(حيدان) .. ربان التحدي والنجاح

> عوض بامدهف

> * حقاً إن (كرة القدم العدنية ما لهاش في الطيب نصيب) .. بهذه الكلمات التي قالها صاحبي ، بعد سماعه خبر استقالة الرياضي القدير (محمد حيدان) من رئاسة اتحاد عدن الكروي ، وقبولها من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم بعد إصراره الشديد عليها وذلك في ختام اتصاله الهاتفي معي وبنبرات بالغة التأثر.
 * وللحقيقة منذ انتشار خبر استقالة (محمد حيدان) حتى ساد الوسط الكروي العدني وللمرة الأولى الحزن، خاصة وأن هذه الاستقالة شكلت خسارة بالغة الضرر على إجمالي وضع وواقع ومستقبل الكرة العدنية ، حيث سادت مظاهرالقلق الشديد ، جراء هذه الاستقالة وما سيترتب عليها من آثار سلبية في المنظورين القريب والبعيد كما ستسهم في عدم وجود الضمان الكافي لتواصل حالة الاستقرار الحالي للكرة العدنية في المستقبل القريب.

 * في العاشر من يناير من العام 2010م كان الوسط الكروي العدني على أبواب موعد متجدد مع التعاطي مع أساليب جديدة ومتطورة في رحاب عالم المستديرة ، ففي هذا التاريخ تم انتخاب القيادة الجديدة لاتحاد عدن الكروي برئاسة الرياضي القدير محمد حيدان .. هذا الشاب الهادىء والدائم الابتسام وواسع الآمال والأحلام الذي عشق الرياضة ، واتسم أداؤه الراقي باتباع أسلوب السهل الممتنع ، لأن هذا الربان الجديد جاء محملاً بأحلام وردية بغية تحقيقها على أرض الواقع ، سعياً نحو بلوغ آفاق التطور الكروي المنشود.

 * وبالجهد المثابر من قبل القيادة الجديدة سارت الأمور في خطها المرسوم وبدقة متناهية ، متجاوزة كل الصعوبات والمعوقات ، وأبرزها شحة الموارد ، وبتضافر كل جهود المخلصين استطاع الربان القدير محمد حيدان وطاقمه ، تحقيق المعادلة الصعبة التي بلغت مشارف الاستحالة ، في كيفية التلاحم الموفق ، لتحقيق المفاضلة النموذجية في المزج المثالي بين الطموح الكروي وشحة الموارد ، لتواصل الكرة العدنية إثر ذلك مسيرتها الظافرة في تنفيذ خطط وبرامج اتحاد عدن الكروي بدعم التفاعل الإيجابي من قبل أندية عدن وكل الخيرين لتشهد ملاعب عدن تنافسات كروية بهيجة الألوان لمختلف الفئات العمرية وكذا إقامة الدورات التدريبية والتحكيمية بمشاركة واسعة من رياضيي عدن.

 * ومع قدوم العام 2014م وكما كان متوقعاً تم تجديد الثقة الغالية من أندية عدن في الربان القدير محمد حيدان ، ليواصل مهمته الصعبة برفقة طاقمه ، ليصطدم بغزو الشمال من الحوثة والعفاشيين للجنوب ، ولكن شباب عدن الأشاوس ، كان لهم رأي آخر ، حيث شرعوا في التصدي للغزاة وتلقينهم دروساً لا تنسى وأجبروهم على الرحيل ترافقتهم الندامة والخذلان ومرارة الهزيمة والخزي والعار.

 * وبعد الانتصار المبين الذي تحقق بدعم أخوي كريم من الأشقاء في التحالف العربي كان الرياضيون على موعد متجدد مع التحدي وفي ظل هذه الظروف شديدة التعقيد ، قاد الربان الكبير محمد حيدان وطاقمه معركته الجديدة لتحدي كل صعوبات الواقع ليتم تحقيق النجاح الباهر ، والذي كان من أبرز مظاهره اعتماد توفير الدعم المستمر من قبل الرياضي الكبير نايف صالح البكري وزير الشباب والرياضة وذلك لضمان تواصل إقامة مسابقة كأس أبي الكباتن الفقيد علي محسن المريسي الرمضانية ، وكذا المشاركة الفعالة لإنجاح البطولة الأولى لشركة طيران الملكة بلقيس لأندية عدن  ، بالإضافة إلى استمرارية النشاط الكروي في عدن.

 * ولكن بفعل مماحكات بعض أندية عدن تجاه الحيدان لأسباب واهية ، تهدف فقط لاستعراض بعض الأندية لعضلاتها ، دون مبرر أو داع ، وذلك الأمر هو الذي دفع بالحيدان إلى تقديم استقالته ، التي تعد خسارة كبرى للكرة العدنية حيث ستنعكس آثارها السلبية على واقع أندية عدن لفترة طويلة من الزمن ، وكان الله في عون أهل الوسط الكروي العدني ، وألف ألف ألف تحية وإعجاب وتقدير لربان الكرة العدنية. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى