جياع بعدن يتسولون لإطعام فلذات أكبادهم

> تقرير/ وئام نجيب

> ماذا سيقول ذلك الطفل الذي قدم مع والده المسن صبيحة ذكرى الاستقلال بحثاً عن مساعدة؟، ماذا سيقول عندما يكبر ويعرف عن حدث تاريخي يحتفل الناس بذكراه وهم على عتبات الجوع والتسول.

كل دول العالم تحتفل بذكرى استقلالها بتذكر تضحيات المناضلين الذين صنعوا الحدث وبما أسست له تلك اللحظات التاريخية من قيم وما تحقق لشعوبها من منجزات، إلا في بلدي المنكوب تحل الذكرى الثانية والخمسين لعيد الاستقلال والناس تتدافع بحثاً عن معونات أمام أبواب البريد والمراكز الإغاثية.

بالقرب من مركز البريد الرئيسي بعدن، يتكدس الرجال والنساء الكبار والصغار ويصطفون في طوابير طويلة لانتظار دورهم في تسلم إعانة تقدمها إحدى المنظمات لجياع المدينة التجارية والعاصمة المؤقتة لحكومة الشرعية.

يحتفل المواطنون وقدامى المحاربين هنا على طريقتهم الخاصة بافتراش الكراتين تحت أشعة الشمس الحارقة.. نظراتهم وشرودهم الدائم، انحناءة أجسادهم.

ومن يعملون في السلك العسكري بالجيش والأمن وقدامى المحاربين بدلاً من تكريمهم والاحتفاء بهم، صاروا على حافة المجاعة يبحثون عن رواتب مقطوعة عنهم منذ 4 أشهر، وسيكون الحديث عن جرحى الحروب ومعاناة أسر الشهداء أكثر إيلاما.

السبت الماضي الذي صادف أيضاً الذكرى 52 للاستقلال بدأت إحدى المنظمات بصرف مبالغ مالية، لجياع المدينة وفي أرجاء المكان تجد حجم المجاعة والوضع الإنساني الذي وصل إليه سكان المدينة.

من وسط طابور طويل بجانب بنك الكريمي حدثنا الحاج محمد سعيد بالقول: "نحن هنا لاستلام معونة لا تقدمها الحكومة ولكن من إحدى المنظمات لإغاثتنا واعتدنا استلامها في تاريخ 20 من كل شهر، ولكن هذا الشهر تأخر توزيعها، حيث يحصل الفرد الواحد على (6500) ريال.

جياع بعدن يتسولون لإطعام فلذات أكبادهم
جياع بعدن يتسولون لإطعام فلذات أكبادهم

وأضاف: "على الرغم بأن المبلغ الذي اتحصل عليه غير كافٍ لشراء الطعام والاحتياجات الأساسية لكنه يساعدنا قليلاً في مواجهة الجوع وأعباء الحياة إلى جانب راتب تقاعدي هزيل.

وتابع حديثه قائلاً: "نتمنى الالتفات إلى العسكريين الذين حرموا من رواتبهم منذ أربعة أشهر.. ظروفي المعيشية الصعبة هي من دفعتني للمجيء إلى هنا".

وتضيف الحجة نجاة في حديثها لـ«الأيام»: "ابني الوحيد الذي كان يعول الأسرة من عمله (حمالاً) صار طريحاً ومعاقا في المنزل ولا يقوى على الحركة، وما إن سمعت عن بدء صرف المعونة حتى أتيت إلى هنا بعد صلاة الفجر وبسبب الازدحام حتى الآن لم أستلم المعونة. وسأنتظر حتى يخف الازدحام، فلا طاقة لي أن أدخل وسط الازدحام، وكما ترين لم تعد الناس تلتزم بدورها في الطابور".

المواطنة سامية فارع، قالت في حديثها لـ«الأيام»: "اكتفي بمشاهدة هذا الازدحام لأتحسر على حالة مدينتي حتى وإن كنت غير مسجلة في قاموس الجياع والمؤكد رغم كثافة العدد إلا أن الآلاف من الأسر العفيفة في المدينة لم يلتفت أحد لمعاناتها، ولم تصلها المساعدات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى