ليس دفاعاً عن (النعاش)

> عبدالله جاحب

> * أن تخوض غمار مهمة وطنية في ظروف صعبة أشبه ما تكون بالمعركة، ومرحلة حرجة أقل ما يقال عنها بالمستحيلة والاستثنائية، فتلك بحد ذاتها "شجاعة وصفات نبيلة" في اتخاذ القرار، إذ نادراً ما تجدها في الزمن الراهن .. سامي النعاش مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تاريخ ورحلة كروية مع المستديرة في المستطيل الأخضر، تحتاج منا إلى صفحات كتيبات وقصص وحكايات من النجاح في عالم كرة القدم لا تختزل، أو تُحصر في مقال، أو تقرير في عالم السلطة الرابعة، لكن فرضت علينا بعض المعطيات والأحداث الأخيرة، وتحديداً بعد انتهاء بطولة خليجي 24 في الدوحة على إثر خروج النعاش ورفاقه بخفي حنين كالمعتاد وعدم مبارحة مقعد (النقطة)، حيث

سال حبر كثير في الوسط والشارع الرياضي في الوطن بعد إخفاق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في تحقيق ولو فوز واحد في خليجي 24، حيث كان الاستهداف واضحاً لتسمية الأمور بغير تسمياتها وتم خلط الأوراق، وتحميل الجمل بما حمل للكوتش النعاش.

* لقد أراد البعض أن يكون الكابتن سامي النعاش مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم كبش فداء يقدم كقربان لتراكمات وتركة من حطام وركام الأوضاع الكروية والرياضية بشكل عام في هذا الوطن .. وأرادوا من النعاش ورفاقه أن يكونوا الجدار المنخفض من أجل القفز عليه كمرحلة كروية مأساوية وأوضاع كارثية مبعثرة ومتناثرة .. وأردنا نحن من النعاش المستحيل في المرحلة الأصعب وكان ذلك لمحصلة وتحت تأثير عفوي عاطفي بدعم وإسناد (5) نقاط والأداء الأكثر من رائع وجميل جداً في بداية المشوار في التصفيات المزودجة لكأسي أمم آسيا ومونديال العالم 2022)، وكان تأثير الخمس نقاط واضحاً على الشارع الرياضي في الوطن، كما كان (دبل كيك محسن) الأثر المدوي وبداية القفز على الواقع.

* زادت طموحاتنا وارتفعت أمنياتنا ووتيرة حضورها وتواجدها بعد إنجاز صغار اليمن "الناشئين" وتأهلهم إلى نهائيات آسيا، كما ارتفعت الضغوطات بعد إنجاز السنيني وشبابه إلى آسيا أيضاً، فارتفعت الأصوات تنادي (باقي لنا النعاش ورفاقه) .. وكل ذلك كان له الأثر السلبي والانعكاسات غير الإيجابية والتي تحولت من عوامل مساعدة إلى عوامل ضغط وضغوطات على نعاش المنتخب الكبير.

* وكان خليجي 24 في دوحة تميم كفيلاً بالصحوة، والعودة إلى الواقع الكروي لتصحيح الأخطاء المتراكمة، والإرث الكروي والرياضي المأساوي في هذا الوطن، قبل أن نحمل معول الهدم والتدمير في مشوار النعاش الكروي والرياضي، وارتفعت أصوات ذهبت إلى تقديم مدرب يعمل بـ (المجان)، دون عقد رسمي، وأنه عمل على" تلقيط " المنتخب من كاسيتات الفيديو لمباريات قديمة عفى عليها الزمن، نتيجة غياب الدوري والأنشطة الرياضية وتوقفها في اليمن، يضاف إلى ذلك إنعدام الاعداد والتهيئة والمعسكرات والمباريات التجريبية.

* نعم لقد أرادوا أن يكون النعاش (كبش فداء وضحية وقربان) تقدم من أجل اتحاد كرة قدم (هش) يعيش في غوغاء وعشوائية وفوضى العمل الإداري بين دهاليز وأروقة مرافقه.. ولكن المساواة في الظلم يقال أنه " العدل "، والمساواة في السقوط والإخفاق والفشل أيضاً من أبجديات وحروف العدل في النقد والحملات الشرسة والانتقادات الحادة ومن أراد أن يحاسب أو ينتقد عليه أن يكون منصفاً في توجيه ذلك صوب منظومة متكاملة من الإخفاق والفشل في اتحاد عام كرة القدم، ومن المفروض والواقع أن نقول للنعاش : (كثر الله خيرك)، وأن لا يكون كبش فداء وقربان يقدم من أجل منظومة متكاملة من الاخفاق والفشل الظاهر للعيان منذ زمن طويل .. وكفى ظلماً للنعاش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى