إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس أمريكية في أوج التوتر مع واشنطن

> طهران «الأيام» أمير هواسي

> أعلنت إيران، أمس الثلاثاء، عن تفكيك “شبكة جديدة” من الجواسيس تعمل لحساب الولايات المتحدة في أوج التوتر المتزايد بين البلدين مع إعلان واشنطن إرسال تعزيزات إلى المنطقة، فيما حذرت روسيا والصين من التصعيد.
وتزايدت الأزمة مع إعلان البنتاجون الإثنين  (أمس الأول) إرسال نحو ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط بعدما أعلنت إيران عزمها تجاوز الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي الدولي، من مخزون اليورانيوم المخصب.

ويدور صراع قوة منذ أشهر بين إيران والولايات المتحدة بعد إعلان واشنطن الانسحاب من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم بين القوى الكبرى وإيران وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على الجمهورية الإسلامية. كما ساهم في تصعيد التوتر هجمات على ناقلات نفط وقعت في مايو ويونيو في الخليج وحملت واشنطن مسؤوليتها لإيران التي نفت ذلك.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) نقلا عن مصدر قالت إنه رئيس وحدة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات “على أساس استخباراتنا الخاصة ومؤشرات جمعت من داخل أجهزة أمريكية، عثرنا في الآونة الأخيرة على عملاء جدد جندهم الأمريكيون وفككنا هذه الشبكة الجديدة”.

وقالت الوكالة إن بعض أفراد شبكة الـ “سي آي ايه” اعتقلوا وسلموا إلى السلطة القضائية فيما لا يزال يتطلب الأمر إجراء “تحقيقات إضافية” بحق آخرين بدون إعطاء أرقام او تحديد اسم مصدرها.
وفي ما وصفته بأنه “ضربة كبرى” لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قالت طهران إنها نفذت العملية بالتعاون مع “حلفاء أجانب” بدون تسمية أي دولة.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس الثلاثاء، برنامجا خاصا لتفاصيل عملية جرت عام 2013 وفككت خلالها السلطات الإيرانية شبكة أخرى لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

«ضبط النفس»
في مواجهة تزايد التوتر دعت روسيا حليفة إيران إلى “ضبط النفس”.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين “ندعو كل الأطراف إلى ضبط النفس. نفضل ألا يتم اتخاذ خطوات من شأنها التسبب بتصاعد التوتر في هذه المنطقة غير المستقرة أساسا”.

ودعت بكين أمس الثلاثاء الأمريكيين والإيرانيين إلى “التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتّخاذ أي خطوات من شأنها أن تتسبب بتصاعد حدة التوتر في المنطقة وتفتح الباب أمام المجهول”.
والإثنين أعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان “سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط”، مؤكدا أن الولايات المتحدة “ستواصل مراقبة الوضع بدقة” من أجل “تعديل حجم القوات” إذا اقتضى الأمر.

وأضاف أن “الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقيّناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية”. لكن الوزير الأمريكي شدّد على أنّ “الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران”.
وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النروجية واليابانية في خليج عمان.

وتعرضّت ناقلتا النفط الخميس لهجومين لم يحدّد مصدرهما قرب مضيق هرمز، الممر الإستراتيجي الذي يعبر منه يوميا نحو ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.
ويظهر في إحدى عشرة صورة جديدة التقطتها مروحية “سيهوك” تابعة للبحرية الأمريكية ونشرها البنتاجون، جسم معدني دائري يبلغ قطره حوالى ثمانية سنتمترات وملتصقا بجسم ناقلة النفط اليابانية “كوكوكا كوريجيوس”.

وقالت وزارة الدفاع إنّ هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكّد واشنطن أنّ الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.
وفي صورة أخرى بدت الفجوة التي خلّفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر. ووفقاً للبنتاجون فإنّ قطر الفجوة يزيد عن متر.

وقال البنتاجون في بيان إنّ “إيران مسؤولة عن هذا الهجوم كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر”.
وفتحت الولايات المتحدة تحقيقاً بالتعاون مع دول عديدة أخرى لم تسمّها.

لكن دول الاتحاد الأوروبي الإثنين أبدت حذرا في تحديد المسؤوليات عن الهجمات على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي في مياه الخليج، ورفضت، خلافا للندن، تبني اتهامات واشنطن لإيران.

إيران أوفت بتعهداتها
قبل الإعلان عن التعزيزات الأمريكية الجديدة، أفادت إيران أن احتياطها من اليورانيوم المخصب سيتجاوز اعتبارا من 27 يونيو الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.
والاتفاق الذي جاء نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة بين إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا إلى جانب المانيا) يهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها. لكن انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرض العقوبات الأمريكية حرم إيران من الفوائد التي كانت تتوقعها من الاتفاق.

وأعلنت إيران في 8 مايو أنها أوقفت الالتزام باثنين من تعهداتها في الاتفاق، وخصوصا ذلك الذي يحد من احتياطها من اليورانيوم المخصب بـ 300 كلغ. وتهدد بتخطي بنود أخرى من التزاماتها تدريجيا اعتبارا من مطلع يوليو في حال لم تساعدها الدول التي لا تزال موقعة على الاتفاق في الالتفاف على تداعيات العقوبات.
وحتى الآن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تلتزم بتعهداتها.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الثلاثاء، إنّ العالم بأسره “يشيد” بالتزام إيران بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وصرّح روحاني في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء “اليوم نحن في مواجهة مع أمريكا؛ حيث لا أحد في العالم لا يشيد بإيران”.

وتابع أنّ “إيران أوفت بما وقعت عليه. إيران التزمت بالاتفاقات الدولية والطرف الذي يقف بمواجهتنا اليوم هو الطرف الذي سحق كل المعاهدات والاتفاقيات والاتفاقات الدولية”.

أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى