اتفاق ينتصر لليمن

> «الأيام» عن الخليج الإماراتية

>
نجح تحالف دعم الشرعية في اليمن في جمع الفرقاء السياسيين على كلمة سواء، بإنجاز اتفاق تاريخي ينهي حالة الخصومة والافتراق بين كافة المكونات وتوجيهها نحو الهدف الرئيسي والأسمى، المتمثل في دحر الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي عام 2014، والذي أوصل البلاد إلى ما تعيشه اليوم من حروب، ارتضى الانقلابيون أن يكونوا أداة في يد إيران لتنفيذ أجندتها المشبوهة في اليمن والمنطقة العربية ككل.

مثلت التحركات التي قام بها التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، وإنجاز اتفاق الرياض بعد حوارات شاقة ومضنية في مدينة جدة، نقطة تحول كبيرة في معالجة الخلل الذي أصاب العلاقة بين الأطراف المعنية في الأزمة اليمنية، خاصة في المناطق المحررة، حيث كانت دولة الإمارات العربية المتحدة مساهماً في الإنجاز الذي تحقق بطرد ميليشيات الحوثي من عدن وبقية المناطق الجنوبية من البلاد عام 2015.

ويشكل الاتفاق الذي أنجز، فرصة لإعادة ترتيب أولويات المعركة القادمة لإنهاء الانقلاب ومفاعيله، والتي لن يكتب لها النجاح إلا في توحيد الصف اليمني، وتجاوز التداعيات التي حكمت المرحلة الماضية، وقد بدأت مؤشرات ذلك بقبول الأطراف التي خاضت الحوار في كل من جدة والرياض، بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية لإنهاء الخلافات القائمة والاتجاه نحو معالجة الخلل الذي ساد علاقة الأطراف كافة خلال المرحلة الماضية، وأدى إلى التأخير في حسم المعركة ضد جماعة الانقلاب الحوثي وأدواتها في الخارج.

قبول مبدأ الحوار لحل الأزمات العالقة في المناطق المحررة أمر مرحب به، وقد بذلت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جهوداً مشتركة في تذليل الصعاب التي وقفت في طريق المتحاورين، انطلاقاً من الرغبة في تثبيت الاستقرار في المناطق المحررة بشكل كامل والتفرغ لإدارة المعركة المقبلة بعيداً عن الحسابات الضيقة التي تضر بوحدة الشعب اليمني ولا تساعد على إعادة الاستقرار إلى أراضيه.

من المهم التأكيد على ملامح المرحلة المقبلة، التي لا شك في أنها ستكون بعد التوقيع على الاتفاق في الرياض، مختلفة عما سبقها، في ظل الإنجازات التي تحققت خلال السنوات القليلة الماضية من قبل قوات التحالف العربي، خاصة فيما يتعلق بإنشاء الوحدات العسكرية العاملة بالمحافظات الجنوبية التي تم تدريبها وتأهيلها لأهداف مشتركة، من أبرزها الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب، ووقف تمدد التنظيمات الإرهابية، التي كانت تتحكم في مصير اليمن واليمنيين.

الانتصار الذي تحقق في الاتفاق الموقع في الرياض، يحتاج إلى إرادة صلبة لتطبيقه على الأرض من قِبل كافة الأطراف، فهو يمثل خطوة مهمة للوصول إلى حل سياسي شامل، يعيد الأمور إلى نصابها، ويحقق ما يصبو إليه شعب اليمن من أمن واستقرار ورخاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى