> يشكّل وقف إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه بوساطة أميركية لتعليق العملية العسكرية التركية ضد قوات كردية في سوريا، انتصارا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحسب محلّلين، لكنهم حذّروا في المقابل من أنه قد لا يستمر طويلا من دون اتفاق مع روسيا حليفة النظام السوري.
وقد حقق إردوغان أحد أهدافه الرئيسية بإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدود بلاده وإقامة "منطقة آمنة" بعرض 32 كيلومترا لم يحدد طولها بعد، علما بأن إردوغان يريدها بطول 444 كيلومترا.
وقال مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاغابتاي "تبدو تركيا منتصرة على المدى القريب لأن أنقرة تمكّنت من إحداث شرخ بين وحدات حماية الشعب الكردية والولايات المتحدة".
ويشن حزب العمال الكردستاني منذ العام 1984 تمرّدا مسلحّا ضد تركيا.
وأطلقت القوات التركية عمليتها العسكرية الأخيرة في سوريا في 9 أكتوبر بعد ما بدا أنه ضوء أخضر من الرئيس الأميركي الذي عاد ونفى أي تأييد أميركي للعملية التركية بعد موجة غضب دولي عارم ضده.
ويقول أنطوني سكينر مدير شركة "فيريسك ميبلكروفت" لتقييم المخاطر إن الاتفاق "يفرض على الولايات المتحدة نزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية وتفكيك تحصيناتها ومواقعها القتالية، وهو ما كانت تطالب به تركيا منذ سنوات".
وينص الاتفاق الذي ترفض تركيا تسميته وقفا لإطلاق النار، على تعليق تركيا لعمليتها العسكرية لمدة خمسة أيام ووقف هجومها بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية.
وتابع أن "العملية العسكرية التركية حققت هدفها. سينسحب الإرهابيون من المنطقة الآمنة في غضون 120 ساعة وتركيا ستفرض المنطقة الآمنة".
وأوردت صحيفة "صباح" الموالية للحكومة "انتصرنا على الطاولة (طاولة المفاوضات) وفي الميدان".
لكن محللين يرون أن هذا الانتصار الذي حققه إردوغان قد يكون قصير الأمد.
لكنّه يضيف أن ارتفاع شعبية إردوغان "قد يكون قصير الأمد نسبيا. سيتعيّن على تركيا في مرحلة ما أن توقف عملياتها العسكرية من دون تحقيق الأهداف التي حدّدتها".
وسيلتقي الرئيس التركي خلال مهلة الأيام الخمسة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي الثلاثاء المقبل.
أ.ف.ب​