أهداف إستراتيجية جعلت «الشرعية» جزءا من جماعة الحوثي

> «الأيام» غرفة الأخبار

> قالت صحيفة عكاظ السعودية في مقال تحليلي لمساعد رئيس التحرير الصحافي عبدالله آل هتلة "إن الأحداث الأخيرة أكدت المؤكد، وما كان يتم الحديث عنه من خيانات «إخوانية» عطّلت الجبهات في شمال اليمن، لتحقيق أجندات سياسية على المدى الطويل".
واتهمت عكاظ حزب الإصلاح بإدارة المعارك مع الحوثيين بأساليب لا تؤدي إلى الحسم، وإنما إلى إطالة أمد الحرب لاستنزاف «التحالف» وفقدان الثقة في «الشرعية».

وأضاف الصحيفة "إخوان اليمن غير جادين في حسم المعركة، الأمر الذي يتطلب تحييدهم تماما عن قيادة الجيش الشرعي، وإدارة العملية السياسية. الخيانات لا زالت مستمرة في الجبهات، وبعض الانتصارات التي تدعيها أطراف في الشرعية غير حقيقية".

وتساءلت إذا كانت صرواح بمساحتها الصغيرة مقارنة بالمحافظات لم تحسم مواجهاتها منذ سنوات، وهي القريبة من مأرب، فكيف حسمت المواجهة مع الانتقالي لصالح الشرعية في شبوة، ومن أين أتت هذه القوات، ولماذا كانت متوقفة ولم تشارك في الحرب ضد الحوثيين في الجبهات القريبة من مأرب، وما هو الهدف من بقائها في مواقع متفرقة من مأرب.

وحيث تفتقر الصحافة في المملكة العربية السعودية إلى حرية الرأي، كما تؤكد تقارير دولية، فإن نشر مساعد رئيس تحرير الصحيفة لهذا الحديث يعكس الاصطفاف السعودي إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي وتوجهه نحو تحييد الإصلاح، كما هو تعبير عن عدم اقتناع المملكة بحديث حزب الإصلاح عن براءته من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة عالميا.

الأيام القليلة الماضية كشفت أن الشرعية اليمنية استنفدت كل أدواتها ووسائلها لمواجهة الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي وسجلت فشلاً ذريعاً في استخدام تلك الأدوات والوسائل القديمة لتحقيق أي مكسب في الجنوب والتسلق على حق الجنوبيين وتضحياتهم.

ووقعت الشرعية اليمنية وجميع أقطابها في ورطة كبيرة جراء الفشل في استخدام الخيار العسكري الذي لا يعفيها من تحرير صنعاء أولاً قبل أي تفكير باقتحام عدن أو أي من محافظات الجنوب. حيث كان اقتحام شبوة من قوات حليف الشرعية (حزب الإصلاح - إخوان اليمن) ورطة حقيقية خاصة باستناد تلك القوة للجماعات الإرهابية وعلى رأسها (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب).

ويرفض التحالف العربي بقيادة السعودية أي تصرفات للشرعية خارج إطار التحالف أو تحركات مسلحة تعرض الأمن القومي السعودي للخطر خاصة مع عودة الجماعات الإرهابية إلى المناطق التي احتلتها قوات حزب الإصلاح إخوان اليمن في شبوة والتي باتت مرتعاً خصباً للإرهاب.
وأفرزت الوقائع خلال الأيام القليلة الماضية لجوء الشرعية إلى استخدام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجماعات إرهابية أخرى للقتال ضد الجنوب بالتزامن مع مغازلة الشرعية لجماعة الحوثي.

ولجأت الشرعية إلى هذا الخيار بعد فشلها في جميع الوسائل ومنها استخدام الخدمات لإخضاع الجنوبيين بالتزامن مع دعم الجماعات الإرهابية لتنفيذ أعمال وتفجيرات إرهابية واغتيالات، والتي برزت منذ إخراج الشرعية للمساجين الإرهابيين بأوامر عليا من وزير الداخلية ورئيس المحكمة العليا الإخواني.
وفشلت الشرعية في خطتها بالتنسيق مع ميليشيا الحوثي لغرض تصعيد الهجمات على الضالع والجبهات الحدودية لإشغال القوات الجنوبية عن تأمين عدن والمحافظات الجنوبية المحررة؛ لكي تتمكن الجماعات الإرهابية المدعومة من الشرعية والإخوان والحوثي بتنفيذ عمليات إرهابية متواصلة ضد القوات الجنوبية.

وفي السياق المتصل، عقد مسؤولي بالشرعية ووزراء بالحكومة لقاءات مكثفة مع قيادات حوثية بشكل سري كان واحد منها لقاء جمع (وزيراً الداخلية والنقل بالشرعية المدعوين أحمد الميسري وصالح الجبواني ومعهما مستشار الرئيس اليمني المدعو عبدالعزيز جباري).
كما عقد في العاصمة العمانية مسقط لقاء ضم الميسري وجباري والجبواني بالشخصية المدعومة من عمان (علي الحريزي)، والذي يعمل بشكل مزدوج لصالح إخوان اليمن وقطر ولصالح إيران والحوثي ويعادي التحالف العربي.

وناقش أعضاء الشرعية مع الحوثيين والحريزي مهاجمة القوات السعودية في المهرة ومهاجمة التحالف العربي والعمل المشترك بين الأطراف لتشويه التحالف وطرد السعودية من المهرة.
خمس سنوات مرت على الحرب العبثية التي أشعلتها الميليشيات الحوثية وتحديدًا في صيف 2014، فترةٌ طالت فيها الحرب أكثر مما يجب وزاد فيها إرهاب حزب الإصلاح الإخواني أكثر مما يُطاق.

ما ارتكبته الميليشيات الإخوانية في بتسليم ثلاثة ألوية على الحدود السعودية لصالح ميليشيا الحوثي لم يكن أمرًا جديدًا، فسنوات الحرب شهدت كثيرًا من خيانات إخوانية كبّدت التحالف العربي كثيرًا من الخسائر والأضرار.
لعل الخسارة الأكبر في الفترة الأخيرة تمثّلت في تأخّر حسم الحرب أمام الحوثيين، بعدما حوّلت الميليشيات الإخوانية إلى مسار منحرف بعيدًا عن صنعاء وصبّت جام عدائها ضد الجنوب وأرضه وشعبه.

لكن الأخطر في الجريمة الإخوانية الأخيرة هو وصول الخيانة إلى المسافة صفر، وذلك بتسليم مواقع على الحدود السعودية للميليشيات الحوثية.
ووفقاً لرأي موقع "المشهد العربي"، فإن هذه الجريمة التي تتخطّى كل حدود العبث وتتجاوز ما يُطاق، تبرهن على الوجه الإرهابي لحزب الإصلاح، واتخاذه مصطلح "الشرعية" عباءة لتمرير أجنداته القبيحة.

الرسالة الأهم يجب أن تصل إلى التحالف، فوصولها متأخرة أفضل من ألا تصل أصلاً، وهي كم الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الإخوانية في حق التحالف والخدمات (شديدة الخطورة) التي قدّمتها لنظيرتها الحوثية.
التحالف بقيادة السعودية عليه التدخل قبل فوات الأوان، فاستمرار حكومة الشرعية بهيكلها الحالي باختراقها الإخواني نذر خطر على التحالف وأمن السعودية على وجه التحديد.

إذا كان التحالف يريد حسمًا سريعًا للمعركة أمام الحوثيين، فإن الخطوة (التي تأخرت كثيرًا)، وهي استئصال النفوذ الإخواني من هيكل الشرعية المتهالك.
وزير إعلام الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، يواصل التشكيك في التحالف العربي وإيصال رسائل تهديد مكشوفة؛ ففي آخر تقليعه له خرج بموقف يلّمح فيه إلى تأكيدات الشكوك التي كانت مثارة حوله بتأييده السري لميليشيا الحوثي الإيرانية.

ونشر الإرياني تغريدات في صفحته بتويتر بشبكة التواصل الاجتماعي حملت ضمنياً استعداده للانضمام إلى ميليشيا الحوثي بحجة أن التحالف العربي يعمل ضد الشرعية.
وألمحت تغريدات الإرياني إلى اتهامات للمملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي بأنها تعمل على ترسيخ بقاء الحوثي وهي التي تقاتل الحوثي منذ خمس سنوات، فيما لم يقدم الإرياني وحزبه أو حزب الإصلاح ضد الحوثي أي انتصارات أو إنجازات.

وتماشياً مع حملات حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، وجه الإرياني دعوات تحريض ضد التحالف العربي مغلفاً دعوته بأنها دعوة إلى الشعب اليمني للوقوف ما أسماه خلف الدولة اليمنية والشرعية في إشارة إلى رفض موقف التحالف العربي تجاه حل الأزمة في الجنوب.

وفي حين يتغنى مسؤولو الشرعية بحجة الحرب على الحوثي. فهم لم يقدموا أي إنجازات أو معارك ضد الحوثي مكتفين باستخدام الحرب كمكسب لجني الأموال من مناصبهم . في حين أن الحوثي يسرح ويمرح في محافظات الشمال ولا توجد أي مقاومة أو معارك من الجيش المحسوب على الشرعية الذي وجهه حزب الإصلاح إلى شبوة وأبين ورفض منذ أربع سنوات مواجهة الحوثي في صرواح ونهم وتعز ومحافظات الشمال.

كل هذه المعطيات وما خفي تشير إلى حقيقية أن الشرعية اليمنية باتت جزءاً من جماعة الحوثي وتتلقي معها في أغلب الأهداف الإستراتيجية التي تسعي إلى استهداف أمن المنطقة العربية ودول الجوار على وجه التحديد خدمة لمخططات إيرانية وتركية حالمة بالعودة لتقاسم مناطق النفوذ واللعب على التركيبة السكانية والطائفية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى