دعوات مجتمعية بضرورة توفير حماية وكاميرات مراقبة لمعالم عدن

> ناشطون: ما تتعرض له المعالم جريمة يجب التصدي لها

> تقرير/ عبد العزيز بهادر
باتت الاعتداءات على المعالم الأثرية والتاريخية في تزايد مستمر من قِبل الكثير ممّن يجهلون قيمتها الحضارية للمدينة والبلاد بشكل عام.

وتنوعت الاعتداءات ما بين تخريب وطمس للمعالم أو هدم أو بسط وبناء عشوائي على مساحاتها في انتهاك صارخ للنظام والقانون.

وأدت أسباب متعددة إلى تزايد المشكلة التي تحولت مؤخراً إلى ظاهرة سلبية؛ أبرزها غياب دور الجهات المعنية في حماية هذه المعالم وضعف الجانب الأمني وقلة الوعي وغيرها من الأسباب.
سخط واستنكار
وعبّر لـ«الأيام» العديد من المواطنين والناشطين في العاصمة عدن عن استنكارهم وسخطهم لِما تتعرض له المعالم الأثرية في المدينة من قِبل البعض من تهديدات وتشويه دون أن يتم التصدي للمخربين بحزم من الجهات المسؤولة، مطالبين بضرورة توفير حماية دائمة لها وتوفير كاميرات مراقبة للحفاظ عليها من العبث، وكذا توعية أبناء المجتمع في المدارس وغيرها بأهمية هذه المعالم وما تحمله من قيمة تاريخية وأثرية.


وعجّت شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية بالمنشورات التي استنكر أصاحبها العبث الذي طال لوحة خاصة بصهاريج عدن التاريخية بالطمس والتشويه بالكتابة والرسم عليها.
ضرورة التوعية
يقول خالد الهارش، وهو أحد الشباب المهتمين بالآثار في المدينة: "أنا ضد أي عمل تخريبي يمس الآثار والمعالم التاريخية التي تُعد جزءاً من هويتنا وثقافتنا".


وعبّر الهارش في حديثه لـ«الأيام» عن أسفه لِما آل إليه الوضع بهذا الخصوص بالقول: "في الماضي لم نشاهد هذه الاعتداءات على الآثار والمواقع المهمة نهائياً بخلاف ما هو حاصل اليوم"، مؤكداً بأن لا خلاص من هذه الظاهرة إلا بتوعية أفراد المجتمع بأهميتها وقيمتها الأثرية من خلال الندوات الخاصة وكذا التوعية المستمرة لطلاب المدارس والمعاهد والكليات، بالإضافة إلى تشكيل وحدة أمنية خاصة لحماية هذه المواقع.
"لا بد من وقف العبث"
وافقته الرأي المواطنة أماني سعيد وزادت قائلة: "الآثار جزء من ثقافتنا وحضارتنا، وقد حافظنا عليها في أحلك الظروف؛ بل إنها لم تشهد أي تدمير أو طمس أو محاولة للبعث بها حتى خلال الحروب التي عاشتها المدينة على مر الزمن، وللحفاظ على ما تبقى منها يتوجب علينا أن نوعي أبناء هذا الجيل بقيمة هذه المعالم بدءاً بالبيت مروراً بالمدرسة والمجتمع، من خلال تزويدهم بالمعلومات الخاصة وما تمثله هذه المواقع للمدينة ولأبنائها، كما يتوجب كذلك على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة إعداد ونشر مواد خاصة وهادفة حول هذه المعالم الأثرية لحمايتها وكذا لجذب الزائرين والسياح".


وأكدت في سياق حديثها لـ«الأيام» أن البسط بجانب هذه الأماكن يُعد كارثة بحق تلك المعالم الأثرية والتاريخية، مطالبة من الجهات المتخصصة القيام بواجبها لإنهاء هذه الظاهرة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، كما تقول.
جريمة
التربوي محمد سعيد وصف عملية العبث في المعالم الأثرية بمدينة عدن بـ "الجريمة" بحق المجتمع.

وشدّد في حديثه لـ«الأيام» على ضرورة تكثيف التوعية لأبناء المدينة بأهمية المعالم التي تزخر بها عدن، كلٌ في مجال عمله ومرفقه، كالمدارس والجامعات والمرافق الأخرى.


وأضاف: "نحن في المدارس نعمل على توعية طلابنا من خلال المعارض المدرسية التي نقيمها ويشارك فيها الطلاب عبر مجموعات تتوزع ما بين الرسم أو الصنع لمعالم أثرية أو من خلال الرحلات المدرسية، والتي كادت أن تختفي في وقتنا الحاضر بسبب الأوضاع الراهنة".

فيما قالت الشابة إمتثال الخليل: "كوني محبة للتصوير فإني استمتع بتصوير المناظر الأثرية في بلدي وأنقلها لأصدقائي في الدول الأخرى، وكثيراً ما يبدون إعجابهم ورغبتهم بزيارتها في حال تمكنوا من ذلك"، مطالبة في السياق بضرورة توعية الجيل بأهمية الحفاظ على هذه الأماكن.
مبادرة شخصية
وشهدت المدنية خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات الهادفة إلى حماية هذه المعالم والحفاظ عليها من الاعتداءات التي تتعرض لها، وبهذا الشأن يقول صلاح منصور، وهو أحد أعضاء المبادرة المنفذة الأخيرة الخاصة بإزالة الكتابة التي تعرضت لها لوحة الصهاريج خلال الأيام الماضية: "بعد أن رأينا صور طمس المعالم الأثرية تأثرنا كثيراً عمّا وصلت إليه معالمنا من عبث وتشويه، والتي كان آخرها قيام البعض بكتابة تعليقات سلبية ورسومات على لوحة الصهاريج التاريخية"، مضيفاً: "قررت في حينها أنا وزملائي بعمل حل وكان علينا في البدء سؤال خبراء عن إمكانية إزالة ذلك الحبر من الرخام، وفور وجودنا للطريقة اتصلت بصديقي وذهبنا إلى المكان وحاولنا القيام بالواجب، وبإذن الله سنعمل في المرحلة الثانية تركيب زجاج للحماية من الرسومات والكتابة مستقبلاً، وسنقوم كذلك بعقد جلسات توعوية إرشادية لاحقاً عن المعالم الأثرية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى