نيران إيران وما بينهما!

> ليس في الأمر تشفياً، ولكنها عِبَر الدهر ودروسه التي لا تستثني أحداً، أفراداً وأنظمة ودولاً.

الفساد في الأنظمة وإفقار الشعوب لا يتحقق بها العدل والاستقرار والتنمية.

ممارسة البطريركية الأبوية من منطلق الشعور بالعظمة واستجرار الماضي الذي ولّى بناسهِ وزمنهِ وأدواته، ولم يتبقَ منه سوى مساحته والتي تنكمش أو تتمدد تبعاً للظروف والمتغيرات ولا تقر بالتحوصل (الثبات).

ويظل الإنسان هو ذلك العنصر الأساسي في الفعل والتفاعل أكثر من الأرض والثروة، ولأن إيران جارة تاريخية لعدة دول خليجية، فإن مجيء ثورة الخُميني وحكم الآيات وتغيير منهجية السياسة الإيرانية خلافاً للوضع السابق، قد أدى إلى انقسام سياسي عربي بسبب انتهاج إيران لسياسة تصدير الثورة.

تصدير الثورة أقلق دول الجوار وجعل العيش المشترك بسلام ونديّة شبه مستحيل.

في الأساس نعتقد أن دول الخليج لا تُضمر العداء لإيران مطلقاً، بل وجدت نفسها في موقف المدافع، ولم تمارس تصدير القلق إلى إيران رغم أنه بلد أعراق مختلفة عربية أهوازية وبلوش.. ألخ، ورغم تسيّد فئة الأذربيين الفرس للحكم واضطهاد القوميات الأخرى إلاّ إن تلك الدول لم تبادل نظام أيران الأسلوب ذاته.

ما يحصل اليوم في إيران هو انتفاضات عفوية من شعوب مقهورة وتم إفقارها تماماً كما حصل ويحصل بدول الشرق الأوسط، فهي انتفاضات حقيقية ومهما تباينت واختلفت أساليب التعبير فالحقيقة أن هناك ظلم وفساد ومحسوبية وإقصاء واحتكار للقرار ونهب للثروات لصالح طبقات معينة تشكل أقليّة باغية ومتسلطة وعديمة النظر والبصيرة والإحساس بالمسؤولية.

من يظن أنه استطاع تدجين الشعوب فهو واهم، والاستمرار في اللا مبالاة من الفاسدين والسلطة يؤدي إلى انتفاضات منفلتة تحرق الأخضر واليابس لأنها لا تشعر بأنها تخسر شيئاً، فلا مال ولا أملاك تأسى عليها وتساوت الحياة والموت في حالتها المزرية.

الفساد يشبه دابة الأرض التي تنخر البنيان من الداخل، بينما يظل الإطار الخارجي سالماً ظاهرياً، وحين تكتمل عملية النخر من الداخل يهوي الإطار والمبنى كاملاً على رؤوس الجميع!.

لطالما تلذذت إيران بنيرانها التي أرسلتها للجوار، وها هي اليوم ولا شماته تحترق من الداخل، وقد يتهور النظام ويقمع بجنون، وقد يفشل وتتوسع الانتفاضة وتلتحق بها قوى أخرى.

خاتمة شعرية ببعض أبيات من قصيدة للشاعر الشعبي المرحوم محمد عوض المشطر قالها عام 1985م

كلّمني خيالي قال بايحصل سباق

سباق من كل الدول بايملي الآفاق

وباتحصل على تهديد سوريا والعراق

وباتمزّق ذي الستائر كلها مزّاق

وبايحصل تفكك به تخاذل وانشقاق

بايرهقون الناس ذي ما يعرفوا الإرهاق

وبايحصل تعب من بعد تصدير البلاغ

باتنهظم كل الدوَل ذي عاهدت بأوراق

هزّ الريح من إيران وأصبح في العراق

وتمزقت كل المكاسب كلها مزّاق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى