مستشفى رأس العارة بلحج.. نقص في الكادر المؤهل والأجهزة الطبية

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> على بعد 150 كيلو مترا غرب العاصمة عدن وبمحاذاة باب المندب تربض بلدة رأس العارة الساحلية، والتي تعد العاصمة الاقتصادية لمنطقة الصبيحة بمحافظة لحج، إذ تعد واحدة من أهم المصائد السمكية في البلاد، ويتجاوز الصيادون فيها سبعمائة صياد، غير أنها في الآونة الأخيرة عانت كثيراً جراء تفشي معضلة التهريب والهجرة غير المنظمة للمهاجرين الأفارقة، حيث تمثل رأس العارة قبلة للمهاجرين لاسيما المارين عبر الخط الدولي الرابط بين مدينتي عدن والحديدة أو في الجانب الصحي عند حدوث أي طارئ أثناء السير، وهو ما يضاعف المسؤولية على القائمين على مستشفى العارة الريفي الذي يتوسط المنطقة في ظل إمكانات ومعدات وكوادر طبية تحتاج إلى التأهيل والتطوير والدعم بما يتناسب مع حجم الازدحام البشري على المستشفى الذي يقع على خط دولي واستراتيجي، ليكون المستشفى النقطة التي يمر عبرها المرضى أو المصابون نحو مشافي عدن في حال تعذر علاجهم في المستشفى.
خدمات وفق الإمكانات المتاحة
ويشير مدير مستشفى العارة الريفي مطهر يوسف إلى أن المستشفى يستقبل جميع الحالات من مسؤولية أخلاقية وإنسانية سواء من المواطنين أو المهاجرين الأفارقة، ويقدم لهم الخدمات الطبية وفق الإمكانات المتاحة، مضيفاً: "الحالة التي يصعب التعامل معها يتم تحويلها للمشافي الأخرى".

وأشاد يوسف، في سياق تصريحه لـ«الأيام»، بالدور الذي لعبته بعض المنظمات من خلال تقديم بعض الدعم، والذي أحدث نقلة نوعية في تطوير الخدمات بالمستشفى، وإن كان المرفق يحتاج لدعم واهتمام يتناسب مع حجم الإقبال والازدحام والمكان الذي يقع فيه.


ويضيف: "الأفارقة الذين ينزلون في المستشفى يتم عزلهم في جناح خاص بهم تفادياً لمخاوف السكان من احتمالية العدوى في ظل تفشي الأمراض، ويتم تقديم العناية الصحية لهم من قِبل الكادر الطبي أسوة بمواطني المنطقة أو المناطق الأخرى أخرى"، لافتا إلى أن عدم وجود مركز خاص بالأمومة والطفولة بالمستشفى يعد واحدا من أبرز المصاعب التي تُعاني منها إدارته إلى جانب عدم وجود جهاز أشعة يتناسب مع وضعية المستشفى الواقع في خط دولي، متمنياً الحصول عليه في القريب العاجل سواء من خلال السلطات المحلية والصحية أو المنظمات الدولية.

وأعرب مدير مستشفى العارة الريفي عن شكره للدكتورة إشراق السباعي وكيلة وزارة الصحة التي قال بأن "لها الفضل في توفير سيارة إسعاف خاصة أسهمت في حل الكثير من الإشكالات التي كان يواجهها المستشفى".
نقص في الكادر المؤهل
من جانبها قالت د. بارية عوض، وهي طبيبة اختصاصية في المستشفى "إن أهم صعوبة تواجه المستشفى العارة الريفي تتمثل في شحة الكادر الطبي المؤهل الذي من شأنه القيام بالمهمات الطبية الحساسة الطارئة، خاصة وأن المستشفى يقع في مكان حيوي ويتطلب وجود كادر بشري مؤهل ومعدات متطورة تتناسب مع طبيعة المهام الجسام التي يضطلع بها المستشفى الحيوي".
ازدحام كبير
بدوره أكد رئيس قسم المختبر أحمد سالم راجح لـ«الأيام» أن المستشفى يحتاج إلى مزيد من الدعم والاهتمام من قِبل المعنيين في الجهات الحكومية أو المنظمات المحلية والدولية العاملة في البلاد، خاصة أن الجميع يعرف ما يمثله المستشفى من أهمية للمواطنين والمهاجرين والنازحين الذي اتخذوا من المنطقة مقراً لنزوحهم.


ووفقا للعاملة الصحية سمحية علي ناصر، فإن العاملين الصحيين في مستشفى العارة يقدمون الخدمات الصحية لجميع الزائرين سواء من المنطقة أو خارجها وفق قدرات وإمكانيات المستشفى المتاحة، ولهذا المستشفى بات بحاجة للمزيد من الدعم والاهتمام في ظل الموقع الحالي كمنطقة يتوافد إليها الكل من مناطق مختلفة.

وأضافت لـ«الأيام»: "المستشفى شهد نقلة متميزة في الفترة الماضية من خلال الدعم الذي قدمته منظمة رعاية الأطفال أو منظمة الهجرة الدولية، والتي أسهمت في نقل وتيرة العمل بالمشفى للأفضل، وفي حال الحصول على مزيد من الدعم من المؤكد أنه سيقد خدمات طبية وصحية بالشكل المناسب لأبناء هذه المديرية والنازحين فيها وكذا المهاجرين الأفارقة".

في ذات السياق يقول العامل الصحي خالد عوض: "المستشفى يستقبل يومياً عشرات الحالات، نظراً لموقعه على الخط الدولي، وهذا ما تؤكده سجلات الزائرين للمستشفى".

ويتابع: "ونتيجة للازدحام الذي يشهده يعبر البعض عن عدم رضاهم على الرغم من الخدمات الكبيرة التي يقدمها، ولكن هذا عائد إلى موقعه الجغرافي ووقوعه على ممرين بحري وآخر دولي وكذا لضعف الدعم من السلطات الرسمية والي لم يصل إلى المستوى المأمول، الأمر الذي يشعرنا بالأسف لمثل هذا، وإن كان ثمة تدخلات من بعض المنظمات الدولية العاملة في البلاد في دعم المستشفى لكنها لا تعد وفق الطموحات، فالمستشفى يتطلب دعما وتأهيلا أكبر إزاء ما يواجه من توافد كبير وخدمات وفق إمكانياته التي تحتاج للتطوير".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى