"البساتين" بعدن غارقة في المعاناة و"مناصرون" يخففون قليلا من عبء سكانها

> انتشار للصرف الصحي ومكبات القمامة

>
يعيش سكان منطقة البساتين في مديرية دار سعد، شمال العاصمة عدن، أوضاعاً صعبة للغاية، نتيجة لافتقارهم للعديد من الخدمات الأساسية منذ فترة زمنية طويلة دون أن تقوم الجهات المسئولة بالقيام بواجباتها الضرورية.


إهمال وتجاهل دفعا الكثيرين من شباب المنطقة، وفي مقدمتهم اللاجئون والنازحون والعائدون من أرض الاغتراب، لتأسيس أول فريق خاص بـ "المناصرة" للقضايا المجتمعية على مستوى البلاد ومدينة عدن على وجه الخصوص؛ بهدف انتشال منطقة البساتين من وضعها المزري والذي تسوده العشوائية وانتشار مياه الصرف الصحي والقمامة وهياكل السيارات (الخردة).


ويهدف فريق "المناصرة" إلى لفت أنظار الجهات ذات العلاقة إلى ما تعاني منه المنطقة وأهلها بغرض تحسين وضعها بشكل عام من خلال توفير الخدمات الضرورية.

مناصرة للقضايا المجتمعية
يقول رئيس الفريق جيلاني عثمان محمد علي، وهو شاب صومالي الجنسية وعضو في لجنة الشباب اللاجئين بعدن: "واجهتنا في بدء قيادتنا لفريق المناصرة لمنطقة البساتين الكثير من الصعوبات والمعوقات، ولكن بالصبر والعزيمة والإصرار استطعنا أن نثبت وجودنا كفريق مهمته الأساسية تغيير نظرة الآخرين إلى مجتمع البساتين وتمكينه من الحصول على أبسط الخدمات".


وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "الفريق مشكل من اللجان المجتمعية الستة الخاصة باللاجئين القاطنين بهذه المنطقة، ومدعوم برؤساء البلوكات وعقال الحارة والسوق وشريحة من المثقفين والناشطين الاجتماعيين في البساتين، ويتمحور عملنا الطوعي في قيادة أنشطة قضايا المناصرة والعمل على إبراز القضايا المجتمعية، والبحث عن الحلول لها من خلال الضغط على صناع القرار"، مضيفاً: "واجمالاً فريقنا يُعد نتاج (مشروع الحماية وتحسين سبل المعيشة) التابع لمنظمة (أدرا)، إذ إننا قمنا بعد انتهائنا من هذا المشروع والذي تدربنا خلاله على مفهوم المناصرة ومبادئها، وعلى تشكيل هذا الفريق عن طريق ورشة عمل واستبيانات ورقية في الميدان وإحصائيات احتياج المجتمع لرفع مستوى الخدمات في هذه المنطقة، ومن ثم نعمل "المناصرة" والضغط على جهات المعنية؛ لتوفير وتحسين هذا الخدمات المطلوبة".

رفع مستوى الوعي
وعن الكفية التي تمكن عبرها الفريق من التعامل مع المجتمع ذي اللغات والثقافات المختلفة وفهم احتياجاتهم أجاب جيلاني لـ«الأيام» بالقول: "في بدء تأسيس الفريق حرصنا على ضمان التنوع بحيث يضم كل الفئات المجتمعية والثقافات المختلفة والأعمار والجنسيات ومن كلا الجنسين؛ لتسهيل عملية نشر التوعية الميدانية للفريق، كما يوجد لدينا في الفريق ناشطون اجتماعيون موظفون في المنظمات ورجال دين ورياضيون وتجار، فضلاً عن الشباب المبدعين والذين لديهم روح الإيمان بالتغيير والمشاركة المجتمعية من المواطنين واللاجئين والنازحين وطالبي اللجوء، ونؤكد هنا بأننا لا نهتم لأي شيء آخر غير إنسانية الإنسان".


واستدرك جيلاني علي حديثه بالقول: "صحيح هناك صعوبة في التعامل مع فئة متحركة، لاسيما في منطقة مثل البساتين التي ينتشر فيها اللاجئون وطالبو اللجوء والعائدون وغيرهم، ولكن عن طريق نشر ثقافة المناصرة بأكثر قدر ممكن بين المجتمع والعمل والمشاركة سنتجاوزها وسنتمكن من خدمة أبناء هذه المنطقة، خصوصاً أن الهدف الرئيس للفريق هو رفع مستوى الخدمات داخل البساتين".


معوقات
وأوضح رئيس فريق المناصرة أن هناك العديد من الصعوبات تعترض عملهم، منها قلة تفاعل وسائل الإعلام مع منطقة البساتين، لإيصال صوت سكانها ومعاناتهم والتي من شأنها كسب التأييد للضغط على صناع القرار لتنفيذ مطالب أبنائها، وعدم وجود وسيلة إعلامية موحدة لكل الفئات المجتمعية في المنطقة، وكذا صعوبة التنسيق مع الجهات الأمنية فيها، وصعوبة العمل على إشراك المجتمع في القضايا المجتمعية وأئمة المساجد، فضلاً عن انتشار ثقافة الاتكالية على المنظمات واتخاذ وضع البلد كعذر للتخريب وغياب العقوبات الرادعة من قِبل الجهات المتخصصة، بالإضافة إلى غياب الداعمين، وقلة إمكانيات بعض الجهات الخدماتية في المنطقة والتي تُعد السبب الأساسي وراء تردي بعض الخدمات".


إنجاز رغم الصعوبات
وأكد في حديثه لـ«الأيام» أن فريقه استطاع بتكاتفه وبإيمانه بالقضية التي يحملها تجاوز بعض تلك المعوقات من خلال إشراك المجتمع والتوعية المتنوعة والمكثفة والإيمان والصبر والتجديد والابتكار والتنوع واستغلال نقاط القوة لدى الفريق بالوصول لتحقيق كثير ما سعى إليه، ومن أبرزها وأهمها مناصرة لقضية الطفل (الباردوي) والذي تعرض للاغتصاب وقتل في هذه المنطقة في عام 2018م، وهي القضية التي كسبت أكبر حشد مجتمعي في المنطقة وكان من نتائجها أن سرّعت في محاكمة المتهمين وأصدر حكم الإعدام والتنفيذ بحقهم، مضيفاً: "ومن أهم ما أنجزه فريقنا أيضاً: تمثل في توفير 55 كشافا يعملون بالطاقة الشمسية في المواقع الأكثر احتياجاً في البساتين، بهدف رفع مستوى الأمن والإضاءة خلال نهاية 2018م، وهذه الكشافات قمت منها منظمة (أدرا) 45، فيما قدمت منظمة (إنترسوس) العشرة الآخرين، بالإضافة إلى حل مشاكل (20 نقطة عشوائية) لرمي القمامة في البساتين بالتعاون مع برنامج النقد مقابل العمل لمنظمة (أدرا) هذا العام، كما قدمت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالتعاون مع صندوق النظافة في البساتين ثلاث سيارات جديدة لنقل النفايات و50 برميلا لجمع القمامة و20 لوحة توعوية عن النظافة، وفيما يتعلق بالدعم المادي قدمت منظمة (أدرا) خلال العام الجاري مبلغ 50 دولار لـ (12) متطوعا يتم تدويرهم كل ثلاثة أشهر كدعم وحيد للفريق وكتحفيز للشباب في المنطقة والفعالين بالقضايا المجتمعية".

تقرير/ فردوس العلمي
خاص «الأيام»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى