لماذا يطالب «الإصلاح» برحيل الإمارات؟

> اسر اليافعي

> تعامل حزب الإصلاح وضمن انتهازيته المعتادة، مع التحالف العربي كشرطي أو تابع ينفذ أجندته، أي "أنا ومن بعدي الطوفان"، سلموني المحافظات المحررة أحكمها وفق أجندتي، أو يعود الحوثي وتعود الفوضى مرة أخرى لها.
هذه الانتهازية ليست جديدة على الحزب، فهو معروف صاحب تجارب كبيرة وعديدة، منذ تأسيسه في التسعينيات من القرن الماضي، عندما فض الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" الشراكة معه في العام 1996 لجأ إلى التحالف مع من أصدر بحقهم فتاوى تكفير وأقصد "الاشتراكيين"، وكل ذلك من أجل أن يصل إلى السلطة.

أيضاً هو الحزب الذي تسبب بدخول الحوثيين إلى صنعاء في العام 2011 عندما استغل ثورة الشباب ليركب موجتها حتى يصل إلى السلطة.
أيضاً هو الحزب الذي باع دماء الشهداء عندما وقع على المبادرة الخليجية، ليعود إلى السلطة والشراكة مع الرئيس السابق صالح الذي انتفض وحرض الشباب ضده وذهب ثمن ذلك التحريض الآلاف من الشهداء.

وهو الحزب الذي ذهب في العام 2014 عندما اجتاح الحوثي صنعاء إلى صعدة لمقابلة زعيم الانقلاب عبدالملك الحوثي، وأعلن له فروض الطاعة والولاء مقابل أن يكون له شريك في السلطة، لولا تدخل التحالف العربي بعاصفة الحزم كان الإصلاح شريكاً للحوثي .
والأمر الأخطر أن حزب الإصلاح سلّم قواته وممتلكاته بكل سهولة للحوثي، تحت شعار لن ننجر، والحرب ليست حربنا، وكل ذلك في إطار انتهازية الحزب للحفاظ على قواته للوقت المناسب.

لم تنتهِ انتهازية الحزب هنا؛ بل وجد في تدخل التحالف العربي فرصة ليعود لطاولة الحكم، معتبر أن الأمر حسم بتدخل التحالف العربي، واعتبر نفسه ممثل اليمن في مؤتمر الرياض الذي عقد في العام 2015.
ظل الحزب وضمن انتهازيته يتحفظ بقواته ولم يدخل أي معركة حقيقة، وظلت الجبهات التي يشرف عليها مجمدة، واستغل وجوده في الشرعية لتشكيل جيش حزبي ولاؤه لجماعة الإخوان المسلمين، وليس للوطن، والسيطرة على وظائف الدولة المختلفة، وهنا تظهر الانتهازية في أخطر صورها.

كل ذلك مدخل وملخص حتى يعرف الجميع تاريخ انتهازية الحزب التي تعود اليوم وبشكل جديد، بعد أن أدرك أن التحالف لن يمكنه من اليمن، ويحقق له رغباته على حساب تضحيات الجنوبيين والشماليين، وهو ما دفعه إلى مغازلة محور إيران مرة أخرى بهدف الوصول إلى السلطة والشراكة مع الحوثي لحكم اليمن مجدداً.
لأنه بالمختصر المفيد عندما يطالب الحزب الإمارات بسحب قواتها التي تتواجد في الساحل الغربي، وتشرف على كل الجبهات على طول الشريط الساحلي الممتد من باب المندب وصولاً إلى مدينة الحديدة، يعني انهيار هذه الجبهات وعودة الحوثي للسيطرة على أهم السواحل اليمنية التي تحررت بتضحيات جسمية، وهذا هدف إصلاحي لتمكين إيران من هذه المنطقة الهامة والحساسة في ظل الصراع الخطير الدائرة في الممرات المائية ولاسيما الخليج العربي.

انسحاب القوات الإماراتية من المحافظات المحررة، يعني انهيار الأجهزة الأمنية والعسكرية التي توفر الحماية لهذه المحافظات من ساحل حضرموت وصولاً إلى باب المندب، ويعني عودة الفوضى والجماعات الإرهابية، وهذا هدف أيضاً يريده حزب الإصلاح ضمن أجندته لتمكين خلاياه من السيطرة على هذا الشريط الساحلي الهام لخدمة أجندته وضمن انتهازيته القاتلة.

انسحاب الإمارات يعني توقف كامل أنشطتها الإنسانية في المحافظات المحررة، وهو ما يعني انهيار الخدمات التي تدعمها الإمارات مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم، وعودة الفوضى التي يعيش عليها هذا الحزب.
وأخيراً انتهازية هذا الحزب جعلته يتصرف مثل المجنون، ولا يدرك عواقب تصرفاته التي ستعيد اليمن إلى مربع الفوضى مجدداً بعد أن بات 80 % منها محرر من أدوات إيران، إضافة إلى ذلك أن انتهازية الحزب وتبعيته لتنظيم الإخوان لا مشكلة عنده في عودة الفوضى والقتل والمفخخات إلى مدن الجنوب المهم "السلطة".

كلنا ثقة بأحرار اليمن شمالاً وجنوباً بتدارك مخاطر أهداف هذا الحزب وتفويت الفرصة عليه، حتى لا يقع البلد ضحية لانتهازيته كما حدث في العام 2011 و2015، وأيضاً عام 1994 عندما أصدر فتاوى تبيح قتل شعب من أجل يكون شريكاً في السلطة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى