من الشيخ عثمان إلى البريقة.. عدن تُغتال برصاصات الغدر

> عدن «الأيام» خاص

>  يوماً دامٍياً شهدته أمس الأول العاصمة عدن بعد هجومين استهدفا معسكر الجلاء بصاروخ باليستي ودرون، ومقر شرطة الشيخ عثمان بسيارة مفخخة، ما خلَّف 56 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وأدى الهجوم على المعسكر الذي تبنته الجماعة الحوثية، إلى مقتل 43 ضابطاً وجندياً، أبرزهم القيادي البارز في الحزام الأمني وقائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير محمود اليافعي، المكنى «أبو اليمامة»، بينما سقط 13 قتيلاً بهجوم قسم الشرطة الذي تبناه لاحقا تنظيم داعش.
التفجير الانتحاري على مركز شرطة الشيخ عثمان
التفجير الانتحاري على مركز شرطة الشيخ عثمان
وذكرت مصادر أمنية وعسكرية أن الهجوم المزدوج بالصاروخ الباليستي والطائرة المسيّرة استهدف عرضا عسكرياً لدفعتين من خريجي قوات الحزام الأمني في معسكر الجلاء بمديرية البريقة.
وأدى الهجوم إلى مقتل القيادي البارز في الحزام الأمني وقائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير محمود اليافعي، إضافة إلى 42 آخرين من الجنود والضباط، فضلاً عن عدد آخر من الجرحى.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن

وتحدثت المصادر عن سقوط الصاروخ خلف منصة المعسكر الذي أُقيم فيه الاستعراض، حيث أظهرت الصور الملتقطة بعد الانفجار حدوث فجوة واسعة في الأرض في مكان سقوط الصاروخ، في الوقت الذي كان فيه القيادي أبو اليمامة يشرف على ترتيبات الاستعراض في الجزء الخلفي من المنصة، حسب روايات شهود.

من الفاعل؟
وتبنّت الجماعة الحوثية على لسان المتحدث باسمها يحيى سريع، الهجوم الذي قالت إنه تم بطائرة مسيّرة وصاروخ متوسط المدى لم يُكشف عن نوعه بعد، وقالت - وفق المتحدث سريع - إن جميع المعسكرات وقادتها في الجنوب باتت أهدافاً مشروعة لهجماتها الصاروخية ولطائراتها المسيّرة.
وكانت جماعة الحوثي قد هاجمت استعراضاً عسكرياً مماثلاً في قاعدة العند الجوية (50 كلم شمال عدن) في 10 يناير الماضي، بواسطة طائرة إيرانية مسيّرة، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من القادة والجنود بينهم رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية ونائب رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني.

العميد منير اليافعي "أبو اليمامة" قبل الهجوم على معسكر الجلاء بعدن
العميد منير اليافعي "أبو اليمامة" قبل الهجوم على معسكر الجلاء بعدن

مصادر متعددة شككت في الرواية الحوثية وألمحت إلى أياد ضالعة في العملية من داخل محافظات الجنوب في إشارة إلى جهات نافذة في حكومة الشرعية اليمنية على علاقة مع جماعة الحوثية وفي تقرب منها لاسيما من معادة الجنوب ومشروع فك الارتباط عن الشمال.

ودعا بيان نعي أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي إلى رفع الجاهزية والاستعداد للدفاع عن الأرض وضمان حرية الشعب واستقلاله.

وقال البيان: “أيها المقاتلون الأبطال المجاهدون في كل مكان على أرض الوطن الحبيب في الوقت الذي نعزيكم ونعزي أنفسنا فإننا نهيب بكم أن تكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الدين والأرض والشعب ضماناً لحريته وأمنه واستقراره واستقلاله”.
البيان ذكر أن قيادة المجلس الانتقالي “في حالة انعقاد دائم لمتابعة خلفيات الحادث ومن يقف وراءه” مؤكدا عمل القيادة للحفاظ على “استقرار الأمور على الأرض”.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن
وقال: “إننا إذ نقدر حالة الغليان الشعبي الكبير وحجم الخسارة التي منينا بها إلا أنها تزيدنا قوةً وعزماً وإصراراً على الثبات والأخذ بثأر الأبطال، وفي نفس الوقت فإن قيادتكم تتدارس الأمور بكل هدوء وحكمة نحتاجها في هذا الوقت العصيب، فإننا ندعوكم إلى ضبط النفس ورباطة الجأش والصبر فإن الفرج قريب ولن يضرنا إرجاف المرجفين”.
وقال مدير أمن العاصمة عدن، اللواء شلال شائع، إن رحيل القائد اليافعي أحزن الجميع “وباستشهاده فقدنا مناضلاً نبيلاً وفارساً شجاعاً وثائراً صلباً خاض النضال ضد الاحتلال في وقت مبكر وشهدت له كل ميادين الجنوب”.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن

وأضاف شلال في بيان “أحزاننا عميقة ونحن نفقد أحد أبرز قيادات المقاومة الجنوبية التي ساهمت في تحرير عدن من مليشيات الحوثي، وأحد القادة الأشداء في الحرب ضد الجماعات الإرهابية؛ حيث خضنا جنبا إلى جنب معركة تطهير عدن من الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار”، مؤكدا أن “دم الشهيد القائد منير اليافعي ورفاقه الأبطال لن يذهب هدرا، وسيكون الرد مؤلماً على مليشيات الحوثي وخلاياها الإرهابية في عدن ومن يتعاون ويتواصل معهم ويحمل أفكارهم، ولن نبقي منهم أحداً”.

عهد ووفاء
ألوية الدعم والإسناد من جانبها نعت الشهيد أبو اليمامة متعهدة بالثأر لكل الشهداء والسير على الطريق الذي خطته الدماء الزكية  في سبيل تحرير الجنوب من رجس الغزاة والمحتلين.
وقال قائد اللواء الثالث دعم وإسناد، العميد نبيل المشوشي، إن الجنوب تقدم الشهيد تلو الشهيد والقائد بعد القائد انتصارا للمشروع العربي ضد المخطط الحوثي الإيراني في اليمن والمنطقة بشكل عام.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن

وأضاف في بيان صادر عن قيادة اللواء: “شهداؤنا في عدن وأبين والضالع وشبوة وعلى الحدود يرسمون بدمائهم وفاءً وصدقا مع العهد الذي قطعته المقاومة الجنوبية والقسم الذي أدته قياداتُ الجيش الأفذاذ لتحرير أرض الجنوب من رجس المجوس ودنس الغزاة الأولين والآخرين. فمن سيف العرب اليافعي إلى صالح قائد الزنداني ومحمد صالح طماح وأبو محمد الحدي وقبلهم عمر الصبيحي وجعفر محمد سعد، واليوم القائد المغوار منير اليافعي “أبو اليمامة”.. تلوح أباريق النصر مهما عُظم الجلل أو كُبُرت على قلوبنا المصائب بفراق رفاق السلاح وزملاء المصير حاضرا ومستقبلا بإذن الله تعالى”.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن

وتابع: “غادرنا أبو اليمامة بطلا شامخا أبيا يعتصر قلوبنا الألم لكن رؤوسنا تعلو فخرا واعتزازا بقائد لم يساوم ولم يخضع وأبى إلا أن تكون أرض الجنوب أغلى من روحه وأبقى من حياته وأسمى وأجل من فتات الدنيا وجاهها وسلطانها.. آهٍ وآهٍ يا أبا اليمامة سنفتقدك كثيرا وستفتقدك الجبهات والمتارس أكثر، ستتوحش لفرقاك عدن وأبين ولحج وشبوة وحضرموت والمهرة وكل ذرة من رمال الجنوب التي كنت وفيا لها فنلتَ الشهادة في فلاها حرا عزيزا قاهرا للعدى كاسرا لأنوف الطغاة والمستكبرين.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن

عهدا قطعناه وسنقطعه على أنفسنا إننا على دربكم سائرون ولمصيركم تواقون وللشهادة على أرض الجنوب طامحون”.
وتعهد المشوشي قائلا: “قسما، يا أبا اليمامة، سنوقد من دمائك ألف شمعة، سنصنع من رصاصات الغدر التي طالتك ألف فجر وألف نصر نقر به عينك وأعين كل شهدائنا الأبرار، فثق أخي ورفيق دربي أن بعدك ألف منير بألف يمامة قادرون على مواصلة المشوار وحمل رأيتك ومشروعك الوطني”.

من هو أبو اليمامة؟
اسمه منير محمود أحمد المشألي، الملقب بأبي اليمامة اليافعي. من مواليد: عام 1974م.
التحق بالجيش الجنوبي عام 1989م، قبل أن يتخرج من الثانوية العامة، ومن ثم أكمل دراسته الثانوية في نفس المدرسة التابعة للواء لبوزة.

بعد الوحدة حصل على دورة في العلوم السياسية والعسكرية خلال الفترة من عام 1991 إلى العام 1993م، ومن ثم عاد إلى اللواء يعمل في عمليات اللواء، ونتيجة لتميزه التنظيمي وحنكته العسكرية، اختاره اللواء محمود الصبيحي قائدا للسرية المختصة بتحرير قاعدة العند الجوية أي المطار، وصمدوا 13 يوما حتى تم تحريرها. وبعد ذلك أصدر وزير الدفاع السابق إبان حرب 1994 هيثم قاسم طاهر قرارا بترقيته إلى رتبة نقيب، وقاتل في حرب 94 لكن أُجبرت القوات الجنوبية على الانسحاب، فنزح البطل من عدن برفقه قيادة جنوبية عسكرية في زورق حربي إلى سلطنة عمان ومن ثم إلى السعودية، وبقي في مدينة الرياض إلى العام 1998م.

الشهيد منير محمود اليافعي "أبو اليمامة"
الشهيد منير محمود اليافعي "أبو اليمامة"

بعد ذلك التحق بحركة تقرير المصير “حتم” التي كان يقودها عيدروس الزبيدي، فكان من أوائل الذين فجروا ثورة 2007م مع كل من العميد ناصر النوبة والزعيم باعوم.
في العام 2010م، تم اعتقاله، ومن ثم حكمت عليه المحكمة الجزائية بالإعدام، ولكن عدل الله مكنه من الهرب والنجاة من ذلك. يضاف إلى ذلك أنه سجن 6 مرات من بعد الثورة.

كان من أوائل الذين فجروا الحراك المسلح في ردفان مع رفاقه في المقاومة، واستمروا ثلاثة أشهر حتى تم القبض على قائد القطاع و11 من كبار الضباط الشماليين الذين تم أخذهم كأسرى إلى يافع - رصد، فكانت الوساطة تأتي إليه من كل مكان لتسليم الأسرى، ولكنه رفض تسليم الأسرى إلا بتسليم معسكر القطاع، وفي الأخير تم تسليم المعسكر.
عندما شن الحوثيون وعفاش هجومهم على الجنوب، كان معسكر القطاع العربي هو القوة التي واجهت الغزاة من الضالع إلى النخيلة إلى بلة والعند والحرور وجرح في الفخذ ومن ثم تلقى العلاج فعاد إلى أرض المعركة.

كان أبو اليمامة اليافعي من أوائل الأحرار الذين دخلوا قاعدة العند محررين، وشارك بكل معارك وحروب ردفان والضالع.
وبعد التحرير والنصر في الحرب الغاشمة الأخيرة تم تعيينه من قِبل التحالف قائدا للحملة الأمنية الخاصة بتطهير المنصورة.

هجوم معسكر الجلاء بعدن
هجوم معسكر الجلاء بعدن

ثم تعيينه قائداً للحملة الأمنية الخاصة بتطهير محافظة لحج، وكعادته قاد العملية بكل شجاعة ونجاح وتم تطهير محافظة لحج خلال فترة قصيرة وتم تأمينها واستعادتها وتسليمها لمدير أمنها الحالمي.
عيّن قائد قوات الطوارئ والتدخل السريع في عدن، وقام بعدة حملات ومداهمات في عدد من مديريات عدن والقبض على عدد كبير من العناصر الإرهابية المسلحة والخلايا النائمة وأفشلت قواته مخططات إرهابية، وتم بتر يد الإرهاب من عدن بشكل كبير.

أما عن الانتماء، فأبو اليمامة عمل بكل صدق وأمانة وإخلاص لما فيه مصلحة شعب الجنوب، ولم يتعصب يوما إلى فئة أو حزب، وإنما يرى دوما أن حزبه هو الجنوب.

وفي الشيخ عثمان تعرض مبنى الشرطة الخميس لهجوم إرهابي بسيارة مفخخه استهدفت البوابة الرئيسية للمبنى أثناء الطابور الصباحي لقيادة وضباط وأفراد ومنتسبي ألأمن والبحث الجنائي، وأسفر الهجوم عن سقوط 13 شهيدا وعشرات الجرحى.

هجوم شرطة الشيخ بعدن
هجوم شرطة الشيخ بعدن

وقال شهود عيان ومصادر أمنية أن انتحاريا اوقف سيارة مفخخة بالقرب من مبنى الشرطة وانتظر حتى بدأ الطابور الصباحي ففجر نفسه مخلفا 13 قتيلا وعدد من الجرحى، إضافة إلى أضرار بالغة في مبنيي الشرطة والدفاع المدني.

آثار الدمار بمنزل مواطن قريب من الانفجار
آثار الدمار بمنزل مواطن قريب من الانفجار

هجوم شرطة الشيخ بعدن
هجوم شرطة الشيخ بعدن

هجوم شرطة الشيخ بعدن
هجوم شرطة الشيخ بعدن

هجوم شرطة الشيخ بعدن
هجوم شرطة الشيخ بعدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى