ذكريات مؤلمة لعائلة فلسطينية بغزة قتلت غارة إسرائيلية 8 من أفرادها

> غزة «الأيام» أ ف ب

> سوى صاروخ إسرائيل أطلقته طائرة حربية إسرائيلية فجر أمس الخميس، ثلاثة منازل من الصفيح في دير البلح وسط قطاع غزة بالأرض، فقتل ثمانية أفراد من عائلة أبو ملحوس وخلف ذكريات مؤلمة للناجين.

وقتل في الغارة رسمي أبو ملحوس (45 عاما) وزوجتيه وأطفاله الخمسة فيما أصيب 11 آخرون بينهم عائلة شقيقه.

قالت إسرائيل أن أبو ملحوس أحد قادة الجهاد الإسلامي وهو ما نفته الحركة مشيرة الى أنه "معروف في منطقته كشخص يحسب على الجهاد الإسلامي، لكنه ليس قائدا".

ووجد الناجون من أطفال العائلة أنفسهم في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع المحاصر، مفتقدين ذويهم.

كانت ريما رسمي أبو ملحوس (10 أعوام) عاجزة عن الكلام، غير قادرة على تقديم روايتها حول ما حدث بعدما طمرتها قوة الانفجار بالرمال.

وردت ريما على سؤال مراسل وكالة فرانس برس حول ما جرى فأجابت "لا أدري".

وعقب الغارة، دخل اتفاق هش للتهدئة حيز التنفيذ في قطاع غزة بعد يومين من المواجهات بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بشكل أساسي أسفرت عن مقتل 34 فلسطينيا وجرح أكثر من مئة آخرين.

واندلعت المواجهات بعد اغتيال إسرائيل فجر الثلاثاء القيادي العسكري البارز في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، فردّ الجهاد بإطلاق الصواريخ في اتجاه إسرائيل. وشن الطيران الإسرائيلي بعد ذلك عشرات الغارات الجوية التي استهدفت خصوصا مواقع للجهاد.


وعلى سرير ثان في نفس الغرفة، كان سالم شقيق ريما ذو الأعوام الثلاث يبكي بينما كانت إحدى الطبيبات تجبر ساقه اليمنى التي تعرضت للكسر، وصرخ بشكل مفاجئ "أمي أمي، أبي".

لكن الوالدين قتلا في الغارة.

ويحاول أحد أقاربه ويدعى عيد أبو ملحوس تهدئة سالم وتطمينه، ويوجه حديثه للمتواجدين في الغرفة متسائلا "هل هؤلاء إرهابيون؟".

ويضيف عيد "كان الأولاد في المنزل وسقطت عليهم الصواريخ، إنهم أبرياء ولم يتبق لهم سوى الذكريات المؤلمة التي ستحتاج لوقت من أجل التعافي من آثارها".

وليس بعيدا عن منازل عائلة أبو ملحوس، كانت عائلة السواركة شاهدة على الغارة الإسرائيلية وما خلفته من دمار.

ويروي محمد السواركة (49 عاما) وهو أحد أقارب العائلة ما حدث.


يقول محمد "كنت في منزلي الذي يبعد نحو 200 متر عن منزل عائلة رسمي عندما ضربت الطائرة أول صاروخ".

ويضيف "رأيت دخانا أسود كأن زلزالا أصاب المنطقة، وبعدها ضربت الطائرة صاروخا آخر على نفس المكان وتم ضرب منزل زوجته الثانية ومنزل شقيقه بصاروخين آخرين".

يقول عيد إن الجميع بدأ بالصراخ وطلب النجدة وقد هرع الجيران للمساعدة.

وافاد احد اقارب العائلة ان جثة رسمي كانت "على بعد عشرين مترا من المنزل".

"بدأنا بإزاحة الرمال والركام عن الأطفال والنساء، انتشلناهم ونقلناهم إلى المستشفى" يضيف محمد.

وأحدث القصف الإسرائيلي ثلاث حفر كبيرة في المكان.

"مجزرة"

كان الشاب عبد الهادي السواركة يجمع بقايا ألعاب الأطفال والملابس من تحت الرمال، وقد تناثرت بجانبه بقايا غرفة نوم.

وخلال انهماكه بالعملية كان عبد الهادي يتمتم "هذه مجزرة" وتابع قائلا "لا أستطيع أن أخبر الأولاد أن الأب والأم والأخوة استشهدوا وأن بيتهم اختفى".

يتذكر عبد الهادي (19 عاما) آخر مرة رأى فيها رسمي أبو ملحوس.


يقول "رأيت رسمي وهو يمازح حراس الموقع المجاور التابع لسرايا القدس" الذي يبعد نحو 200 متر عن منزله.

وأغارت الطائرات الاسرائيلية على موقع سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- ودمرته.

ولم تسلم الحيوانات أيضا من القصف الذي خلف عددا منها نافقة تحت الرمال.

وكان رائد العبيد بين جيران عائلة أبو ملحوس الذين استيقظوا على أحداث أليمة.

كان رائد (29 عاما) وقريبه يشيران إلى بقع الدم وبقايا أشلاء القتلى التي التصقت بأغصان شجرة اقتلعت من جذورها بفعل القصف.

يقول رائد "لا مبرر للجريمة، اليهود يفعلون ما يريدون ولا أحد يحاسبهم ومن الممكن أن يقتلوا أي شخص ويقولوا عنه إرهابي والعالم يصدقهم".

من جهته، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على تويتر، ان أبو ملحوس قتل في غارة على دير البلح قبل سريان وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح الخميس.

وقال متحدث آخر، جوناثان كونريكوس لوكالة فرانس برس إن أبو ملحوس "كان أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي وإنه مثل آخرين كثر لديهم تكتيك إخفاء الذخيرة والبنية التحتية العسكرية في منازلهم".

لكن داوود شهاب الناطق باسم الجهاد الإسلامي قال لفرانس برس إن أبو ملحوس "ليس قائدا ولا عضوا بارزا في حركة الجهاد وأخبار جيش الاحتلال غلط وغير دقيقة" وتابع أنه "شخص محسوب على الجهاد الإسلامي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى