هل تستعد السعودية لمغادرة اليمن عبر طاولة الحوار؟

> أحمد مصطفى

> لم تكد الحكومة السعودية ترعى اتفاقاً يمنياً بين حكومة الرئيس اليمني، عبدربه هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي ، الثلاثاء الماضي، حتى أعلن مسؤول حكومي سعودي عن وجود محادثات سعودية حوثية.
ويبدو أن السعودية بدأت في مرحلة "إطفاء النيران" في اليمن، عبر محادثات تشمل الأطراف الثلاثة في اليمن (الحكومة، الحوثيين، الجنوبيين) كلا على حدة.

وفيما يرى مراقبون أن السعودية اقتنعت أخيرا بأن الحل في اليمن ليس عسكريا، يرى آخرون أن تصريحات المسؤول السعودي ليست إلا محاولات لتخفيف الضغوط الدولية عليها بشأن ضرورة إنهاء الحرب التي طالت في اليمن.
وقال المسؤول السعودي للصحافيين: "نملك قناة مفتوحة مع الحوثيين منذ عام 2016. نحن نواصل هذه الاتصالات لدعم السلام في اليمن".

والثلاثاء الماضي، وقع كل من الحكومة اليمنية وممثلين عن المجلس الانتقالي الجنوبي على ما يعرف بـ"اتفاق الرياض" المتعلق بالأوضاع في اليمن.
وحضر مراسم التوقيع كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إضافة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وفي كلمته بعد توقيع الاتفاق، شدد ابن سلمان على أن المملكة ستواصل السعي، من أجل الوصول إلى تطلعات الشعب اليمني، والوصول لحل سياسي.
ووصف مبعوث الأمم المتحدة الخاص بشأن اليمن، مارتن جريفثس، الاتفاق بأنه "خطوة مهمة" في إطار جهود السلام"، مضيفا في تغريدة على موقع تويتر أن "الاستماع إلى المعنيين في الجنوب أمر مهم بالنسبة للجهود السياسية الرامية لتحقيق السلام في هذا البلد".

الكاتب والمحلل السياسي اليمني عادل دشيلة‏، رأى أن المملكة تريد الحفاظ على مصالحها وأمنها القومي، وتسعى لتنفيذ الاتفاق من أجل ذلك، رغم أنه اتفاق غير قابل للتنفيذ.
وتابع "بأن الإمارات والسعودية لديها في اليمن مشروع منذ العام 1994 لفصل اليمن، وإن الأخيرة إذا نجحت في تنفيذ أهدافها الإستراتيجية في الجنوب، فمعنى ذلك أنها مستعدة في المستقبل لعقد اتفاق مع الحوثيين ربما في الأشهر القادمة".

ولفت إلى أن هنالك توجهاً واضحاً لتمكين المجلس الانتقالي من حكم المناطق الجنوبية، وتمكين الحوثي من حكم المناطق الشمالية، وربما نشهد لاحقا اتفاقا سياسيا حوثياً جنوبياً بإشراف سعودي.
وأكد أن السعودية تريد الخروج من اليمن، ولكن عسكريا، على أن تبقى لها هناك أذرع من خلال العلاقات الشخصية مع القبائل، والأحزاب، والشخصيات المتمردة.

وتابع بأن التحالف العربي، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، لا يريد أن يحسم ولو أراد لحسم منذ وقت، وإن الحرب الحقيقية في اليمن ليست ضد الحوثيين، وإنما لتنفيذ أهداف بعضها سري وبعضها الآخر معلن.
وأضاف: "لا نريد تكرار السيناريو اللبناني في القرن الماضي ولا نريد اتفاقاً مثل اتفاق الطائف بدعم سعودي".

وتابع: "فشلنا في الجمهورية اليمنية على مدى خمسة عقود بتنفيذ أي مصالحات سياسية وكل الاتفاقات تبعتها حروب، فاتفاق 1994 تبعته حرب، واتفاق 2014 دخل بعده الحوثيون إلى صنعاء".
ولفت إلى أن الحل يكمن في التخلص من الطبقة السياسية الحاكمة، عبر ثورة سياسية لاجتثاث كل من هم في السلطة، والإتيان بطبقة حاكمة جديدة تدير البلاد".

"عربي21"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى