دراسة: الخيار السياسي لوقف الحرب «مغلق» لصالح إيران والحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار

> كشف مركز دراسات يمني أن الخيارات المطروحة حالياً لوقف الحرب في اليمن مغلقة لصالح إيران وحلفائها من المتمردين الحوثيين وبالذات الخيار السياسي، وأكد أنه لا خيار ناجعاً لحل الأزمة في اليمن غير خيار حسم المعركة عسكرياً.

وقال مركز أبعاد للدراسات والأبحاث الإستراتيجية في تقرير أصدره، الخميس الماضي إن «كل الخيارات غير خيار حسم المعركة عسكرياً في اليمن ستبقى مغلقة لصالح إيران وميليشياتها الحوثية».

وأوضح أن الوضع السياسي لن يستقر في اليمن في ظل وجود قوة عسكرية بيد الحوثيين، وقال: «حتى لو حصلت الهدنة مع الحوثيين، فطهران ستبحث في المرحلة الثانية من الفوضى في المنطقة آلية نقل المعركة إلى عمق الخليج، وقد تبدأ بتحريك ميليشيات شيعية خليجية لبدء عمليات مسلحة بالذات جنوب وشرق المملكة العربية السعودية».

وحذر التقرير من مغبة انصياع السعودية للضغط الحوثي الإيراني عليها عبر العمليات العسكرية المتصاعدة عليها من قِبل المتمردين الحوثيين في اليمن، وقال إن «تعرض السعودية للهجمات الحوثية طوال الأربع السنوات الماضية قد يدفعها تحت الضغط الدولي للذهاب نحو مشاورات مع الحوثيين».

وأضاف أن إيران ستكون المستفيد الأكبر من أي توقف للحرب في اليمن دون حسم عسكري، معتبراً أن «بعض المعطيات الاقتصادية تشير إلى أن إيران محتاجة لاستقرار اقتصادي، لكن لن تسمح لحليفها الحوثي بتنفيذ هدنة مع السعودية دون استفادتها منها وعودة تصدير نفطها». وأكد تقرير مركز أبعاد أن توفير دولة إيران الدعم المادي واللوجستي لميليشيات محلية لخوض حرب بالوكالة بدلاً من المشاركة المباشرة فيها «يُمكّن إيران من الدخول في صراعات إقليمية بدرجة من القابلية للإنكار»، مشيراً إلى أن إيران «تستخدم هذه القوى (مثل الحوثيين، وحزب الله) في صياغة التطورات السياسية في مناطق محددة مع تقليل التكاليف المحتملة لإيران إلى أدنى حد».

وكشف التقرير أن رؤية الولايات المتحدة وحلفائها حول إمكانية فصل جماعة الحوثي عن إيران لن يكون ملموساً ولا توجد له أداة للقياس إلا في حال «سحب السلاح الثقيل من يد الجماعة وتحولها إلى حزب سياسي والاندماج مجتمعياً».

ووجه مركز أبعاد في هذا الصدد أصابع الاتهام نحو الولايات المتحدة بالقيام بتأجيج «لعبة خطيرة» لتغذية الحرب في اليمن بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي. وقال المركز إن «الولايات المتحدة تقود لعبة خطرة في اليمن، من خلال الدفع نحو تكتيك جديد ضمن حملتها ضد إيران، وليس دعماً لحلفائها التقليديين في الخليج العربي».

وأوضح أن هذه اللعبة الأمريكية تطبخ تحت نار هادئة في معزل عن المصالح السعودية ومصالح اليمن والتي «قد تدفع نحو تفاهمات إيرانية - أمريكية في نهاية المطاف يشمل تسوية للوضع في اليمن والمنطقة، لكنه في الوقت نفسه سيكون خارج مخاوف الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط».
وذكر التقرير أنه من خلال التحركات الأمريكية الراهنة بشأن مستقبل الوضع في اليمن والسعودية يتكشف المسار الأمريكي في أنه «يتمثل في الحفاظ على مصالح واشنطن التي تكرر دائماً بأنها لم تعد مسؤولة عن حماية المنطقة».

وأشار تقرير مركز أبعاد إلى أن «الرؤى الأمريكية المُقدمة للحل في اليمن تتمحور حول ضرورة أن تجعل من الحل يمني/ يمني وليس بين الحوثيين وطرف خارجي»، في إشارة إلى السعودية التي أصبحت في وضع عسكري حرج ومقلق للغاية في ظل استمرار الحوثيين بتوجيه ضربات عسكرية مؤثرة نحو العمق السعودي والتي استهدفت المنشآت الحيوية وفي مقدمتها المنشآت النفطية والمطارات الرئيسية في السعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى