سيناريوهات الحوار السعودي مع الحوثيين

> "الأيام" عن "عربي 21":

> أثارت تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وشقيقه نائب وزير الدفاع، خالد، حول مبادرة الحوثيين وقف هجماتهم على أراضي بلدهما، الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول سيناريوهات الحوار في المرحلة المقبلة.
يأتي ذلك، في ظل مساع أمريكية لبدء حوار سعودي مع الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في الوقت الذي عبر ولي عهد المملكة، في حوار مع قناة شبكة "CBS" الإخبارية الأمريكية قبل أيام، عن أمله في يؤدي وقف إطلاق النار على السعودية، الذي أعلنه الحوثيون من جانبهم، إلى حوار سياسي وإنهاء الحرب في اليمن.

سيناريوهات
وتعليقا على هذا الموضوع، يقول الخبير الاستراتيجي اليمني، علي الذهب: "أعتقد أن السعودية أبدت الاستجابة للحوار دون وجود قناعة حقيقية لذلك، وأن المسألة مجرد مراوغة لتجاوز الكثير من التحديات التي تواجهها في الظرف الراهن".
وتابع: "من تلك التحديات تداعيات مقتل خاشقجي التي اشتعلت مجددا إقليميا ودوليا، في الذكرى الأولى لمقتله، بالإضافة إلى ما يثار حول اضطرابات داخل الأسرة الحاكمة".

وأكد الذهب أن السعودية "لا تزال تراهن على القوات التي جيّشتها في الحدود، ولا يمكن أن تقبل بأي تفاوض حقيقي، إلا عندما تجد نفسها ممسكة بورقة ضغط قوية، تفرض بها شروطها على الحوثيين"، متابعا أن "هذه الورقة السيطرة على صعدة"، في إشارة إلى معقل الحوثي شمال البلاد.
وأضاف أن "الرياض فتحت بابا للوساطة بينها وبين طهران، بوصفها المحرك الحقيقي للحوثيين، وهي بذلك تضع الطرفين أمام هدنة عملية غير معلنة، في وقت يقوم فيه المبعوث الأممي إلى صنعاء".

وأورد الخبير اليمني سيناريوهات بناء على التصريحات السعودية وما قابلها من تصريحات حوثية وأولها "فشل أي اقتراب من مفاوضات".

وقال إن هذا السيناريو هو الأرجح "لأن تحقيق السلام في اليمن ليس بيد السعودية والحوثيين وحدهما، مهما توهم أي طرف ذلك"، مشيراً إلى أن الأزمة اليمنية التي تدخل فيها التحالف بقيادة الرياض عام 2015 تعدد أطرافها وأصبح لكل طرف قوته العسكري التي يحاول بها فرض إرادته السياسية، لاسيما أطراف الشرعية التي كشفت عنها أحداث أغسطس الماضي.

ولم يستبعد الذهب أن يدخل الطرفان في مفاوضات قصيرة العمر، تضغط فيها السعودي والإمارات على حلفائهما، لكنها لن تكلل بنجاح حيث ستسقط في منتصف الطريق؛ لأنها لن ترضي أي طرف، ومجرد القبول ليس إلا للمراوغة.
وذكر الخبير الذهب أن الولايات المتحدة تبحث عن وسيلة لإخراج السعودية من الأزمة بطريقة تحافظ على ماء وجهها وتضمن سلامة الأمن الوطني السعودي.

واستدرك الذهب أن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة لن تدفع الأطراف الداخلية في اليمن للاقتتال مستقبلا، وقد يكون ذلك مبررا للتدخل المباشر، من خلال ملف القاعدة، أو حماية الملاحة البحرية والمصالح الدولية، بحسب قوله.
ولفت إلى أن واشنطن تحرص على الإبقاء على الحوثيين، وتحاذر من عودة القوى التقليدية المنضوية تحت شرعية الرئيس هادي؛ لأنها تعارض حقيقة سياسات ومصالح الولايات المتحدة، خلافا للحوثيين الذين يزايدون في ذلك على نهج السياسة الإيرانية.

هزيمة للمملكة
وفي السياق ذاته، قال الصحفي والباحث السياسي اليمني، فهد سلطان إن قبول السعودية بأي حوار مع الحوثيين يعد هزيمة لها.
وأضاف أن "السعودية كانت تراهن كثيراً على الولايات المتحدة في حماية مصالحها وحمايتها خلال الفترة الماضية، لكنها تعرضت للخذلان من قبل واشنطن".

وتابع أن المملكة كانت تراهن على ضربة أمريكية خاطفة لإيران ولكن ترامب لم يفعل، بل في اللحظات الأخيرة أعلنت الإدارة الأمريكية أنها لن تضرب إيران وتغلب الجانب السياسي على العسكري.
وأشار سلطان إلى أن تصريحات ولي العهد السعودي وشقيقه، نائب وزير الدفاع بشأن مبادرة الحوثيين ربما "يعود إلى شعور لدى المملكة أنها لا تستطيع مواجهة إيران بمفردها، بعد خذلان واشنطن لها".

وبحسب سلطان، فإن الضربة الأخيرة على أرامكو كانت ضربة قاسية، وبمثابة رسالة للمملكة بالسير على النهج الإماراتي عندما هرعت أبوظبي إلى التفاهم مع طهران، عقب استهداف عدد من السفن على مرافئها.
وأوضح سلطان أن الرياض أهدرت الكثير من أوراقها، ولذلك ربما تلجأ إلى الحوار كمخرج أمن لها في اليمن، رغم الضرر الكبير الذي سيسببه للقضية اليمنية.

ولفت إلى أن اليمن ستكون المادة الأساسية في أي حوار إيراني سعودي، وستلتزم إيران عن الحوثيين، بينما سيكون مقابل ذلك "تصفية الشرعية والاعتراف بالحوثيين من قبل السلطات السعودية".
وكان القيادي في جماعة الحوثي، حسين العزي، قال إن رد الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع السعودي، على المبادرة التي تقدمت بها الحركة إيجابيا.

واعتبر العزي في تغريدة له الجمعة، أن ما عبّر عنه الأمير إيجابي، وإضافة لصوت السلام والعقل، وأن قتال الحوثيين في اليمن هو من أجل السلام في نهاية الأمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى