الأكراد شعب بلا دولة موزّعون على أربع دول «تقرير»

> باريس «الأيام» انطوانيت شلبي معلا

>  الأكراد هم شعب بلا دولة يتراوح عددهم بحسب المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، ويتوزعون بشكل أساسي في أربع دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا.

موزّعون على أربع دول
الأكراد شعب من أصول هندو-أوروبية يتحدرون من القبائل الميدية التي استوطنت بلاد فارس القديمة وأسست إمبراطورية في القرن السابع قبل الميلاد.
يتوزّع الاكراد على غالبية ساحقة من المسلمين السنّة وأقليات غير مسلمة، وعلى أحزاب سياسية علمانية في الغالب، في حين تتوزع مناطقهم على مساحة تبلغ حوالى نصف مليون كلم مربع، تتقاسمها أربع دول هي تركيا وايران والعراق وسوريا.

ويختلف تعداد الاكراد باختلاف المصادر بين 25 و35 مليون نسمة، يعيش القسم الاكبر منهم في تركيا (ما بين 12 الى 15 مليون نسمة، حوالى 20% من اجمالي السكان)، ثم ايران (حوالى 6 ملايين، اقل من 10%) ثم العراق (5 إلى 6 ملايين نسمة، ما بين 15 الى 20%) واخيرا سوريا (اكثر من مليوني نسمة، 15% من السكان).
وسهّلت جغرافيا المناطق الكردية الجبلية بمعظمها والواقعة في الداخل من دون أي منفذ على بحر، على الاكراد الحفاظ على لغتهم بلهجاتها المختلفة، وعلى عاداتهم وتقاليدهم وتنظيمهم المجتمعي القائم بشكل اساسي على النظام القبلي.

وبالاضافة الى هذه الدول الاربع، تعيش اعداد كبيرة من الاكراد في كل من اذربيجان وارمينيا ولبنان اضافة الى اوروبا خصوصاً في ألمانيا.

حلم لم يكتمل
إثر انهيار السلطنة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى، بات حلم الأكراد بالحصول على وطن خاص بهم على وشك التحقق. فقد نصت معاهدة سيفر التي أبرمت عام 1920 على حق الأكراد في تقرير المصير وتشكيل دولة خاصة في شرق الأناضول وفي الموصل.
ولكن هذا الحلم تبخّر بعد انتصار مصطفى كمال في تركيا واضطرار الحلفاء للتراجع عن بنود معاهدة سيفر واستبدالها في 1923 بمعاهدة لوزان التي وضعت الشعب الكردي تحت سيطرة تركيا وايران بالاضافة الى بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا دولتي الانتداب على العراق وسوريا على التوالي.

الحرب ضد الجهاديين
كانت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إحدى القوى الأساسية منذ صيف عام 2014 في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي، بدعم جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
ونجحت القوات الكردية مطلع عام 2015 بدعم من التحالف في طرد قوات التنظيم من كوباني (عين العرب) القريبة من الحدود مع تركيا.

وتشكل القوات الكردية الدعامة الأساسية لقوات سوريا الديموقراطية التي تشكلت في أكتوبر 2015 وتضم 25 ألف مقاتل كردي وخمسة آلاف مقاتل عربي. وتتلقى هذه القوات دعماً من واشنطن.
ونجحت قوات سوريا الديموقراطية في طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة شرق سوريا ثمّ السيطرة على معقله في الباغوز بسوريا في مارس 2019.
أفراد القوات الخاصة التابعة للقوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد
أفراد القوات الخاصة التابعة للقوات الديمقراطية السورية التي يقودها الأكراد

وفي العراق، تعتبر قوات البشمركة الكردية حليفا أساسيا في الحرب ضد الجهاديين.

نزاعات مع الحكومات المركزية
بسبب نزعتهم للاستقلال في كردستان موحدة وجد الاكراد أنفسهم في الدول الاربع التي يتوزعون عليها في نزاع مع الحكومات المركزية التي ترى فيهم تهديدا لوحدة اراضيها.
في سوريا، عانى الأكراد على مدى عقود من تهميش واضطهاد مارسهما بحقهم النظام البعثي. وعندما اندلع النزاع بين النظام والمعارضة في 2011 وقف الاكراد على "الحياد".

وأعلنوا في عام 2016 إنشاء "منطقة فدرالية" واسعة في شمال البلاد، مؤلفة من ثلاث أجزاء، أثار تشكليها عداوة قوات المعارضة وعدائية من تركيا المجاورة.
في تركيا، استؤنف النزاع المسلح بين القوات الحكومية وحزب العمال الكردستاني في صيف 2015، ما بدّد آمال حل هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 40 ألف شخص منذ عام 1984.

وأطلقت أنقرة في 9 أكتوبر عملية جديدة ضد القوات الكردية في شمال شرق سوريا، مثيرةً احتجاجاً دولياً، بعد عمليتين سابقتين في هذا البلد عام 2016 ومطلع عام 2018 لطرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي وحدات حماية الشعب عن حدودها.
في العراق، استغل الأكراد الذين اضطهدهم نظام صدام حسين الهزيمة التي مني بها بعد انسحابه من الكويت فقاموا بانتفاضة ضده في 1991 وأقاموا بحكم الأمر الواقع حكما ذاتيا في اقليمهم الشمالي، أقر رسميا في 2005 بموجب الدستور العراقي الذي أنشأ جمهورية اتحادية.

في ايران، تدور بين الفينة والاخرى اشتباكات بين قوات الامن ومتمردي حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) الذي توجد قواعده الخلفية في العراق. وكانت ايران شهدت بعد الثورة الاسلامية في 1979 انتفاضة كردية قمعتها السلطات بشدة.

انقسامات داخلية
ينقسم الاكراد الذين لم يسبق لهم أن عاشوا تحت سلطة مركزية إلى عدد لا يحصى من الأحزاب والفصائل والحركات، موزعة على الدول الأربع. وهذه الحركات، التي تكون احيانا عابرة للحدود، غالبا ما تناصب بعضها العداء اعتمادا بالخصوص على تحالفات كل منها مع الأنظمة المجاورة.
ففي العراق، خاض أبرز فصيلين كرديين "الاتحاد الوطني الكردستاني" و "الحزب الديموقراطي الكردستاني" حربا بين 1994 و 1998. ثم تصالحا في العام 2003. وأوقع القتال بين الفصائل الكردية 3 آلاف قتيل.​

أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى