اليمن نقطة تحول صراع إستراتيجي دولي

> «الأيام» غرفة الأخبار

> الصراع على اليمن بدأ بأخذ طابعاً دولياً، يتجلى ذلك بوضوح في منطقة باب المندب التي تشهد سباقاً محموماً على بناء القواعد، فمع الأنباء التي تتحدث عن بدء السعودية بإنشاء قاعدة جديدة في جزيرة زقر، والتحولات الإماراتية في العودة إلى ميون، دخلت تركيا على الخط بإعلان القيادي في حزب الإصلاح والمقيم في إسطنبول حمود المخلافي إنشاء معسكر في الريف الجنوبي الغربي لتعز.

وبحسب تقرير تحليلي نشره موقع "الهبر"، فإن هذه المعطيات إن لم تكن للتمهيد لعملية عسكرية ضد الفصائل الموالية للإمارات في المخا وباب المندب نظرا للتصعيد ضد قوات طارق صالح، فهي تمهد بكل تأكيد لإنشاء قاعدة تركية بحكم إطلالته على باب المندب، أضف إلى ذلك تحركات الصين لتشديد قبضتها على موانئ عدن، والترتيبات الأمريكية لإنشاء قاعدة في جزيرة حنيش.

باب المندب المضيق الذي لا يتجاوز عرضه الـ 16 كيلومترا، شكل منذ ثمانينات القرن الماضي مسرحا للأطماع الدولية، فاستغلت الدول الكبرى هشاشة الدولة اليمنية وانتشار القرصنة لتدويل المضيق عبر قرار من مجلس الأمن سمح بنشر دوريات وبوارج حربية تحت حماية السفن، وربما ذات السيناريو، كان يراد له أن يطبق مؤخرا في مضيق هرمز.

وفقاً لمعهد السلام الأمريكي، تمر عبر هذا المضيق نحو 700 مليار دولار من حجم التجارة الدولية، في حين بلغت حجم الاستثمارات الصينية على الضفة الأفريقية من المضيق أكثر من 200 مليار دولار، ناهيك عن مرور قرابة 5 ملايين برميل من النفط يوميا و60 سفينة شحن تجارية.

على الضفة الأخرى للمضيق، وتنتشر أعداد من القواعد الأجنبية في جيبوتي التي لا تتعدى مساحتها الـ 25 كيلو متر مربع ثمة نحو 5 قواعد بحرية للولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الصين، السعودية في إريتريا تتواجد ثمة قواعد لإسرائيل وإيران وحتى الإمارات.

وحدها اليمن التي ظلت على مدى العقود الماضية بكرا بالحفاظ على سواحلها وجزرها بعيداً عن القواعد الأجنبية وربما يعود ذلك لحرص سعودي على إبعاد أي تواجد أجنبي في هذه المياه القريبة من مياهها الإقليمية، لكن مع إعلان الصين لطريق الحرير الجديد ذاك الذي من شانه تغير وجهة التجارة الدولية ويمنح اليمن مركزاً رئيسياً على الخط بحكم إطلالتها على أهم الممرات الدولية، بدأت المؤامرات الدولية تحاك ضد اليمن بدءاً بالحرب التي قادتها السعودية في مارس من العام 2015، وصبت فيها التركيز على الساحل الغربي والسواحل الجنوبية والشرقية، وصولا إلى اليمن حيث تتسابق دول إقليمية ودولية للتواجد في هذه المنطقة الحيوية مستغلة الانهيار الحاصل في اليمن بعد 5 سنوات من الحرب والحصار.

السعودية التي تحتفظ بـ 5 مواني على طول شريطها الساحلي على البحر الأحمر تحاول الإبقاء على رأس قيادة الوجود الدولي في مضيق باب المندب على الأقل الضفة المطلة على البحر الأحمر، وقد كثفت مؤخراً تحركاتها العسكرية هنا سواء باستضافة منتديات لحماية السفن البحرية في البحر الأحمر أو إجراء مناورات مع الصين وأخرى تتعلق بتشكيل تحالف البحر الأحمر الذي يضم في تشكيلته الدولة المطلة على البحر الأحمر بما فيهم إسرائيل التي تتحدث التقارير عن تقارب كبير بين الطرفين مع دراسة السعودية مد أنبوب للنفط إلى أوروبا عبر ميناء ايلات المطل على البحر الأحمر، لكن رغم الجهود السعودية لإزاحة خصومها تبدو فرص الرياض ضئيلة مع استحواذ الإمارات على جزيرة ميون والولايات المتحدة على حنيش، وكل طموح الرياض الآن السيطرة على جزيرة بريم تلك الواقعة في عمق المضيق وبما يمكن السعودية من إحكام قبضتها في هذا المضيق الدولي، لكن في المقابل قد تشعل هذه الخطوة حربا دولية.

لم يكن البحر الأحمر وحده محل أطماع الكثيرين، فالصراع يمتد أيضا جنوباً؛ حيث تبحث دول عن موطئ قدم على ساحل اليمن الإستراتيجي، والذي يمتد لأكثر من 2500 كيلومتر، فتظهر الصراعات في العند؛ حيث تتصارع الإمارات والسعودية لأجل الاستحواذ على أهم قاعدة، وكذلك الأمر في شبوة وحضرموت والمهرة وصولا إلى سقطرى، ويبدو أن التحرك الإماراتي - السعودي مقلقاً ومحفوفاً بالمخاطر نظراً للأطماع الدولية التاريخية للولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا، وهو ما يدفع الحليفان في الحرب على اليمن يتحركان بخطى بطيئة ووفقا لرغبة الرعاة الدوليين. يبرز ذلك من خلال انضمام الإمارات والسعودية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في هرمز وخليج عدن لحماية السفن، ومباركتهما أيضا للمبادرة الروسية التي تتضمن حل بخروج القوات الأمريكية من الخليج وإنشاء منظومة إقليمية للحماية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى