المزارع محمود كرد من أوائل المزارعين الذين نقلوا خبراتهم لخارج المحافظة

> تقرير/ هشام عطيري

>
قليلون هم من يتربون منذ الصغر على حب الزراعة والعمل الشاق في سبيل استمرار الاخضرار وإنتاج مختلف الشتلات وتوزيعها وبيعها بأسعار زهيدة رغم تراجع الزراعة في محافظة لحج وتحول العديد من المزارعين لممارسة أعمال أخرى ساهمت في تقليص الرقعة الزراعية بسبب الاندفاع السكاني وتحول تلك الأراضي إلى مستعمرات إسمنتية في تربة زراعية تعد الأفضل والأجود بالجنوب.


رغم كل الظروف والصعوبات لا زال الوالد محمود عبد الملك كرد يعمل في مزرعته بضواحي مدينة الحوطة لإنتاج الشتلات المختلفة ورعاية الأشجار المثمرة، إضافة إلى تجاربه الناجحة وابتكاراته الزراعية التي أدهشت المختصين، فهو يعد خبيرا في هذا المجال لأكثر من خمسين عاما توارثها من آبائه وأجداده، ويسعى لنقلها لأولاده.

تعرضت مزرعة الوالد محمود كرد لأضرار جراء تعطل البئر؛ حيث يبست الأشجار وذبلت، وهو ما دفعه للجوء إلى الجهات المختصة بالجانب الزراعي للاستفادة من الدعم المقدم للمزارعين من قِبل المنظمات الدولية.

يقول محمود كرد: "لقد نزلت لجنة لتقييم الوضع في المزرعة، ورفعت تقريرها للمسئولين في المنظمة للحصول على الدعم، وكنت أتمنى أن أتحصل على معدات للبئر وطاقة شمسية وغيرها من المعدات لتساهم في إعادة الروح للمزرعة من جديد، ولكن تفاجأت عند الاستلام بأنه تم اعتماد لي أنبوب للري بطول 100 متر فقط رغم توصيات اللجنة، وهو ما شكل صدمة لي للوضع الذي وصلت إليه طريقة تقديم الدعم للمزارعين من قِبل تلك الجهات والتي تحتاج إلى إعادة تقييم".


يعد مشتل الوالد محمود كرد من المشاتل الزراعية المنافسة للقطاع الحكومي، فهو - حسب قوله - يعد مرجعا للطلاب الدارسين في المعاهد الزراعية للتطبيق في المشتل؛ حيث يتم إعطاؤهم من خبراته في العديد من المجالات، ومنها عمليات تلقيح وسائل الشجرة وغيرها من المواضيع المتعلقة بالزراعة، وهو ما يتطلب الاهتمام من قِبل مكتب الزراعة ومساواته بالمشتل الحكومي في تقديم الدعم.

يعد المزارع محمود كرد من أوائل المزارعين الذين نقلوا خبراتهم لخارج المحافظة، فهو - كما يقول - كان يمون الحديدة بغرسات المانجو، إضافة إلى إدخاله شجرة المانجو لأول مرة في مأرب من خلال غرسها عند الشيخ علي بن علي المعيلي، إضافة إلى محافظتي حضرموت وأحور وأبين حتى مزرعة الملاكم نسيم في حرض غرس فيها أشجار المانجو.


يقول الوالد والخبير الزراعي محمود كرد إن الرئيس سالمين، رحمة الله عليه، كان "داعما رئيسيا للمشتل في تلك الحقبة الزمنية فقط، حيث كان يتابع باهتمام الابتكارات التي نقوم بعملها في المشتل، وكان الرئيس سالمين يحثني على نقل تلك الابتكارات سنويا إلى المعهد الزراعي بشكل إجباري، لكن في هذه الفترة هناك تجاهل من قِبل المسئولين تجاه الاهتمام بالزراعة وابتكاراتها باستثناء معهد إب الزراعي الذي قدم الاهتمام والرعاية لي في دعم ابتكاراتي ونقلها إلى معهد محافظة إب الزراعي في تلك الفترة ما بعد الوحدة".

ويشير الوالد محمود كرد إلى أنه تعرض للسجن بسبب أنه قدم الابتكارات الزراعية لمعهد إب ولم يعطِ المعهد في لحج تلك الابتكارات، "وبعد متابعة من قيادة معهد إب بعد إبلاغهم بتعرضي للسجن ووصولهم إلى المحافظة تم إطلاق سراحي على إثرها".


ويكشف الخبير الزراعي كرد أنه عمل على العديد من الابتكارات في مجال التلقيحات للأشجار والتي نجحت، ومنها شجرة الفل والياسمين الملونة، إضافة إلى إنتاج ثلاثة أصناف من أنواع المانجو من شجرة واحدة وغيرها من تلك الابتكارات التي استفادت منها العديد من الجهات والمزارعين.

ويتحسر الوالد كرد على الوضع الذي آلت إليها الزراعة في محافظة لحج، والتي وصلت إلى وضع مزرٍ الأمر الذي قد يؤدي إلى انتهاء الزراعة خلال سنوات قادمة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى