الجرحى والمرضى ينظمون وقفة احتجاجية أمام مصلحة الهجرة والجوازات بعدن

> عدن «الأيام» وئام نجيب

>  نُظمت، يوم أمس، أمام مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية في مديرية صيرة بالعاصمة عدن، وقفة احتجاجية للتنديد بقرار إيقاف صرف الجوازات، بمشاركة عدد من الجرحى والمرضى والمواطنين الذين هم بحاجة إلى السفر للخارج ومنظمات المجتمع المدني المختصة بالجرحى والمعاقين، بالإضافة لمنظمات أخرى تطالب بتطبيع الأوضاع في عدن والأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وقالت رئيسة جمعية الخياطة والخدمات التنموية، أنيسة طربوش، المشاركة في الوقفة لـ«الأيام»: "أكثر المواقف المؤلمة التي شاهدتها كان لموظفة عشرينية لديّ في الجمعية أصيبت بالسرطان، وحين أرادت استخراج جواز للسفر أخبروها أن تذهب إلى تعز أو حضرموت حتى تضاعفت حالتها وأصيبت بجلطة"، مضيفة: "إن الدستور هو من يعطينا الحق في استخراج الجوازات والسفر وقانون المواثيق الدولية لحقوق الإنسان".

الجريح ماجد عبدالله
الجريح ماجد عبدالله
وقال الجريح ماجد عبدالله محمد، من جرحى 2015 في جبهة القلوعة: "نحن الجرحى نشكو ونعاني من جور وظلم المتنفذين من الحكومة الشرعية، وخلال 5 أعوام لم تقدم لنا هذه الحكومة أي شيء، وأعطونا وعوداً كاذبة وزائفة، وأبسط حق للجرحى لم نتحصل عليه وهو العلاج".

وأضاف: "تواجهنا صعوبات عدة، كعدم تمكيننا من السفر للعلاج، والآن معاناتنا الكبرى هي عدم إصدار جوازات لجرحى الحرب الذين ضحوا وذاقوا الويلات لإعادة الشرعية، التي تتغنى الآن بأسماء الجرحى والشهداء، ولم نحصل منها على أي حق من حقوقنا، حتى رواتبنا حُرمنا منها لشهرين متتالين، أي ظلم بعد هذا؟!، يجب أن يعلموا علم اليقين أن وجودهم في السلطة هو بفضل الجرحى، بعد الله، فنحن لم نتعسكر ولكن حبنا للدين والوطن والأرض دفعنا للقتال والتضحية".

وأردف: "لماذا يتم ممارسة هذا التعنت على أبناء الجنوب في عدن خاصة، وفي المقابل جرحى مأرب تُعطى لهم كل الحقوق الإكراميات".

عبدالرحمن محمد
عبدالرحمن محمد
من جانبه، قال العضو في قسم تقصي الحقائق بدائرة حقوق الإنسان في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي، عبدالرحمن محمد: "إن الشبكة الخاصة بصرف الجوازات في العاصمة عدن ومركزها جدة بالسعودية قد توقفت، وهناك العديد من الجرحى الذين وافاهم الأجل وهم بانتظار السفر لعلاجهم، والبعض الآخر ما زال منتظراً في أقسام العناية المركزة ولم يتمكن من السفر للعلاج". مضيفاً: "هناك من يخبر الراغبين بالسفر للخارج بالتوجّه إلى شبوة أو مأرب، وليس من المنطقي أن يطلب من الجريح الذهاب كل هذه المسافة لأجل استخراج جواز، بدلاً من فتح الشبكة الخاصة بمصلحة الهجرة والجوازات في عدن التي يتوافد إليها أبناء لحج والضالع وأبين لاستخراج الجوازات".

جانب من الوقفة
جانب من الوقفة

قائد أحمد
قائد أحمد
وأوضح نائب رئيس النقابة للمعلمين والتربويين الجنوبيين، قائد أحمد الجعدي، سبب مشاركته بالقول: "أنا أعاني من إيقاف الجوازات كونه لدي ثلاثة شرايين شبه مسدودة، وحاولت استخراج جواز للسفر لعمل قسطرة، ولكنني لم أتمكن بسبب إغلاق مصلحة الهجرة والجوازات أمامنا"، مؤكداً أن حق السفر حق إنساني، ومن المحرم أن يغلق في أوجه الناس، وإعطاء الناس الفرصة للعلاج عمل إنساني في المقام الأول بعيداً عن أي صراعات، ومن المعيب أن يكون لدى حكومة الشرعية حقدٌ على الجرحى وهم الذين بذلوا أرواحهم من أجل الوطن واستقرار الوضع العام في البلد.

احدى المشاركات في الوقفة
احدى المشاركات في الوقفة
وأكمل الجعدي حديثه بالقول: "نريد أن نوصل للعالم أن هناك قوى فساد تعمل على حرمان الإنسان من حقه في الحياة عن طريق حرمانه من الحصول على الجواز، وهناك العديد من الناس قاموا ببيع ممتلكاتهم لتوفير نفقات العلاج في الخارج وإنقاذ حياتهم ولكن للأسف الشديد وقفت أمامهم القرارات الحكومية بإيقاف صرف الجوازات، بالإضافة إلى ذلك فالحكومة أوقفت رواتب أسر الشهداء والجرحى، والذين نراهم اليوم يتضورون جوعاً".

وأفاد نائب رئيس دائرة حقوق الإنسان في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، د. عبدالعزيز علي، بالقول: "نقف هنا اليوم (أمس) لدعم ومساندة الجرحى وذوي الأمراض المستعصية من المدنيين"، مصنفاً: "إيقاف صرف الجوازات من وجهة نظرنا كحقوقيين بأنه انتهاك صريح تحرّمه المواثيق الدولية، مارسته الحكومة بإغلاق الهجرة والجوازات أمام الجرحى والأمراض المستعصية بشكل عام". مضيفاً: "سنوصل رسالتنا للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية المهتمة بالشأن الحقوقي لفتح إصدار الجوازات في عدن، للتخفيف من معاناة وآلام الجرحى".

د. عبدالعزيز
د. عبدالعزيز
ونوه بالقول: "المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل بقياداته حمّل على عاتقه المهام الخدماتية في العاصمة عدن ومنها رواتب المواطنين والكهرباء والمياه، وكذلك رواتب الشهداء والجرحى المتوقفة منذ شهرين، وهذه القضية الآن في إطار المعالجة، وسيتم صرف رواتب الشهداء والجرحى بعد أن درس المجلس الانتقالي الأزمة بعناية".

ضياء المحورق
ضياء المحورق
من جانبه، قال رئيس المنظمة الوطنية للشفافية والإصلاح المالي والإداري، ضياء المحورق: "نعلن تضامنا الكامل مع الجرحى وأصحاب الأمراض المستعصية ضد قرار منع استخراج الجوازات ليتسنى علاجهم، فقد تجمعنا في هذه الوقفة التي تضم ما يقارب 25 منظمة وجمعية، كما وجهنا عدة رسائل أولها لرئيس الجمهورية، نطالبه فيها بسرعة إصدار أمر لإعادة فتح إصدار الجوازات، والرسالة الأخرى وجهناها إلى قادة دول التحالف العربي لإيجاد حل عاجل وفوري نتيجة لخطورة وحساسية هذا الموضوع، والرسالة الأخيرة وجهناها إلى المنظمات الدولية الراعية لحقوق الإنسان، نطالبهم فيها بتسجيل هذه الواقعة كانتهاك لحقوق الإنسان، وخرق دستوري فاضح لحق المواطنة المتساوية التي تكفله كل المواثيق الدولية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى