عن المنتخب الكبير ومعضلة المركز الأخير

> *
أحمد بو صالح
أحمد بو صالح
في زمن المال والاحتراف أصبحت كرة القدم قوة رياضية لا تعترف بالضعيف والصغير والمبتدئ ولا تعترف بالأعذار والمبررات وضعف الإمكانيات والظروف السياسية والاقتصادية وغيره، ففي هذا الزمن الذي أصبح كل ما فيه مرهوناً بالبزنس والمال أصبحت كرة القدم لا تعرف ولا تعترف إلا بالقوي وبالانتصارات والإنجازات والخطط والبرامج العلمية المدروسة، ومشاريع التطوير الإستراتيجية.

* كسابقاتها لم تحقق المشاركة اليمنية عبر المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في مسابقة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي24) الذي شهدت منافساتها العاصمة القطرية (الدوحة) أي إنجاز يذكر يلبي تطلعات الجماهير الكروية في الداخل والخارج، إذ جاءت المشاركة الأخيرة مخيبة للآمال ولم تختلف في شيء عن المشاركات السابقة وخرج المنتخب كالعادة خالي الوفاض، لا نتائج ولا مستوى مشرف يبعث الآمال في مستقبل كروي أفضل، بل جاء وقع المشاركة الأخيرة المخيبة لآمال وتطلعات الجمهور شديداً، كونه جاء بعد لمس تطور طفيف في مستوى المنتخب تجلى في مشاركته في التصفيات المزدوجة التي قدم خلالها مستوى جيداً وحقق فيها نتائج جيدة أنعشت الآمال في تخطي المركز الأخير في بطولات كأس الخليج العربي وهوالشيء الذي لم يتحقق للأسف الشديد.

* ومع تأكيد محصلة المنتخب الأول في مشاركته في خليجي 24 التي لم تأت بجديد سوى استعادة لقب منتخب (أبونقطة) الذي خسرناه في المشاركتين السابقتين .. تعاود الأسئلة عن أسباب الإخفاق الذي لازم منتخب الكبار في بطولات خليجي منذ مشاركته الأولى في خليجي الكويت طرقها لرؤوس متابعي وجمهور كرة القدم اليمنية، وبالتالي عودة مشقات ومتاعب البحث عنها في أروقة ومكاتب القيادة الكروية المنقسم تواجدها بين مدن الداخل وعواصم الخارج أسئلة كثيرة وكبيرة تقبع الرؤوس وتطرقها بقوة يتم إخراجها إلى نورالصحافة ووسائل النشر الإلكتروني المختلفة بغية إيصالها إلى ولاة أمر كرة القدم توقاً لتلقي إجاباتها الشافية.

* أسئلة من قبيل : لماذا يلازم الإخفاق والفشل الأحمر الكبير تزامناً مع تحقيق منتخبي الشباب والناشئين الانتصارات المتكررة على المستويين القاري والدولي؟.. لماذا يحدث ذلك بينما جميعها، أي المنتخبات الثلاثة يأتمرون بأمر قيادة الاتحاد نفسها ويتم إعدادها بالإمكانيات نفسها، إن لم يكن ما يمنح للأحمرالكبير يفوق ما يمنح لغيره بأضعاف مضاعفة ويعيشون الظروف نفسها، ويشاركون تحت قيادة كوادر فنية وطنية تمتلك قدرات وخبرات متساوية؟ .. شخصياً أعترف أنني فشلت في تشخيص حالة هذا المنتخب المستعصية وعجزت عن معرفة أسباب إخفاقه الخليجي المزمن وعدم مبارحته (المركز الأخير)، مع أنني أقدر جهود قيادة اتحاد كرة القدم برئاسة الشيخ أحمد صالح العيسي في توفير كافة إمكانيات ومتطلبات إعداده ومشاركته.

* فعلاً أتوق لمعرفة أسباب إخفاق، بل إخفاقات المنتخب الأول المتتالية، كما أتوق بالقدر نفسه لسماع إجابات حقيقية بعيداً عن أسطوانة التبريرات ومفردات ضعف الإمكانيات وسرد الفوارق بيننا وبين الأشقاء في الخليج العربي والعراق واختلاف الظروف السياسية بيننا وبينهم كوني أعرف دول مرت بظروف مشابهة وربما أسوأ ، ومع ذلك حققت نجاحات وإنجازات كروية كبيرة من قبيل الفوز ببطولات قارية والوصول إلى نهائيات كأس العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى