اليمنيون يحصدون البن وسط تحديات الحرب

> صنعاء «الأيام» شينخوا

> في إحدى قرى المرتفعات الخضراء في منطقة حراز، على بعد حوالي 100 كم غرب صنعاء، بدأ المزارعون يحصدون محصول البن، لكن وسط تحديات صعبة يواجهونها بسبب الحرب الدائرة.

وقال المزارع محسن الهماسي لوكالة أنباء "شينخوا" في مزرعته بقرية الحطيب شرق حراز: "نعتمد بشكل رئيسي على موسم المطر لري مزارع البن منذ أن اندلعت الحرب قبل أكثر من أربع سنوات والتي تسببت في قطع الكهرباء وانعدام الوقود".

وأضاف: "أسعار الوقود في السوق السوداء ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف، مما صعب على كثير من المزارعين شراء الكميات اللازمة لتشغيل مضخات مياه الري الخاصة بهم، كما أن توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتشغيل مضخات المياه مكلف جداً وهناك بعض المزارعين يمكن أن يشتريها".
شهرة عالمية
وتعتبر القهوة اليمنية مطلوبة بشدة في الأسواق العالمية بسبب جودتها العالية المعروفة، وكذلك مذاقها الرائع، لكن الوضع الحالي أعاق المزارعين من رفع الإنتاج وتصدير المحصول، ورغم هذه التحديات الواسعة، يثابر المزارعون في الحفاظ على وتيرة زراعة وإنتاج القهوة.


كان اليمنيون هم أول من قام بتصدير القهوة قبل مئات السنين عبر ميناء المخا على البحر الأحمر، والذي يبعد حوالي 250 كيلومتراً غرب حراز، لكن الميناء أصبح قاعدة عسكرية لقوات التحالف العسكرية بقيادة السعودية التي تدعم قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي ضد جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وسيطرت قوات التحالف على الميناء في يوليو من العام الماضي.
"الياقوت الأحمر"
والمزارع محسن الهماسي (55 عاماً) ورث مزرعته عن والده، حيث عمل أجداده في زراعة البن منذ مئات السنين وتعتبر عائلة الهماسي واحدة من آلاف الأسر اليمنية التي تعتمد بشكل كلي على زراعة البن لاكتساب المعيشة.

ويطلق اليمنيون على حبوب البن اسم "الياقوت الأحمر"، ويردد المزارعون الأغاني الشعبية بصوت عالٍ أثناء عملية الحصاد.


وبعد جمع حبوب البن الحمراء من الأشجار وتعبئتها في أكياس بلاستيكية، يقوم المزارعون بنقل الكمية على ظهورهم ووضعها في شاحنات صغيرة، والتي بعد ذلك تنقل المحصول عبر الطرق الجبلية الوعرة إلى مواقع قريبة، حيث يتم تفريغ المحصول في حاويات مفتوحة كبيرة مخصصة لتجفيف المحصول تحت أشعة الشمس.

وبعد تجفيف المحصول تحت أشعة الشمس لعدة أيام، يتم تنظيفه وتعبئته في أكياس بلاستيكية وبيعه للتجار المحليين الذين ينقلونه إلى معامل التقشير والطحن، ثم يتم تعبئته في أكياس بلاستيكية أخرى وبيعه لتجار التجزئة المحليين، في حين يقوم تجار آخرون بتصديره إلى عدد من أسواق دول العالم وتشارك المرأة اليمنية في جميع مراحل حصاد البن.


وتعد القهوة هي واحدة من أهم المنتجات اليمنية، لكن الحرب الدائرة أثرت بشكل سيء على المزارعين وزراعة البن وتسبب في انخفاض الإنتاج.

وقالت ياسمين، طالبة في جامعة صنعاء لوكالة أنباء "شينخوا": "إن كوب القهوة هو رمز عربي للضيافة خلال استقبال الضيوف، ورمز للحب أثناء الجلسات العائلية"، وربطت بين كوب القهوة ومتعة قراءة كتاب أو رسم فن كلاسيكي أو اثناء استماع الموسيقى.

وأضافت: "أراهن أن مذاق القهوة اليمنية هو الأفضل حتى آخر قطرة".َِ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى