مشروع الحوالات النقدية الطارئ بوادي حضرموت.. بين تقديم الإعانات والإذلال

> تقرير/ خالد بلحاج

> تشهد مدن وادي حضرموت منذ عدة أيام تنفيذ مشروع الحوالات النقدية الطارئ لمستفيدي الرعاية الاجتماعية المقدم من البنك الدولي بإشراف منظمة اليونيسيف.
وتعد المرحلة السادسة هي الأسوأ على الإطلاق في تاريخ تسليم الإعانات من حيث الروتين المعقد، ووجود خلل كبير في نظام الصرف، لاسيما إجراءات التصوير الإجباري للمستفيدين، الأمر الذي خلق بعض المشاكل والتعقيدات، وبالذات لدى كبار السن والمرضى والمعاقين.

كما أن عدم تقيد لجان الصرف والمستفيدين بجدول الصرف المعتمد من قِبل اللجان المشرفة، وبطء عمليات الصرف، تسببت هي الأخرى بعرقلة المستفيدين من استلام حوالات أقاربهم العجزة والمعاقين والمرضى، وهو ما أجبر هذه الفئات على التردد على مركز الصرف مرات عديدة أنفقوا خلالها أضعاف المعونة النقدية التي يتسلمونها كل ثلاثة أشهر، والتي تتراوح ما بين 9000 ريال (12 دولارا) كحد أدنى و18000 ريال ما يعادل (24 دولارا) كحد أعلى.

غياب الحلول
وعبّر الكثير من المستفيدين عن امتعاضهم الشديد من الإجراءات الروتينية المستحدثة والمشاكل التي يعانونها جراء غياب الحلول للصعوبات التي تواجههم أثناء عملية الصرف.
ومن أبرز المشاكل التي اعترضت المستفيدين أثناء عملية الصرف هو عدم التحقق منهم وربط حل هذه الإشكالية من خلال الاتصال بالرقم المجاني 8003090، وهو الرقم الذي لم يستطع أي من المستفيدين الاتصال به، لانشغاله بصورة دائمة، كما يقول المستفيدون.

وأضافوا: "الكثير من المشاكل التي تواجهنا جعل المعنيون حلها عبر الاتصال بهذا الرقم، وهو ما سيفقدنا بكل تأكيد من منحنا المقدمة من البنك الدولي".
كما واجهت عملية الصرف أيضاً مشكلة المشمولين بدفتر رعاية الأسرة، إذ أوضح البعض بأن هناك من أرباب الأسر قد توفوا، وبهذا أصبح أحد أفراد الأسرة المشمولين وفق النظام الجديد المتبع غير قادر على استلام حوالته رغم حمله وثيقة شخصية إلا بعد التحقق منه مرة ثانية وتصويره إن كان من الذكور، وهو ما يعني حرمان الكثير من استلام منحهم من هذا المشروع، بالرغم أنهم من أكثر الفئات فقرا، بحسب قولهم.

مستفيدون يفترشون الأرض
أمام محلات الصرافة المحددة لصرف المبالغ، وهي الوحيدة في عواصم المدن، شوهد الكثير من المستفيدين وهم يفترشون الأرض لساعات طويلة، ملتزمين الصمت في الطابور بانتظار دورهم للاستلام، شيوخ وعجزة ونساء يحضرون في صباح كل يوم من الصرف لاستلام فتات الرعاية، كما يصفه البعض، ومع هذا فمنهم من يحالفه الحظ، فيما يضطر الآخرون للبقاء للفترة المسائية ولا يملك ما يسد به رمقه.

وأكد العديد منهم لـ«الأيام» أنه قد مضى عليهم أربعة أيام ما بين ذهاب وعودة ولم يتمكنوا بعد من استلام مستحقاتهم المالية نتيجة الزحام أو تعطل النظام.
وقال بن مرضاح، وهو صاحب موقع صرافة: "بطء النظام وشروطه في هذه المرحلة سبب كثيراً من المعاناة للمستفيدين، بالإضافة إلى عدم عمل رقم الهاتف المجاني الذي خصص للمستفيدين لحل المشاكل التي تواجههم قد سبب لنا أيضاً الحرج والسخط الكبيرين من قِبل المستفيدين والذين وصل بهم الأمر إلى حد شتمنا، نتيجة عدم فاعلية هذا الرقم وعدم استطاعتهم التواصل به مع المسؤولين المعنيين".

ويضيف لـ«الأيام»: "أيضاً رافقت عملنا مشكلة كبيرة أثناء الصرف، وهي عدم استطاعة المشمولين من استلام حوالتهم بسبب الإجراءات الروتينية المعقدة، لذا فإننا نطالب منظمة اليونيسيف، وكذا بنك الأمل ومن له صلة بالمشروع، بضرورة الإسراع لحل مشكلة الرقم المجاني وحل مشكلة المشمولين في دفتر رعاية رب الأسرة المتوفى، حتى يستطيعوا الحصول على مستحقاتهم، كما نطالب بتمديد فترة الصرف".

"إدارة حالة"
وأمام تلك المعوقات والصعوبات التي تواجه المستفيدين خصوصاً العجزة أو المنقطعين عن استلام مستحقاتهم عمدت منظمة اليونيسيف، ومقرها في الأردن، للتعاقد مع موظفين لمدة شهر تحت مسمى مساعد "إدارة حالة"، وذلك للنزول الميداني لمن تقطعت بهم السبل ولم يحصلوا على مستحقاتهم للتأكد من وجودهم وعدم وجودهم بهدف ضمان صرف مستحقاتهم، وعن هذا يقول المهندس أحمد الحبشي، مساعد "إدارة حالة": "إننا نعمل لخدمة المستفيدين من خلال النزول إلى مواقعهم وبحث حالاتهم وحالات المشمولين، فإذا تأكد لنا وجود الشخص أو المشمولين يتم التواصل مع المنظمة لتأكيد الحالة وإذا كانت الحالة متوفاة أو لا يوجد لها مشمولون يتم إسقاطها".

وتابع حديثه لـ«الأيام» قائلاً: "واجهتنا الكثير من الحالات منها متوفاة ومنها ما زالت، ولهذا قمنا باستكمال إجراءات الصرف للأحياء وتمكنوا من استلام مستحقاتهم، وهناك حالة صادفتنا وهي خاصة بإحدى النساء المستفيدات إذ انقطعت عن استلام مستحقاتها، كونها عاجزة، وعند وصولنا إليها وبحث حالتها وتم فحص وثائقها وإرسالها للمنظمة وجد أن الصورة الشخصية في دفتر الرعاية لا تحمل ختما، وأيضاً البطاقة الشخصية كان فيها خدش، وبالتالي تم توقيف معاملتها حتى تأتي بتأكيد رسمي يؤكد هويتها".

مطالب واستياء
وطالب المستفيدون بضرورة وضع حلول لمعاناتهم وتوفير خدمات أسرع وكذا توفير فروع وأماكن للصرف في كافة القرى، تجنباً للزحام وتخفيف عناء التنقل والمواصلات، لاسيما أن جلهم من العجزة والنساء.
فيما عبّر كثير منهم عن استيائهم الشديد من تدني المبالغ الزهيدة التي تصرف لهم والتي لا تكاد تفي بأجرة المواصلات إلى مركز صرف الحوالات، خصوصاً أن هذه المرحلة تأتي في ظل انهيار كبير لسعر الريال اليمني مقابل الدولار.

كما تساءل العديد منهم عن عدم رفع هذه الإعانات بالتوازي مع ارتفاع سعر الدولار الذي تضاعف سعره ثلاثة أضعاف مقابل الريال اليمني منذ المرحلة الأولى لمشروع الحوالات النقدية الطارئ.
وتركزت هذه التساؤلات فيما إذا كان البنك الدولي يعتمد الإعانات بالدولار أم بالريال اليمني، وعن مصير فارق الصرف في ظل بقاء الإعانات كما هي في كل المراحل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى