تمتلك 3 سيارات وتكسو جسم طفلها جراحا من تمر لتتسول

> عدن «الأيام» خاص

> طفل جلّ جسمه جراح تبدو من الوهلة الأولى أنها حروق بليغة، تأتي به كل صباح امرأة في العقد الخامس من عمرها، وتفترش الأرض أمام إحدى بوابات مسجد النور في مدينة الشيخ عثمان بعدن، وتبدأ بإطلاق عبارات الاستعطاف والشفقة لاستمالة عواطف المارين أملاً بمساعدة الطفل المحروق، في عملية تسول يصاحبها نوع من انتهاك الطفولة وحقوق الطفل.

سنوات تمر وأخرى تأتي، والمرأة مرابطة في المكان ذاته، تأتي صباحا وتغادر ليلاً، تفترش الأرض وإلى جوارها ما بين ثلاثة إلى خمسة أطفال تتفاوت أعمارهم بين سنتين وست، بنين وبنات، أحد البنين من الضروري أن يكون جسمه محروقاً ومغطى بالجراح.

تمارس المرأة عملها برفع صوتها وإطلاق عبارات باتت مألوفة لأصحاب المحلات القريبة من بوابة المسجد، يرتفع صوتها مع كل زحمة أو تجمع في المكان، وتتنوع عبارات الشفقة والاستعطاف عند مرور أشخاص تفهم المرأة وتتعرف بخبرتها الطويلة أنهم ليسوا من أبناء عدن وأنهم قادمون من الريف ويصدقون شكاها فتنال منهم ما تريد.

المرأة تمتلك ثلاث حافلات نقل أجرتها وتستلم عائداتها، وهي تمارس هوايتها المفضلة بباب المسجد على حساب الطفولة.. جراح الطفل ليست جراحاً وحروقه ليست حروقاً حقيقية، بل هي ربع كيلو تمر وعلبة حبر تخلطهما المتسولة كل صباح وتضع المسحوق على جسد الطفل حتى يبدو محترقاً، لتبدأ عملها بكل تلقائية وثقة، وهكذا سنة تمر وأخرى تأتي.

يقول عامل في أحد المحلات التجارية القريبة من بوابة المسجد: "نحن أصحاب المحلات خلف مسجد النور ننظر إلى أنها مخادعة ولم نستطع فعل شيء، هذا الطفل يأتي الصباح بدباب هو وأخوته وجدته، سليماً معافى ثم تقوم جدته أمامنا بوضع تمر على صدره وتسكب مداد لتخادع الناس بأن الطفل به حروق ولا أحد يستطيع ردعها".

وأكد أن أشخاصاً وفاعلي خير يتأثرون بمنظر الطفل ويعرضون على المرأة أن ينقلوه إلى المستشفى ويتكفلوا بعلاجه لكن المرأة ترفض وتصيح.

وقال العامل: "شباب ممن يعرفون حيلة الجدة جاؤوها فجأة ومسحوا على جسم الطفل وهربوا" فاتضح لكثير من المارين أن جروح الطفل مجرد مساحيق وخداع". وتساءل: "إلى من لديه ضمير إنساني، أين حقوق الأطفال؟ وأين الخوف من الله؟!".

وأضاف: "على هذا الأسلوب، طفلان تتداول بهم أسبوعياً ويومياً من الساعة 8 صباحاً إلى بعد العشاء.. نرجو التحذير منها وكشف زيفها. كثير من المارة يتعاطفون. والله يدفعون مبالغ ولا يعلمون أنها خديعة".

شخص من الذين تعاطفوا مع حالة الطفل واستجداء الجدة يقول: "قبل سنوات مررت تحت مسجد النور وأشفقت على حال الطفل المحروق واقشعر جسمي من صوت المرأة، وجِدْتُ بما قدرت عليه شفقةً ورحمةً للطفل وموقف أمه منه، لكن هذه المرّة مررت بنفس المكان ووجدت المرأة نفسها ومعها طفل محروق بنفس شكل جروح الطفل الذي شاهدته قبل سنوات، فاستغربت، فلا الجروح شفيت ولا الطفل كبر، فشكيّت بأن في الأمر حيلة وقلت حسبي الله وربي يفك كربتها ويشفي طفلها أن كانت حقيقة".

شهود عيان أكدوا أن الأطفال الذين تستخدمهم المرأة للتسول، ومنهم المحروق، غالباً بل أكثر أوقاتهم يكونون نائمين إلى جوار المرأة المتسولة وهي تمارس عملها أمام بوابة المسجد، ما يثير شكوكاً بأن النوم غير طبيعي وأن هناك انتهاكاً آخر للطفولة تمارسه المتسولة لترويض الأطفال والسيطرة على تحركاتهم ولفت الأنظار إليهم وإلى حالهم وهم بجوارها، لاسيما أن من بين عبارات الاستعطاف التي تنادي بها المارين: "ساعدوا أطفالي بحق العشاء" مساء، و"ساعدونا بحق الغداء" ظهراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى