صناديق الاقتراع.
لكن وزير الخارجية السابق أثار تساؤلات بشأن كفاءته وبعد خطابه الشعبوي بالتعهد بإخراج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وتوحيد البلاد التي تشهد انقسامات.

وبالنسبة لزملائه المحافظين الذين يشعرون بالذعر من احتمال تسبب الأزمة السياسية المرتبطة ببريكست بانتخابات عامة مبكرة، يؤكد على أنه الشخصية الأمثل لمواجهة حزب العمال المعارض و“حزب بريكست” حديث العهد والمشكك بالاتحاد الاوروبي الذي أسسه نايجل فاراج.
وأثبت جونسون خلال قيادته حملة المعسكر المؤيد لبريكست قبيل استفتاء 2016 والعهدين اللذين قضاهما كرئيس بلدية لندن، أنه قادر على الوصول إلى أبعد من ناخبي الحزب المحافظ التقليديين.

لكن زلّاته السابقة على غرار تلك المرتبطة بالمثليين وتشبيهه للمسلمات اللواتي يرتدين النقاب بـ“صناديق البريد” عرضته لانتقادات شديدة. وأثار تعهده بمغادرة الاتحاد الأوروبي بحلول المهلة النهائية في 31  أكتوبر سواء باتفاق أو بدونه قلق نصف الناخبين الذين رفضوا بريكست قبل ثلاث سنوات، وخصوصًا كونه لم يقدم خطة مفصّلة في هذا الشأن.
واتهم جونسون كذلك بالهروب من التعرض للتدقيق خلال الحملة الأخيرة للفوز برئاسة الوزراء بعدما تغيّب عن أول مناظرة تلفزيونية وتجنّب بقدر الإمكان الظهور على وسائل الإعلام.

رئيس بلدية لندن
ولطالما كان الكسندر بوريس دو فيفل جونسون الذي ولد في نيويورك عام 1964 شخصًا طموحًا. وتؤكد شقيقته رايتشل أنه كان يطمح ليصبح “ملك العالم”. وترّشح لرئاسة الوزراء في أعقاب استفتاء 2016 لكنه انسحب عندما انقلب عليه حليفه الأبرز مايكل غوف ليترشح هو.
وهذه المرة، أدار حملة انتخابية منضبطة بدأت بقص شعره الأشقر الأشعث الذي اشتهر به.

وركّز على الحصول على داعمين في البرلمان وقلل ظهوره العلني ما سمح له بتجنب الزلّات التي عرف بها خلال مسيرته المهنية.
تلقى جونسون تعليمه في كلية “ايتون” العريقة وجامعة “أوكسفورد”. وعمل في البداية كصحافي في “ذي تايمز”.

لكنه أقيل لفبركته أخباراً، لكنه عرف لاحقًا كمراسل “ذي دايلي تلغراف” في بروكسل.
وانتخب لتولي مقعد في البرلمان البريطاني عام 2001 وأقيل من منصبه كمتحدث عن الفنون للمحافظين بعد اتهامه بالكذب بشأن علاقة أقامها خارج إطار الزواج. لكنه عاد في 2008 وانتخب كرئيس بلدية العاصمة لندن متعددة العرقيات والتي تميل عادة لانتخاب حزب العمال.

وأعيد انتخابه في 2012 وأشرف على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية في العام ذاته.
وأشار جونسون مراراً إلى تجربته كرئيس بلدية للتأكيد على أنه ينفّذ وعوده، مشدداً في هذا السياق على تراجع نسب الجريمة وزيادة مشاريع بناء المساكن والعمل الذي قام به مع الشركات التجارية.

لكن معارضيه يشيرون في الوقت ذاته إلى المشاريع باهظة التكلفة التي انخرط فيها على غرار "جسر الحديقة" الذي لم ينفّذ كدليل على أن أحلامه الكبيرة لا تترجم على الدوام إلى إدارة حكيمة.
وعاد إلى البرلمان في 2015 كنائب عن ضاحية في شمال غرب لندن، متعهداً بمعارضة مشروع توسعة مطار "هيثرو". لكن عندما كان وزيراً للخارجية، تغيّب جونسون عن جلسة تصويت مهمة في البرلمان تتعلق بهذا المشروع بعدما رتّب زيارة على عجل إلى أفغانستان.

الدبلوماسي «الأقل نجاحًا»
ويُنظر إلى قرار ماي تعيينه في وزارة الخارجية كخطوة ماكرة بعدما تولت السلطة لابقائه قريبًا منها.
لكنه ارتكب بعض الأخطاء الكبيرة أثناء توليه المنصب لعل أبرزها إشارته إلى أن بريطانية إيرانية سجنت في إيران لإدانتها بإثارة الفتنة كانت لربما تدرب صحافيين في الجمهورية الإسلامية.

ونفت عائلة نزانين زغاري-راتكليف ذلك بشدة وتخشى من أن تصريحه أثر سلبًا على قضيتها إذ استغل القضاء الإيراني فوراً التصريحات لاستخدامها كإثبات على أنها لم تكن تقضي إجازة في الجمهورية الإسلامية.
وتوصل مركز “شاتهام هاوس” للابحاث إلى أن جونسون كان وزير الخارجية البريطانية “الأقل نجاحًا” منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال المركز “كان جونسون يطلق تعبيرات متذاكية في الأوقات التي كانت الحاجة فيها للهيبة والعناية بالتفاصيل”. واستقال جونسون أخيراً في يوليو 2018 احتجاجًا على استراتيجية ماي حيال بريكست رغم أنه صوّت لاحقًا للاتفاق الذي أبرمته بشأن بريكست كأفضل طريقة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى