السيناريوهات المحتملة لحل الأزمة التلالية

> د . محمد فيصل باحميش

>
 
د. محمد باحميش
د. محمد باحميش
* منذ أيام والسفينة التلالية تبحر في طقسٍ عاصفٍ بعد أن أمر ربانها بطي أشرعتها تحسباً لأي طارئ ، وها هي تتخبطها أمواج عدم الاستقرار وتعصف بتاريخها العريق رياح الأزمة ، بعض هذه الرياح الهوجاء قد فرضتها مستجدات الواقع والأرضية الاقتصادية الهشة التي تعيشها أندية اليمن ومنها عميد أنديتها الأحمر بلا منازع ، وبعضها الآخر أثارتها بعض الألسن المغرضة والمأجورة، والقلوب التواقة لإحداث شرخ في منظومة عمل السفينة التلالية لتغرق في مياه فتنتهم ، وتدخل في دهاليز نفق مظلم يصعب بعدها رؤية بصيص أمل يلوح في أفق الانفراج ولو باستخدام أحدث أجهزة الرؤية الألكترونية.

* لكن عشاق النادي الذين ترعرعوا فوق أرضيته المرصَّعة بأحجار الابداع ، واستظلوا تحت سقفه الذي زُيِّن بنياشين الإنجازات النوعية لن يقفوا مكتوفي الأيدي ينظرون لذلك الصرح والقلعة الحمراء تتصدع أساساتها وتنهار بما تحويه من قطع كروية نادرة وإنجازات نوعية فريدة ، وكاتب المقال في طليعة أولئك العشاق الذين أثر حب التلال فيهم ، حتى اكتسى دمهم لون الحمرة ، بعد أن كان باهت اللون شاحب الفعالية ، وعطفاً على كل ما سبق ، لا ولن نسمح بانهيار ذلك الصرح وسنقطع الأيادي التي تتطاول لتعبث بأمن النادي واستقراره.    

 * وفيما يلي أطرح على إدارة عارف اليريمي بعض السيناريوهات المحتملة للتعامل مع الأزمة ، ومدى فاعلية كل سيناريو من عدمه لتعاود مياه التلال التدفق والجريان لتحصد كل ما يعترض طريقها من ألقاب في قادم الاستحقاقات الرياضية :
 - السيناريو الأول : أن تحزم إدارة النادي بقيادة عارف اليريمي حقائبها وتعلن الرحيل القسري عن المشهد التلالي ، وتتوارى عن الأنظار بعد أن تسلم مشعل القيادة لإدارة تختارها رغبات صناع النجاح في مشهد قل أن تجده إلا في الدراما العدنية مؤخراً ، هذه الخطوة باعتقادي ستضرب أكثر من عصفورين بحجر فهي سوف تساهم في وأد جذور الفتنة وتلاشي شرارتها الحمراء ، إلا أنها في الوقت ذاته ستفتح باب الفوضى على مصراعيه ، ويظل استقرار النادي على كف عفريت اللاعبين ، بل ولن تستطيع أي إدارة قادمة أن تحكم قبضتها على سفاسف الأمور في النادي ، فضلاً عن اتخاذ خطوات جريئة لإعادة قطار التلال إلى السكة الصحيحة ، وبقاء الإدارة من عدمه سيكون رهن إشارة صناع النجاح.

 - السيناريو الثاني : أن تضرب إدارة اليريمي بيد من حديد ، وذلك بعدم التعاطي مع مطالب صناع النجاح مهما كان ثقلها المهني والإداري ، وإرسالها فوراً إلى سلة المهملات ، وإنزال أقسى أنواع العقوبة الإدارية بحق الخارجين عن بيت الطاعة التلالي ، ولا أظن بأن هذا السيناريو سيؤتي أكله ،  بل من وجهة نظري سيزيد مساحة الخلاف وتصعب معه نقطة التلاقي لوضع قواسم الحل المشتركة ، وسوف تعمل خفافيش الظلام ومن يصطادون في الماء العكر على استثماره ، بردة فعل توسع أبعاد الخلاف الشخصي والإداري ، وتدخل فيه أكثر زواياه سخونة ، وبالتالي بقاء المشكلات عالقة ، بل وستتفاقم مع مرور الوقت نظراً لتصلب موقف أطراف الخلاف المختلفة.

 - السيناريو الثالث : قيام الإدارة باختراق ذلك التكتل ، وإنهاء ذلك التمرد من خلال استخدام استراتيجيات اختراق ناجحة ، ومنها استراتيجية إفراغ التكتل من محتواه ، من خلال الاستهداف المباشر للحلقة الأضعف في هذا التكتل وذلك الكيان الناشئ ، على أقل تقدير إن لم تستطع إقناعها العمل على تحييدها لتخف نبرة المطالب وتلين ، ولكن هذه الخطوة مُكْلفة ، وإذا لم تحسن الإدارة التوظيف الأمثل لهذه الاستراتيجية والقراءة الأمثل لخلفية أعضاء التكتل ، سينتهي الحال بهذه الإدارة إلى فقدان الثقة بها من قبل شرائح التكتل الصامتة، وسوف تجد خفافيش الظلام مادة دسمة لترويجها في إعلامها الخاص ، واستثمارها في أروقة قنواتها التآمرية ، للإطاحة بإدارة اليريمي ، وتحقيق مآربها ومكتسباتها الشيطانية.

 - السيناريو الرابع : جلوس الإدارة على طاولة حوار مستديرة مع عقلاء الطرف الآخر ، بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة للحل مستخدمة في سبيل ذلك أفضل الاستراتيجيات التفاوضية ، لكن بعد أن تأخذ الإدارة بعين الاعتبار تصنيف مطالب صناع النجاح إلى مطالب عاجلة ، ومطالب مؤجلة ، ومطالب لا يمكن فتحها والتعاطي معها بأي شكل من الأشكال.
هذا السيناريو سيحظى بإجماع الطرفين ، كونه أولاً حافظ على ماء وجه إدارة اليريمي من السيحان ، في دهاليز مطالبهم ، وقد خرجت به برأس مرفوع بحفاظها على الصرح التلالي ، وهي إشارة ضمنية بأنها لا زالت تمسك بخيط التفاوض ، وأنها قادرة على التعاطي مع أي أزمة مستقبلية ستعصف باستقرارها ، وثانياً ستنعكس آثار هذه الخطوة بشكل إيجابي على نفسيات اللاعبين كون الإدارة قد فتحت أذرعها لاحتضان ما يؤرقهم ويقض مضاجعهم ، وفتحت قنوات سمعها للترنم بمشكلاتهم وتحويرها إلى منح والعمل على معالجتها بأفضل الحلول الممكنة ، هذا السيناريو وحده سيكفل لكلا الطرفين الخروج من فوضى هذه الأزمة وهو رافع الرأس ، بعد أن خرج بمكتسبات نوعية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى