ترامب تخلى عن مساعديه في الأمن القومي وألغى الضربة على إيران

> «الأيام» غرفة الأخبار

> كشف شخص مقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه رفض مقترحات مساعديه في مجال الأمن القومي بتوجيه ضربة إلى إيران، حيث قال: «هؤلاء الناس يريدون جرنا إلى حرب، هذا أمر مقرف».
وفي تقرير أعده مايكل بندر وغوردون لوبلد، بصحيفة «وول ستريت جورنال» قالا فيه إن الرئيس تحدى مستشاريه في مجال الأمن القومي، وتخلى عن عملية عسكرية انتقامية ضد إيران. وتحدث الرئيس يوم الجمعة الماضي بنشوة عن قراره، وبدا وكأنه بعيد عن مركز صناعة القرار في إدارته. وقال ترامب لشخص موثوق: «نحن لسنا بحاجة إلى حروب جديدة».

وفي النقاشات التي جرت بينه ومستشاريه في مجال الأمن القومي تحسر على خسارة الطائرة المسيرة التي تبلغ قيمتها 130 مليون دولار دون كلفة البحث والتطوير. ولكنه قال إن خسارة الأموال لا تهم الناخب الأمريكي بقدر ما يهمه الخسائر البشرية.
وقال الرئيس إن خسائر العملية البشرية على الإيرانيين هي 150 شخصا لو تم تنفيذها، مضيفا أن كل واحد منهم لديه عائلة ما يعني أن المئات سيتضررون منها. وقال ترامب يوم السبت الماضي: «لا أريد قتل 150 إيرانيا» ولا أريد قتل 150 شخصا أيا كانوا إلا إذا كان هذا ضروريا».

وفي يوم السبت الماضي دعم ترامب مسارا آخر للعمل وهي رزمة جديدة من العقوبات التي أعلن عنها مع أنه لم يقدم تفاصيل. وأدت الرزمة الحالية من العقوبات لتراجع في الاقتصاد الإيراني وزادت من التوتر في المنطقة. ولم تدفع العقوبات إيران بعد للموافقة على التفاوض مع ترامب الذي يريد أن يحد من نشاطاتها النووية.
وتكشف الصحيفة أن فريق ترامب من المستشارين دعموا ضربة عسكرية قاسية ضد إيران، إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أبدى حذرا مما ترك أثره الكبير على الرئيس. وكشف ترامب يوم السبت عن الخلاف داخل فريقه، وأثنى على الجنرال دانفورد الذي دعا إلى الحذر. وفي الوقت نفسه كشف عن خلافه مع جون بولتون، مستشاره المتشدد في مجال الأمن القومي والذي كان القوة المحركة للضربة من خلف الستار.

ووصف ترامب الجنرال دانفورد الذي طور علاقة جيدة معه بـ «الرجل الرائع والجنرال الرائع»، وأشار إلى دعم بولتون لحرب جورج دبليو بوش في العراق والتي وصفها بالخطأ الفادح.
وقال ترامب للصحافيين: «يقوم جون بولتون بعمل جيد لكنه يتخذ وبشكل عام مواقف متشددة» و «الشخص المهم هو أنا». وحاول الرئيس الحصول على آراء مختلفة وسط تزايد التوتر مع إيران بل واتصل مع المذيع في «فوكس نيوز» تاكر كارلسون والذي عارض التدخل العسكري في إيران من خلال برنامجه الرئيسي على القناة.

وقال ترامب إنه رغب بانقسام واضح داخل فريقه كي يكون قادرا على اتخاذ قرار، وأكد أنه فخور بانعكاس هذا عليه. وقال ترامب في لقاء مع الصحافيين: «كل واحد يقول إنني داعية للحرب ولكنهم يقولون الآن إنني حمامة». مضيفا «لست أيا منهما بل أنا رجل لدي منطق سليم».
إلا أن أعضاء في فريقه ليسوا راضين عن الرئيس وما يراه من انقسام داخلي لأنه يؤثر على التحالف الهش داخل المجموعة في مرحلة انتقالية جديدة. ولا تعرف الكيفية التي سيتم فيها تجاوز الانقسام في فريقه الذي يضم ثالث مستشار للأمن القومي وثاني وزير للخارجية وثالث وزير للدفاع.

وكدليل عن «الكولسات» داخل الفريق، قال مسؤول في الإدارة إن البنتاجون استخدم قنوات خلفية لتقديم معلومات غير دقيقة عن ضحايا العملية المتوقعة للرئيس. وقال هذا المسؤول إن محامي البنتاجون أرسل تقديرا إلى مستشار البيت الأبيض والذي قام بدوره بنقلها إلى الرئيس. ولكن مسؤولا آخر في الإدارة رفض هذه الاتهامات باعتبارها تعبيرا عن المرارة.
وقال مسؤول آخر إن رقم 150 جاء من خلال النقاشات داخل البيت الأبيض وليس من البنتاجون التي تستخدم «تقدير الخسائر غير المقصودة» في عملياتها العسكرية. وذكر مسؤولان آخران أن تقديرات البنتاجون لم تشتمل على رقم عال كهذا.

وقال المتحدث باسم الجنرال دانفورد، العقيد بات رايدر: «كمسؤول عسكري بارز للرئيس، قدّم الجنرال دانفورد نصيحته بشأن إيران»، مضيفا أنه لا يستطيع تقديم تفاصيل بهذا الشأن.
ولكن الرئيس قال إنه حصل على التقدير من المحامين الذي قدمه له جنرال. وعندما سئل إن كان هو الجنرال دانفورد، رفض التعليق قائلا: «لقد تحدثت مطولا مع دانفورد وهو رجل عظيم».

وكان إسقاط الطائرة مدعاة للقاء مجلس الأمن القومي في وقت الإفطار بالبيت الأبيض بناء على طلب من بولتون. وهو لقاء أسبوعي يحضره مايك بومبيو، وزير الخارجية، والقائم بأعمال وزارة الدفاع باتريك شانهان. وضم اجتماع الخميس الماضي الجنرال دانفورد ومارك إيبسر الذي اختاره ترامب ليكون وزيرا للدفاع.
ونوقش في الاجتماع الرد على إيران حيث تم الاتفاق بالإجماع على توجيه ضربة لها وتم اختيار عدد من الأهداف العسكرية. وألغى دانفورد زيارة كانت مقررة يوم السبت الماضي إلى أفغانستان. وقدم في النقاش كلفة كل خيار تم طرحه دون تقديم أي واحد على الآخر.

وفي الوقت الذي أكد فيه المسؤولون عن عدم رغبتهم بالحرب والرد متناسب مع الحادث، إلا أنهم خافوا في الوقت نفسه من الرد الإيراني. وكان بومبيو مؤيدا للضربة العسكرية لكنه تفهم التردد الذي أبدته مؤسسة الدفاع.
ودعم نائب الرئيس مايك بينس الهجوم في لقاء لمجلس الأمن القومي في وقت لاحق، ثم دعم قرار الرئيس ترامب لوقفها. وفي ذلك اللقاء قدم للرئيس المقترح ونوقش عدد الضحايا ووافق الرئيس.

وقال مسؤول: «اعترف الرئيس بوقوع ضحايا». وعاد ترامب يوم السبت الماضي وقال إن مستشاريه قدموا له خطة جيدة لكن عدد الضحايا لم يكن دقيقا. «قدموا لي أرقاما تقديرية» و «كنت أريد أرقاما دقيقة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى