إيران وتوريط الحوثيين في الحرب

> د. بندر بن عبد الله آل سعود

> الحوثيون ميليشيا لا تستطيع الدخول في حرب والصمود أمام قوات نظامية مدربة، ولديها إمكانات عسكرية هائلة، ومهما كانت الأسلحة التي حصل عليها الحوثيون لا يمكن أن يصمدوا في معارك عسكرية؛ لأن عناصرها لم تدخل الحرب من أجل الدفاع عن مبادئ أو لحماية الوطن، بل هؤلاء كانوا يبحثون عن مصالح شخصية، ومكاسب مادية، وما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" يؤكد أن الحوثيين تورطوا في هذه الحرب، والسبب إيران التي جندت هؤلاء من أجل أجندتها الخبيثة في السيطرة على الدول والتدخل في شؤونها.

الحوثيون الآن انقسموا حول بقائهم في الحرب، وهناك جناح يرى الاستمرار في الحرب حتى النهاية مهما كانت النتيجة، وجناح آخر يرى أن الحرب انتهت، وأنهم خسروا هذه الحرب بعد تورطهم فيها، ولذلك يرى هذا الجناح ضرورة وقف العمليات العسكرية، والتفاوض مع المملكة العربية السعودية، وهذا الجناح هو الذي تراجع عن تهديده بتنفيذ مزيد من الهجمات على السعودية، بعد أن طلبت منهم إيران زيادة الهجمات على المملكة، لكنهم تراجعوا في النهاية، وأعلنوا استعدادهم للتفاوض في صفعة جديدة لنظام الملالي.

محمد جواد ظريف، وزير خارجية الملالي، أفصح عن ذلك بصراحة في تصريحات له، وقال إن الحوثيين سينفذون هجمات جديدة على السعودية، وأن لديهم قدرات للوصول إلى مسافات أبعد، وهذا التصريح في حد ذاته، يؤكد أن إيران تكذب ولا تسعى للتهدئة مع السعودية ودول الخليج، والتصريحات الإيرانية دائماً تكشف عن النوايا الخبيثة لنظام الملالي.

المجتمع الدولي اليوم مطالب بوقف التهديدات الإيرانية، لاسيما أن استهداف معملي أرامكو في بقيق وخريص حرك أسعار النفط العالمية لولا التطمينات السعودية للعالم التي أعادت أسعار النفط إلى الاستقرار مرة أخرى، لكن، بلا شك، أن المجتمع الدولي مسؤول عن استمرار إيران في سلوكها وتجاوزها الخطوط الحمراء وتهديدها لأمن واستقرار العالم.

الولايات المتحدة أعلنت أنها تتواصل مع الحوثيين، لكن لم تعلن مزيداً من التفاصيل حول هذا التواصل، ويبدو أن الجناح الذي طلب التفاوض مع السعودية هو الذي تواصل مع الولايات المتحدة، وإعلان هذا الجناح نيته في التفاوض مع السعودية وجميع الأطراف اليمنية ضربة قاسية لنظام الملالي، لكن، ماذا عن الجناح المتشدد، الذي ما زال ولاؤه لنظام الملالي؟ وهل هذا يفسر الهجمات الإيرانية الأخيرة على السعودية التي جاءت من الشمال وليست من اليمن؟

الجناح الحوثي الذي يبحث عن التهدئة والتفاوض أدرك أن إيران لا تريد استقرار اليمن، وتريد استمرار الحرب لخدمة أجندتها ومصالحها، وأنها ورطت الحوثيين في الانقلاب على الشرعية في اليمن، وورطتهم في ارتكاب جرائم حرب، والدخول في حرب غير متكافئة، خسروا فيها كل شيء حتى قياداتهم قتلوا في هذه الحرب، لذلك لم يبقَ أمامهم سوى الاستسلام للأمر الواقع، وطلبهم التهدئة والتفاوض لوقف الحرب وإنهائها ولا عزاء لنظام الملالي.

"السياسية الكويتية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى