شهدت كل من العاصمة عدن ومدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت، وحديبو عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، أمس الأول، حشدا شعبيا مليونيا لأبناء الجنوب، استجابة للدعوة التي وجهتها قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي للمشاركة في مليونية الوفاء للأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول التحالف.
وامتلأ شارع الشهيد مدرم في مدينة المعلا بالعاصمة عدن، وساحة خور المكلا «ساحة القرار قرارنا»، وساحة الحرية والاستقلال بمدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى، بالجماهير الجنوبية الذين رفعوا أعلام دولة الجنوب العربي والإمارات والسعودية ودول التحالف، ورددوا الشعارات المعبرة عن شكرهم وامتنانهم لوقوف الإمارات مع الشعب الجنوبي في قضيته واستعادة دولته ودعمها للجنوب في مختلف الجوانب السياسية والإنسانية.

وفي الفعالية التي شهدتها العاصمة عدن ألقى اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي، كلمة جاء فيها: أيها الإخوة المواطنون في الجنوب العربي في عدن وحضرموت والمهرة وأبين ولحج والضالع وشبوة وسقطرى، إلى إخواني رجالنا الشباب ورجال القبائل، أولا نترحم على شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في التصدي لأقوى مؤامرة على شعب الجنوب.

نيابة عن القائد ورئيس هيئة رئاسة المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي وعن قيادة المجلس الانتقالي وجميع قيادة المقاومة الجنوبية والنخب والحزام الأمني أود أن أتقدم في هذه اللحظة التاريخية بلحظة الوفاء للوفاء لدول التحالف العربي، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، نقول لهم إن هذه الجموع في مدينة المعلا تعانق جموع المكلا وجموع سقطرى.. أتوجه إليكم بكل شكر واعتزاز، الذين امتزجت دماؤكم بدمائنا في الدفاع عن أرضنا الجنوب المتمثلة في عاصفة الحزم والعزم.. إننا في هذا اللحظة التي يقف فيها أبناء الجنوب لحظة إجلال ووفاء لدول التحالف لنعلن لهم بأننا سنقف في خندق واحد للدفاع عن المملكة العربية السعودية والإمارات وأن لن ننسى مواقفكم وتضحياتهم بعكس الآخرين الذين سلمنا لهم أرضا ودولة وثروة، وإن الجنوب عمق تاريخي للخليج والجزيرة وللمنطقة أجمع، ذلك الشموخ والعزة، إننا في هذا اللحظة التي نقف فيها أمامكم نعلن وفاءنا لكل من يقف مع مقاتلينا في كل الجبهات، ونؤكد ونعي ما نقول..
نقول للجموع في عدن والمكلا وسقطرى إننا ثابتون وسنقف إلى جانبهم، وإننا في المجلس الانتقالي نتوجه بثلاث رسائل:
الرسالة الأولى: إن شعب الجنوب لن يذل مرة أخرى ولن ينثني عن هدفه ومشروعه الوطني ولا القربعات التي تشنها قوى الإرهاب، والتي استخدمت هذا الأسلوب في سوريا وليبيا والعراق، وعندنا في الجنوب أخرجناهم من جحورهم وسنواجه كل العناصر الإرهابية، وإننا مع شعبنا ثابتون.. فأين أنتم؟!
الثانية: إلى أشقائنا في الشمال، نحن مستعدون لتقديم العون لمساعدتكم وتحريركم، ولهذا نقول لهؤلاء إن من يعادينا نعاديه.. فنحن نعمل في أوساط شعبنا ونثق أن من سقط من الشهداء إنما سقط من أجل قضية وطن وهوية وأرض.

الرسالة الثالثة: لإخواننا في المحافظات الجنوبية، أبين قدمت كثيرا من الشهداء، أبين تعرضت لابتزاز من تلك العناصر.. إن تلك الجموع الحاضرة اليوم أكثرها من محافظة أبين.. نقول لهم لا تصدقوا تلك الإعلانات المزيفة، وثقوا أن القيادة في المجلس الانتقالي وكل الشرفاء ستعطي كل محافظة حقها ولن تقصي أحدا، ونطمئن إخواننا في أبين أن القيادة ليست قرآنا كريما، وثقوا أننا نقف على خطى ثابتة.. ونقول لهم إن أي شهيد سقط هو شهيدنا.

ألف تحية لكل قيادات التحالف العربي.. إننا معهم، ونقول إن رئيسنا عبدربه منصور حتى استعادة شرعيته.
أخيرا أقول لكل إخواني في داخل حضرموت الوادي ومكيراس إننا معكم حتى طرد تلك العصابات الإرهابية ونطالب قيادة التحالف بتحمل غطرسة حزب الإصلاح الإرهابي.

وشهد الفعالية بمدينة المكلا فقرات مختلفة من قصائد وأشعار وكلمات مختلفة ألقتها قيادة المجلس الانتقالي بحضرموت، حيث تحدث عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي أحمد بامعلم بكلمة وفاء وشكر لقيادة دولة الإمارات ولشعب الجنوب العظيم الذي يتوافد بكل مرة من كل حدب وصوب من أجل حريته واستعادة أرضه.
وامتزج الحضور في الفعالية بالأهازيج الثورية والأناشيد الوطنية ما بين أطفال ونساء ورجال وشباب وحتى كبار السن الذين زحفوا من مديرياتهم ليرسموا مع الجميع لوحة وفاء وسلام تعبر عن شعب الجنوب المسالم والعظيم.

وفي سقطرى رفع أهالي المحافظة في التظاهرة صور صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعلام دولة الإمارات تقديراً وعرفاناً بالدور الذي قدمته وتقدمه دولة الإمارات لليمن ومحافظة أرخبيل سقطرى من أعمال إغاثية وتنموية، بهدف إنعاش الحياة والتخفيف من معاناة المواطنين في مختلف القطاعات الخدمية.

وهتف المتظاهرون بشعارات «كلنا إمارات الخير»، وعبروا عن رفضهم للإساءة التي تتعرض لها دولة الإمارات من قبل القيادات الإخوانية الموالية لدولة قطر تحت غطاء الشرعية من أجل التشويه على الدور الإنساني الفاعل في الأرخبيل.
وأكد المحتشدون تمسكهم بالوجود الإنساني والتنموي للإمارات، ويدينون كل الحملات الإعلامية المسعورة التي تشنها بعض القوى بهدف مس الجهود التنموية للأشقاء بدول التحالف بقيادة السعودية والإمارات، موضحين أن تلك الحملات المسعورة لا تريد لسقطرى الخير والتقدم والرقي، وتهدف عبر مشاريعها التخريبية إلى تدمير التنمية وتعطيلها.

وبهذه المناسبة «مليونية الوفاء للإمارات» أصدرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بيانا فيما يلي نصه:
«بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير الجنوب..
إن احتشادكم اليوم (الخميس) في ساحات العزة بالعاصمة الأبية عدن وحضرموت الباسلة، يأتي وفاءً وعرفاناً للأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، نظير ذلك الدعم المشهود والمواقف المُشرفة الجديرة بالعرفان والثناء.
أيها الجنوبيون الأحرار..
إن حضوركم الجلي والرائع، تلبية للدعوة المسئولة للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هي رسالة تاريخية أكيدة عن الوفاء والتقدير لجهود الأشقاء في التحالف العربي، ومواقفهم العروبية الأصيلة والثابتة إلى جانب شعب الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية في مواجهة مخططات المشروع الإيراني، وأنشطة التطرّف والارهاب.. إن المجلس الانتقالي الجنوبي وكل قطاعات شعب الجنوب يبرهنون اليوم على الرفض القاطع لكل تلك المحاولات المشبوهة التي تحاول أن تنال من الإرادة الشعبية الجنوبية والتلاحم الجنوبي مع التحالف العربي ولاسيما دولة الامارات العربية المتحدة.

يا شعب الجنوب البطل..
إن اجتماعكم اليوم هو الخطاب البالغ الدلالة عن الاعتزاز الكامل بالمواقف المشرفة للأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة، وهو الجهد المأمول للمضي نحو الشراكة بما يحقق تطلعات أُمتنا العربية في العزة والآباء ورفض مشاريع التنكيل والإرهاب.

يا شعب الجنوب..
إن وقوفكم الحاشد هذا، في مليونية الوفاء، إنما يوكد بجلاء عن تقديركم لتضحيات الأشقاء الإماراتيين في ساحات الدفاع عن الكرامة والشرف، ومجابهة الميليشيات الحوثية وعصابات الاٍرهاب والتطرف الإخوانية، فضلا عن مواقفها الإنسانية الداعمة لشعبنا في كافة المناحي المعيشية والخدماتية، في مرحلة صعبة ومعقدة للغاية، فيها كان فرار المعنيين بالمسؤولية إلى خلف الحدود، ليتحولوا إلى أثرياء وتجار حروب على حساب معاناة الشعب.

أيتها الجنوبيات الماجدات.. أيها الجنوبيون الأماجد..
باسم المجلس الانتقالي الجنوبي وبالنيابة عنكم، ننقل عظيم التحية وكل آيات الوفاء والتقدير لأهلنا وإخوتنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، مؤكدين للعالم أجمع اعتزازنا بمواقف التحالف العربي وبدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً، عازمون على عهد كتبناه بدماء خيرة شباب الإمارات وشباب الجنوب بالمضي قدماً، في مجابهة مشاريع الطغيان والإرهاب والتطرف حتى النصر».