إحياء مضامين ثورة 14 أكتوبر المجيدة

> ونحن نحتفل بالذكرى الـ(56) لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة عام 1963م حري بنا أن نسعى لإحياء مضامين وأهداف ثورة أكتوبر المجيدة التي ناضل من أجلها الآباء والأجداد، وقدموا التضحيات من أجل استعادة الأرض والهوية السياسية للجنوب العربي، قبل أن يختطف الجنوب بعد الاستقلال في عام 1967م، حيث إنّ ما حصل بعد هذا العام هو أن لوبي "الجبالية" اخترقوا الجبهة القومية وتمكنوا من حرف مسار ثورة الشعب بعد أن تحقق الاستقلال، فأطاحوا بالقيادات الوطنية الجنوبية، فتجمع اليمنيون العمال الذين يعملون في مختلف المؤسسات لتشكيل انقلاب يمني على مضامين وأهداف الثورة.

بداية اليمننة للجنوب كانت من خلال التخلص من الرئيس الراحل قحطان الشعبي، ثم شكلوا الحزب الاشتراكي اليمني، ومن خلال هذا الحزب المستورد على ثقافة الجنوب العربية الأصيلة تمكنوا وبمساعدة خلاياهم المنتشرة في مختلف القطاعات والنقابات العمالية التي سيطروا عليها بحكم أنهم فئة عمالية خالصة، فسيطر اللوبي اليمني على الجنوب، وعاثوا في الأرض فسادا، وعملوا على تصفية القيادات الجنوبية، وسلسلة قرارات كارثية ومدمرة على الشعب أوصلتنا إلى باب اليمن ضعفاء ممزقين متخاصمين فيما بيننا، والنتيجة كانت احتلالا يمنيا متخلفا، أشد بئسا من الاحتلال البريطاني الذي حافظ على هوية الجنوب العربي، وشهد الجنوبيون تنمية ونهضة في مختلف المجالات، ما زالت شاهدة حتى اليوم على عظمة بريطانيا وإنسانيتها وإن كانت محتلة.

فالأهداف والمضامين التي قامت ثورة 14 أكتوبر من أجلها هي الاستقلال والحرية، والحياة الكريمة للشعب، والتنمية، وهو ما لم يتحقق أي هدف من تلك الأهداف التي ناضل من أجلها شعبنا، وعلى الرغم من المدة الزمنية الكبيرة التي تزيد عن نصف قرن من الزمان، مر خلالها شعبنا بمنحنيات خطيرة وثورات وتحولات خسرنا فيها الكثير، وربحنا فيها القليل، إلا أنّ الجنوبيين أثبتوا قدرتهم على حماية أرضهم والدفاع عنها أمام الغزاة الطامعين، وصد أي محاولات الاستمرار في يمننة الجنوب العربي مهما كلفنا من تضحيات ومعاناة.

الجنوبيون اليوم قادرون على تجاوز هذه المرحلة الطارئة مهما كانت العقبات والتحديات والصدمات، سننتصر لأنّ من قلب المعاناة يولد النجاح.

ما أحوجنا اليوم ونحن نحيي الذكرى السادسة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة أن نعود إلى تأصيل الأزمة التي نعاني منها اليوم، فالمعركة التي نخوضها اليوم ضد الاحتلال وطمس الهوية، هي نفس المعركة التي ناضل الآباء والأجداد من أجلها في الستينات، أو هي مكملة لها، ومعركة تحرير واستقلال الجنوب اليوم تلزمنا أن نكون صفاً واحداً وعلى قلب رجل واحد حول وطننا الكبير من المهرة إلى باب المندب كما كان الآباء والأجداد، نحمي ترابه الغالي ومقدراته وثرواته من السراق والناهبين المارقين، ونبني للأبناء وللأحفاد مثلما بنى لنا الآباء والأجداد دولة الجنوب العربي التي أضعناها بسبب تخاذلنا، فجنوبنا العربي غالٍ وعظيم ويستحق أن نفديه ونقدم من أجله التضحيات وكل غالٍ ونفيس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى