رئيس جنوب إفريقيا السابق يمثل أمام لجنة لمكافحة الفساد
> جوهانسبرغ «الأيام» بن شيبرد:
> نفى رئيس جنوب إفريقيا السابق جاكوب زوما الاثنين العديد من مزاعم الكسب غير المشروع الموجهة ضده، وأبلغ لجنة تحقيق قضائية أنه ضحية مؤامرات.
وأكد خلال إدلائه بشهادته أمام لجنة قضائية في جوهانسبرغ فيما يعرف بفضيحة "استغلال الدولة" بعد أن قدم شهود عيان أدلة دامغة ضده، انه يتعرض "للاضطهاد" بسبب الاتهامات بنهب أموال الدولة أثناء وجوده في السلطة.
وأضاف "لقد نعتوني بكل الصفات ولم أرد على ذلك، أعتقد أنه من المهم أن نحترم بعضنا البعض".
وأضاف "هذه اللجنة يفترض أن تكون قبرا لزوما ويجب دفنه هنا، وفقا لأولئك الذين ينفذون الأوامر".
واتهم الرئيس السابق بتعزيز ثقافة الفساد خلال فترة حكمه التي استمرت لتسع سنوات قبل أن يطرده حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم عام 2018، ويخلفه سيريل رامافوزا رئيسا للبلاد.
ونفى زوما ارتكابه أي مخالفات، في حين وصف محاموه التحقيق بأنه محاولة "للإيقاع" بموكله و"إذلاله".
وتنظر اللجنة برئاسة القاضي ريموند زوندو في سلسلة من الصفقات التي تورط فيها مسؤولون حكوميون وعائلة غوبتا الغنية وشركات مملوكة للدولة.
وقال زوما لصحافيين هذا الأسبوع "طلبت اللجنة مني الحضور لأدلي بإفادتي وتقديم المعلومات التي أملكها". وأضاف "سأذهب وسنرى كيف ستسير الأمور".- إنكار مبطن -
وبحسب زوما " تم إرسال أشخاص من خارج البلاد ليقتلوني، لكنني كنت صبورا ولم أتفوه بكلمة، لكن استفزوني بدرجة كبيرة".
وقال القاضي زوندو "اللجنة غير مكلفة بإثبات أي قضية ضد أي شخص، لكنها مكلفة التحقيق في مزاعم معينة".
ووفقا لأحد الشهود ويدعى أنجيلو أغريزي، فإن الرئيس السابق تلقى رشى شهرية بقيمة 2200 دولار تم تسليمها في حقائب من شركة كانت تحاول التهرب من تحقيقات الشرطة.
وقال أغريزي إن شركته نظمت أيضا حفلات مجانية وقدمت كميات كبيرة من الكحول، بالإضافة إلى حلوى عيد الميلاد، للحفاظ على مصالح شركاء زوما.
ويتهم الإخوة غوبتا بالربح الاحتيالي من العقود الحكومية بما في ذلك صفقات الطاقة والنقل.
وتشير تقارير إلى سيطرة العائلة على الرئيس السابق لدرجة أن أفرادها تمكنوا من اختيار بعض وزراء حكومته.
وهناك اتهامات أخرى موجهة الى زوما تتعلق بالكسب غير المشروع وترتبط بصفقة أسلحة قبل أن يصبح رئيسا.
وغادر الأخوة غوبتا أجاي وأتول وراجيش المولودون في الهند، جنوب إفريقيا وهم الآن في دبي، وينكرون ارتكاب أي خطأ.
أ.ف.ب
واتهم زوما وكالات استخبارات أجنبية وجواسيس بالعمل ضده، وأضاف "لقد نجوت من محاولات لقتلي".
وقال زوما للجنة "لقد تعرضت للاضطهاد من خلال المزاعم بأني ملك الفاسدين".
وقال الرئيس السابق الذي سيواجه استجواب المحامين الذي سيستمر طوال الأسبوع، إنه كان ضحية "اغتيال معنوي على مدى 20 عاما".
وتابع "كان هناك توجه لإخراجي من المشهد، يتمنون أن أختفي، هناك مؤامرة ضدي".
وزوما البالغ من العمر 77 عاما، غير ملزم قانونا بالمثول أمام لجنة التحقيق ومن غير الواضح ما إذا سيكون الرئيس السابق متعاونا خلال التحقيقات.
ورفضت لجنة التحقيق طلب الرئيس السابق الاطلاع على الأسئلة التي ستطرح عليه، ودعته إلى تقديم "وجهة نظره حول الموضوع" بعد أن قدم شهود آخرون أدلة دامغة ضده.
وبدا زوما مرتاحا قبل بدء جلسات الاستماع المنقولة عبر التلفزيون والتي قد تمتد لخمسة أيام، إذ نشر الأحد عبر حسابه على "تويتر" مقطع فيديو يظهر فيه وهو يرقص ويردد عبارة "يجب أن يسقط زوما"، ومن ثم يضحك بصوت عال.
ورفض زوما اصطلاح "استغلال الدولة" وقال إنه "من المستحيل أن تتمكن عائلة واحدة من إفساد الحكومة والبرلمان والقضاء في آن معا".
واستمعت لجنة التحقيق إلى عشرات الشهود على مدى 130 يوما منذ العام الماضي.
وشكرا زوندو الرئيس السابق على مثوله أمام اللجنة القضائية وطلب من أنصار زوما الذين حضروا الجلسة عدم التصفيق لإجاباته.
ونظريا كان المال لمؤسسته الخيرية.
من جهة ثانية، شهد وزير المالية السابق نهلانهلا نيني الذي أقاله زوما عام 2015، أن هذا اعتمد سياسات تتعلق بالطاقة النووية وصناعة الطيران بما يخدم مصالح عائلة غوبتا.
وتملك عائلة غوبتا منجما لليورانيوم شهد ارتفاعا بالأرباح نتيجة الصفقات النووية، بالإضافة إلى مجموعة من شركات التعدين والتكنولوجيا والإعلام.
وروى الوزير السابق مسيبيسي جوناس للجنة كيف جاء الأخوان غوبتا ليعرضا عليه في 2015 وزارة المالية مقابل مساعدتهما في الحصول على عقود ورشوى تبلغ 600 مليون راند (نحو أربعين مليون يورو).
وغادر الأخوة غوبتا أجاي وأتول وراجيش المولودون في الهند، جنوب إفريقيا وهم الآن في دبي، وينكرون ارتكاب أي خطأ.
أ.ف.ب