الرياض .. هل ستلزم الشرعية بالاتفاق؟!

> حتى اليوم، من يتابع مستوى تنفيذ الإتفاق الموقّع في الرياض سيجده لا شيء، بل الوقع على الأرض يعكس صورة مغايرة تماماً، والمُدد الزّمنية للتنفيذ تمر، والأخبار المتواترة من شبوة وشقرة بأبين تفيدُ عن تفاقم وضخ المزيد من القوات الشرعية في مأرب! أي عكس ما نصّ عليه الاتفاق بسحب القوات من هذه المناطق وعودتها إلى حيث ما كانت عليه قبل 28 أغسطس الفارط!

- إذا كل الدلائل تقطع بأنّ ثمة نيّة مُبيّتة للحرب، واللافت أنّ الأشقاء في المملكة لا يحركون ساكناً، ثم إذا كان هناك ضغوط من نوعٍ ما، أو ثمة أمور تدور من وراء الكواليس، أي دون الإعلان عنها إعلامياً، لكان ضخ المزيد من القوات الى شبوة وشقرة قد توقّف أصلاً! وهذا يضع على المشهد علامة استفهامٍ كبيرةٍ ولاشك.. ثم إن مَن يأمر ويحرك هذه القوات يقبعُ في فنادق الرياض، وهنا مُثار الريبة والتساؤلات!

- بالطبع، وكما أشعرُ، لا يريد أحد منّا كجنوبيين، سواء رجل الشارع العادي أو من النخب، وحتى من قيادات مجلسنا الانتقالي الجنوبي، لا أعتقدُ أن هناك من يمكن أن يفترض أنّ ثمة خفايا مكولسةٍ في صدق نوايا قيادة المملكة التي قادت وضمنت الاتفاق الذي أُبرمَ بعنايتها، لكنّ المُعطيات على الأرض تُشير الى هلاميّة الموقف المُتّخذ إزاء تجاوزات السلطة الشرعية للاتفاق! بل والعمل بما هو في الضد من كل بنوده كما يتّضح بكل جلاء!

- يُثير هذه الريبة التّسريع بترحيل الإمارات من جنوبنا، فمبكراً جداً، وفي أول أيام المفاوضات، طارت شخصية سعودية رفيعة لتحطّ رحالها في أبو ظبي، وهناك طرحت على الطاولة ضرورة ومبررات انسحاب الإمارات من الجنوب، هنا تم تحييد حليف وثيق للجنوب، وهذا جاء باشتراطات الإخوانجيين في الشرعية حتى يقبلوا بالتفاوض! ولكن في الوقت عينه لم يجرِ استبعاد قيادات إخونجية كعلي محسن الأحمر والعيسي واليدومي والآنسي والعليمي الإصلاحي من المشهد، مع أنّ كل هؤلاء لهم أدوار فاعلة ومباشرة في أحداث أغسطس الماضي!

- مع كل ذلك، يتضح جلياً أنّ المفاوض الجنوبي قد بذل جهدا خارقاً ليبلغ ما بلغهُ، لأنّ القضية الجنوبية اليوم تحلق في فضاءات عواصم دول فاعلة في العالم، ثم إنّ السلطة الشرعية تئن مُثخنة بجراح نزالها مع الانتقالي في جدّة، فهي تتلككُ في التنفيذ اليوم، وطبعاً هذا فيما إذا لم يكن وراء الأكمة ما وراءها.. لكن الشيء الأكيد والقطعي هو أنّ جنوبنا ليس باللقمة السهلة البلع، فقد جرت في النهر مياه عدّه، كما وتغيرت في طرفي المعادلة أرقاماً ذات شأن كما يتّضحُ.. أليس كذلك؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى