الانتقالي الجنوبي في ضيافة السعودية.. مآلات الحوار إلى أين؟

> مسلم عبد الودود

>
 للمرة الثانية في غضون أقل من شهر، يجتمع المجلس الانتقالي الجنوبي في المملكة العربية السعودية، التي دعت إلى قمة في مدينة جدة لنزع فتيل التوتر بين الأطراف اليمنية. ووصل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، إلى المدينة السعودية الثلاثاء الماضي. وقال مسئول يمني كبير لوكالة "رويترز" للأنباء، طالباً عدم نشر اسمه، "بدأت أمس محادثات غير مباشرة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال الجانب السعودي، الموقف صعب للغاية ومعقد، لكننا نتمنى تحقيق بعض التقدم".

وقد أعرب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، عن "الثقة والتفاؤل في نجاح اجتماع جدة بين حكومة اليمن الشقيق والمجلس الانتقالي الجنوبي". وكتب الوزير في حسابه الرسمي على "تويتر": "وحدة الصف ضد الانقلاب الحوثي ومضاعفة الجهد في مواجهته هي الأولوية". وأضاف: "الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية الشقيقة على قيادة التحالف سياسياً وعسكرياً بحرص وحنكة واقتدار".

وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي، نزار هيثم، إن وفد المجلس جاء إلى جدة للمرة الثانية، ولديه استعداد ورغبة للقاء وفد الحكومة على طاولة الحوار الذي دعت إليه السعودية. وبيّن أنّ وفد المجلس الانتقالي جاء ليناقش "مع الجانب الحكومي أموراً عدة بينها إنهاء التوترات والفوضى واستفزازات حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية". وتابع أنّ وفد المجلس يطالب "الشرعية بإخراج المعسكرات غير الجنوبية، ومعرفة جدّية الشرعية والأحزاب الموالية لها في محاربة الحوثيين"، على حد تعبيره. وفي تلميح إلى دعوات مقاطعة الحوار السعودي من جانب أطراف داخل الحكومة اليمنية قال هيثم للصحيفة: "في حال عدم موافقة الحكومة الشرعية على عقد الحوار فسنلتقي القيادات السعودية لطرح الرؤى ومناقشتها".

وعلى الرغم من إصرار القيادة السعودية على توفير جميع شروط إنجاح هذا الحوار، والسعي الحثيث لإنهاء حالة التوتر في الجنوب، فقد كانت أصوات من داخل الحكومة اليمنية، من أبرزها وزير الداخلية، أحمد الميسري، المحسوب على "حزب الإصلاح"، اعترضت على الدعوة السعودية للحوار.
وفيما أوردت قناة "بي بي سي" أنّ مصادر سعودية تحدثت عن "أجواء إيجابية" تسود هذا الحوار، بقي الغموض محيطاً بالحدث، ولم يتكشف عن مآلاته الكثير حتى كتابة هذه السطور.

وفي إشارة لافتة، قالت صحيفة "عكاظ" السعودية إنّ الأحداث الأخيرة في جنوب اليمن، أكدت المتداول والمعروف عن الخيانات الإخوانية التي عطلت الجبهات في شمال اليمن، خدمةً لأجندات سياسية على المدى الطويل. وقالت الصحيفة إنّ "محسوبين على الإخوان داخل الشرعية اعتقدوا أنّهم أذكى ممن يتعاملون معهم، وأنّ ممارساتهم انطلت على التحالف تحديداً، والخبراء والمتابعين للشأن اليمني على وجه العموم، وهم بذلك يضعون أنفسهم في خانة الأغبياء؛ لأنّ نواياهم الخبيثة مكشوفة بل ومفضوحة، رغم توظيف العشرات من المحللين السياسيين المحسوبين على الإخوان، الذين يظهرون عبر شاشات التلفزة من عواصم عربية وهم يسايرون هذه التوجهات".

وأكدت الصحيفة أنّ "الإخوان في الشرعية اليمنية، وتحديداً في الشمال، لم يكونوا في مستوى الدعم البري، والبحري، والجوي المقدم لهم من التحالف، ولم يحققوا أي انتصارات في كثير من الجبهات، رغم ما يروجون عن انتصارات وهمية".
وتساءلت الصحيفة في هذا الإطار: "لماذا أخفق جيش الشرعية الذي يقال إنّه أصبح بمئات الآلاف في إنقاذ أهالي حجور من براثن الحوثيين الذين لم تتجاوز أعدادهم آنذاك المئات؟، ولماذا لم تتقدم ألوية الجيش الشرعي نحو صعدة وتدور في مواقع محددة لا زالت بعيدة عن المحافظة؟".

مبادرة سعودية للحد من التوتر وتجنب التصعيد
وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، طالب الأحد الماضي، الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بالمشاركة في المبادرة السعودية للحد من التوتر وتجنب التصعيد. وأضاف قرقاش في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر": "إنّ التحالف قلق من الإرهابيين، بما في ذلك "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية و "داعش"، الذين سيستغلون التصعيد الحالي في الجنوب".

وقال الوزير: "إنّ دولة الإمارات، وهي جزء من تحالف دعم الشرعية في اليمن، سوف تستمر في العمل بصرامة ضد إعادة ظهور الجماعات الإرهابية في اليمن". وتابع قرقاش أنّ التحالف بقيادة السعودية "يعمل بفعالية وصلابة وحيوية لاستعادة السلام والاستقرار في اليمن". وطالب في تغريدته بالتركيز على الوحدة الداخلية من خلال الحوار المستمر لمواجهة تحدي الانقلاب الحوثي.

وكانت دولة الإمارات، أعلنت الخميس الماضي استهداف "جماعات إرهابية" في جنوب اليمن، وذلك في إطار ردّها على بيان الحكومة اليمنية التي اتهمت فيه أبوظبي باستهداف قواتها.
وأكد مسئول أمريكي لقناة "الحرة" أنّ لدولة الإمارات الحق في تحديد خياراتها والدفاع عن مصالحها وفقاً لما تراه مناسباً؛ سواء في اليمن أو في أي مكان آخر. وأضاف المسئول الأمريكي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الولايات المتحدة تقف إلى جانب دولة الإمارات كحليف إستراتيجي ضدّ المجموعات المتطرفة، وفي الحفاظ على الأمن الإقليمي واستقرار المنطقة.

وقال بيان للخارجية الإماراتية حينها: "تعقيباً على بيان الخارجية اليمنية أكدت الإمارات العربية المتحدة احتفاظها بحق الدفاع عن النفس والرد على التهديدات الموجهة لقوات التحالف العربي، حيث بدأت التنظيمات الإرهابية بزيادة وتيرة هجماتها ضد قوات التحالف والمدنيين، الأمر الذي أدى إلى تهديد مباشر لأمن هذه القوات، ما استدعى استهداف الميليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة.. وذلك بتاريخ 28، 29 أغسطس 2019".

وأوضحت الوزارة أنّ "عملية الاستهداف تمت بناء على معلومات ميدانية"، مؤكدة أنّ "الميليشيات تستهدف عناصر التحالف الأمر الذي تطلب رداً مباشراً لتجنيب القوات أي تهديد عسكري، وقد تم تنفيذ الضربات بشكل محدد".

"حفريات"​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى