> كولومبيا، كارولاينا الجنوبية «الأيام» إيلودي كوزين
خلال مهرجان ليلي طويل، اجتمع نحو عشرين من المرشحين الديموقراطيين للرئاسة الأميركية مساء الجمعة لالتقاط صورة جماعية غير مسبوقة أمام مئات من المؤيدين الذين دعوهم في هتاف عفوي إلى إلحاق الهزيمة بالرئيس دونالد ترامب.
لكن في سابقة ومشهد تعددي، تواجد 21 مرشحاً في هذا الحفل الذي كان أشبه بكرنفال، تذوق فيه المشاركون من مواطنين مؤيدين للديموقراطيين أطباق السمك المقلي الخاص بجنوب الولايات المتحدة، واحتسوا المشروبات التي وزعت مجاناً تحت شمس حارقة وفي جو رطب دشن بداية الصيف.
وبعد التواصل مع الجمهور، صعدوا جميعاً إلى المسرح لالتقاط صورة جماعية غير مسبوقة، مرتدين قميصاً أزرق يحمل اسم مضيفهم النائب الديموقراطي والسياسي القديم المؤثر جيم كليبورن.
وهذا مشهد معبر قبل أيام فقط من بدء التنافس الذي سيشارك فيه للمرة الأولى 20 مرشحاً، 10 في كلّ ليلة، يومي الأربعاء والخميس المقبلين في ميامي.
وهذا الحضور الكثيف في حفل جيم كليبورن ليس صدفة، فولاية كارولاينا الجنوبية، وهي بين الولايات الأولى التي ستخوض الانتخابات التمهيدية للديموقراطيين في أواخر فبراير، تؤدي دوراً أساسياً في اختيار المرشح الذي سيحاول أن يهزم الجمهوري دونالد ترامب في نوفمبر 2020.
كلمة المرشح الديموقراطي الأوفر حظاً جو بايدن كانت الأقصر. تكلّم نائب الرئيس الأميركي السابق لأقل من دقيقة، وختم خطابه بالقول "لا يهم من سيكون المرشح الديموقراطي، علينا أن نبقى موحدين وأن ننتخب ديموقراطياً!".
وتلقى برني ساندرز والسناتورة التقدمية إليزابيث وورن والسناتورة كامالا هاريس المدعية العامة السابقة وأول امرأة سوداء تترشح للرئاسة تصفيقاً حاراً.
أ.ف.ب
وتشتهر في كولومبيا في كارولاينا الجنوبية وفي كافة أنحاء الولايات المتحدة حفلات "السمك المقلي" التي يقيمها النائب الديموقراطي جيم كليبورن، وحضورها ضروري للساعين للوصول إلى البيت الأبيض في كل دورة انتخابية منذ عقود.
وكان لكل من المرشحين دقائق معدودة ليقدّم نفسه ويتحدث إلى الجمهور، وقاموا بذلك الواحد تلو الآخر.
بعد ذلك، اطلقت الحشود صرخة موحدة، رددها الجمهور بسرعة ثم السناتورة كيرستن غيليبراند من نيويورك ومرشحون آخرون كانوا يهمون بمغادرة المنصة: "اهزموا ترامب".
وتخلّف عن الحضور مرشحان فقط من المرشحين الـ23 الديموقراطيين وهو أيضاً عدد غير مسبوق، هما رئيس البلدية الشاب لساوث بند في إنديانا بيت بوتيغيغ الذي اضطر للعودة إلى مدينته وحاكم مونتانا ستيف بولوك.
وتشكّل قاعدتها الانتخابية الديموقراطية وغالبيتها من السود ميداناً انتخابياً ذا خصوصية بالمقارنة مع الولايات الثلاث التي تنتخب قبلها (ايوا، نيفادا، نيو هامبشير)، فهي قد تعطي دفعاً حاسماً نحو النصر لأي مرشح في الصدارة. -"آسيوي يحبّ الرياضيات"-
وفي نهاية الأمسية، أخذ بايدن السبعيني وقته في إلقاء التحية على مؤيديه.
في المقابل، حظي المرشح الصغير والاقل تأييدا في استطلاعات الرأي وغير المعروف كثيراً للرأي العام أندرو يانغ بأكثر صرخات التأييد حماسةً من مجموعة من الانصار الشغوفين.
وأنهى رجل الأعمال الأربعيني من أصل تايواني خطابه المقتضب بجملة باتت رمزية بالنسبة لمؤيديه، قائلاً بسخرية إنه المرشح الأكثر قدرة على هزم الرئيس الأميركي لأن "نقيض ترامب هو آسيوي يحب الرياضيات".