مأساة المواطن الموقح ضحية الغزو الشمالي الثالث لمحافظة شبوة

> كتب/ يسلم العظمي

> علي عبدالله الموقح مواطن من أبناء منطقة مقبلة بمديرية الصعيد يسكن مع والدته وإخوانه في حي الريدة الواقع بين منطقة خمر ومحطة بن عامر للمحروقات الواقعة في ضواحي العاصمة عتق، اعتاد الخروج من منزله كل يوم والذهاب إلى سوق العاصمة عتق ويعود أحياناً وأحياناً أخرى يبات في أي مكان يسدل عليه الليل فيه، وقد تعودتْ أسرته على هذا الحال في حال تأخره عن المنزل، وفي يوم السبت خرج من منزله ولم يعد ولم يعلم هو ولا أسرته أنه الخروج الأخير وإلى الأبد.

وفي أثناء الغزو الشمالي لميليشيات الإصلاح لمحافظة شبوة سقط المواطن علي الموقح قتيلاً وهو عابر سبيل عائد من مدينة عتق إلى بيته، وفي منتصف الطريق وبالقرب من نقطة الجلفوز التي تقع شرق العاصمة عتق أصابته بغتة رصاصات استقرت في جسمه الهزيل الذي أنهكته الظروف المعيشية والصحية، وظلت جثته في مكانها حتى توقفت المواجهات، وتدخل الهلال الأحمر لإسعاف الجرحى ونقل الجثث إلى مستشفى عتق، فكانت جثته من ضمن الجثث التي أودعت في ثلاجة مستشفى عتق، ولم يتم التعرف عليه، فتم نقله إلى العاصمة عدن لأنه لا يحمل إثبات هوية، فبقي في إحدى ثلاجات الموتى هناك، واعتقد الجميع أنه من الأفراد القادمين من خارج المحافظة، وبعد أن مكث طويلاً في الثلاجة ولم يتمكن أحد من معرفته أو السؤال عنه قرر الهلال الأحمر نشر صورته حتى يتسنى معرفته، وبالفعل تم التعرف عليه، ولكن نظراً للوضع الأمني والظروف المعيشية الصعبة لأسرته لم تستطع الذهاب إلى عدن وإحضار جثته، وبفضل تدخل أحد رجال الخير الذي قام باستكمال إجراءات الدفن في عدن بعد التواصل مع أسرته الذين وافقوا على الدفن في عدن.

علي الموقح كان يعاني من ظروف صحية ومعيشية، فهو من أسرة كريمة جار عليها الزمن، ويعيش مع والدته الكبيرة في السن والتي تعاني من أمراض مزمنة منها الضغط والسكر.
ولديه أخوان أحدهم عنده أربعة أطفال وجميعهم يعيشون في بيت شعبي متواضع يتكون من غرفتين ومطبخ وحمام بناه لهم فاعل خير، وناهيك عن أن أخويه عاطلان عن العمل وليس لديهم أي مصدر دخل إلا ما يقدمه لهم أصحاب الخير.

أحد جيرانه تحدث قائلا: "الأخ علي دفع ثمن هذه الحرب العبثية التي كان مسرحها مناطق مأهولة بالسكان، فالأخ علي يعيش مع أسرته في ظروف معيشية صعبة نتيجة للوضع الاقتصادي المتردي في البلاد بشكل عام، ولم يتمكن من إيجاد عملا له طوال حياته بسبب الفساد والمحسوبية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى