أبين.. حصاد عام من المعارك ضد القاعدة ومليشيات الإصلاح

> تقرير/ عبدالله الظبي

>  شهدت محافظة أبين، كغيرها من المحافظات الجنوبية المحررة، الكثير من الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية خلال عام 2019م الذي يوشك أن ينقضي، ولم تشهد الكثير من الخدمات أي تسحن، بل زادت سوءاً لا سيما في مجال الصرف الصحي.

"الأيام" أعدّت مادة صحفية عن أبرز الأحداث التي شهدتها المحافظة طوال هذه السنة بشيء من الاختصار.
أحداث عسكرية وأمنية
عاشت أبين خلال العام الجاري الكثير من الأحداث العسكرية والأمنية وتعد هي الأبرز من بين أحداث المحافظة الأخرى، نفذ بعضها ضد تنظيم القاعدة وأخرى ضد مليشيات حزب الإصلاح حققت خلالها قوات الحزام الأمني والتدخل السريع وغيرها من التشكيلات العسكرية الجنوبية الكثير من الانتصارات.


ففي تاريخ 2019/4/7م أطلقت قوات الحزام الأمني، والتدخل السريع "حملة أمنية" ضد عناصر التنظيم في مديرية المحفد ووديانها، عثرت خلالها على قنابل يدوية ومتفجرات وشرائح وجوالات لعناصر التنظيم الذين لاذوا بالفرار.

في تاريخ 26 من ذات الشهر أكد قائد الحزام الأمني بالمحافظة العميد عبداللطيف السيد أن "جماعة الحوثي الانقلابية لديها توجه جديد يتمثل في إرسال عناصرها إلى محافظة أبين بسيارات تحمل رايات وشعارات تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، تم كشفها بعد توفيق الله ثم بدعم الأشقاء في دول التحالف وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة".


في يوم الأربعاء الموافق 2019/6/26م، تم إتلاف أكثر من 1180 كيلو من مادة الحشيش المخدر الممنوعة بمنطقة دوفس بحضور رسمي من وزارة الداخلية وقانوني وقضائي من وزارة العدل ومجتمعي.

في 20 أغسطس شهدت أبين اشتباكات عنيفة ومحاصرة معسكر القوات الخاصة بمدينة زنجبار والقوات الشرطة العسكرية بمدينة بالكود من قِبل قوات الحزام الأمني وسيطرة عليها.
اجتياح المحافظة
في 29 من نفس الشهر اجتاحت مليشيات الإصلاح المحافظة، وفي اليوم التالي مباشرة استعادت قوات الحزام الأمني السيطرة على مدينة زنجبار وجعار من قبضت قوات حزب الإصلاح (ذراع الإخوان المسلمين في اليمن)، والتي قدمت من محافظات مأرب والجوف والبيضاء، تحت ذريعة المحافظة على الوحدة اليمنية.


وفي الثاني من سبتمبر زار نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الشيخ هاني بن بريك، مديرتي زنجبار وخنفر، وأتت هذه الزيارة لمناطق دلتا أبين، بعد أن أحكمت قوات الحزام الأمني والتدخل السريع السيطرة على مناطقها.

وفي 7 من ذات الشهر، تقدمت قوات عسكرية كبيرة معززة بقوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية والدعم والإسناد باتجاه مدينة شقرة الساحلية شرق المحافظة والتي تقع تحت سيطرة قوات إصلاحية.


وفي الثاني من شهر نوفمبر الماضي تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من السيطرة على مثلث أحور المحفد وتأمين المجمع الإداري بعد مواجهات عنيفة مع مليشيات حزب الإصلاح القادمة من مأرب والجوف تحت غطاء الشرعية اليمنية.


وفي يوم الأربعاء الموافق 4 من الشهر الجاري دفعت قوات التحالف بتعزيزات من عدن إلى شقرة في مهمة أوضح مصدر عسكري أنها تتصل بتنفيذ بنود "اتفاق الرياض"، وخاصة تلك التي تقضي بسحب المجاميع العسكرية المنتمية للشرعية والتابعة لحزب الإصلاح اليمني وإعادتها إلى مواقعها السابقة في محافظة مأرب الشمالية، والتي قدمت منها في شهر أغسطس الماضي.

وفي اليوم التالي تحركت قوة عسكرية تضم جنودا وعشرات الأطقم والآليات، تنتمي لحزب الإصلاح، من محور مدينة عتق بمحافظة شبوة، إلى صوب مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، لعرقلة مهمة التحالف بسحب مجاميعها وفقا لـ "اتفاق الرياض".


ووصف مصدر في قيادة حزام أبين الأمني في حينه هذا التحرك والانتشار لتلك القوة وبعد ساعات من وصول التعزيزات التي دفع بها التحالف من عدن إلى شقرة، وصفه بأنه "خرق لبنود اتفاق الرياض"، ويندرج في إطار محاولات القوات التابعة للشرعية ولحزب الإصلاح افتعال المشكلات لعرقلة تنفيذ بنود الاتفاق، وخاصة تلك التي تقضي بسحبها من شقرة وشبوة وإعادتها إلى مواقعها السابقة في مأرب.
مشاريع تنموية
وشهدت محافظة أبين خلال هذا العام تدشين وافتتاح العديد من المشاريع أبرزها الافتتاح الرسمي لجامعة أبين في 21 فبراير من العام الجاري من قِبل رئيس مجلس الوزراء د.معين عبد الملك.

في 11 من شهر أبريل دشنت هيئة الهلال الإماراتي المرحلة الثانية لمشروع مياه أمصرة لودر.


وتمثل المشروع في خزان تجميعي سعة 250 مترا مكعبا وخزان تحويلي سعة 250 مترا مكعبا، بالإضافة إلى توصيل خطوط التجميع بين الآبار إلى الخزان التجميعي، سيستفيد منه أكثر من 30 ألف نسمة.

وفي 21 من ذات الشهر التقى مدير الهلال الأحمر الإماراتي م.سعيد آل علي بالمحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين في مقر التحالف بمحافظة عدن لإقرار بعض متطلبات المشاريع ذات الأولوية في مختلف القطاعات لعام 2019م.

وخلال اللقاء تم الاتفاق على صيانة وإصلاح مولدات الكهرباء الإماراتية بمحطة جعار التي تم توريدها في عام 2016م، وذلك لإعادة جاهزية عدد من المولدات بقوة 5 ميجا، بالإضافة إلى توريد مولد كهربائي بقوة واحد ميجا لمديرية سباح بعد استكمال تنفيذ الخط الناقل للتيار الكهربائي من محطة رصد إلى مديرية سباح في عام 2018م، وضم المولد إلى المحطة وتشغيله لإمداد مديرية سباح بالطاقة الكهربائية، وفي قطاع المياه فقد تم الاتفاق على استكمال وإنجاز مشروع مياه أمصرة - لودر باعتماد المرحلة الثالثة والمتمثلة في توصيل الخط الناقل للمياه من حقل الآبار إلى خزان الحقل التحويلي في مدينة لودر بطول 32 كلم.


وأما في قطاع التربية والتعليم فقد تم الاتفاق على أن يتدخل الهلال الأحمر الإماراتي ببناء عدد من المدارس في المناطق التي تتم فيها عملية التعليم تحت الأشجار وفي الصنادق، بالإضافة إلى تأهيل وتأثيث ثمان مدارس في عدد من المديريات، واعتماد سكن للطلاب في منطقة الخبر في مديرية خنفر، وبالنسبة لقطاع الصحة، أكد اللقاء على إعادة تأهيل وتجهيز هيئة مستشفى الرازي واستكمال النواقص في المعدات المستلزمات الطبية، إضافةً إلى تأثيث وتجهيز مركز غسيل الكلى وتوريد المحاليل ورفده بالكادر الطبي المتخصص، نظرًا لارتفاع حالات الفشل الكلوي البالغ عددها 90 حالة مسجلة، وفي الجوانب أقام الهلال الأحمر الإماراتي حفل زواج جماعي في شهر أغسطس لــ 200 عريس، وغيرها الكثير من المجال الإغاثي.

وفي 20 مايو دشنت لجنة الإغاثة والأعمال الإنسانية للمجلس الانتقالي الجنوبي أعمالها الإغاثية بمساعدات طبية، مكونة من (أدوية ومعدات طبية) لمستشفى مدينة زنجبار، لتعزيز دور المستشفى في تقديم خدماته لمرتاديه من المواطنين المرضى.


وفي يوم الأربعاء الموافق 31 من شهر يونيو، دشنت للسلطة المحلية بالمحافظة مشروع صيانة الطرقات والرصف الحجري الأحياء مدينة زنجبار.

في يوم الثلاثاء الموافق 17 من الشهر الجاري وضع المحافظ حجر الأساس لمشروع مدينة الشهيد أحمد سيف اليافعي، معلناً ببدء المرحلة الأولى لمشروع مدينة الشهيد أحمد اليافعي السكنية الذي يعد من أهم المشاريع العقارية والبالغ مساحته 350 ألف متر مربع الواقعة في خليجي 20.

وفي 18 من شهر ديسمبر الجاري دشن المحافظ بمديرية خنفر بدء المرحلة الثالثة لمشروع إعادة تأهيل محطة مياه الحصن الذي تنفذه مؤسسة ينابيع الخير وتموله الجمعية الكويتية للإغاثة ضمن حملة الكويت بجانبكم.

ويتضمن المشروع تأهيل وصيانة وتشغيل 10 آبار، وتأهيل مبنى المحطة القديم وتجهيز قسم الصيانة وتدريب الكادر البشري بالمحطة وتوريد وتركيب وتشغيل محول 10 ميجا فولت أمبير وتوابعه.
أحداث أخرى
وتسبب تردي الخدمات في المحافظة، لا سيما في مجال الكهرباء، بتزايد السخط بين أبناء المحافظة. تصاعد الأوضاع والسخط دفع بالمحافظ إلى اتهام الحكومة بالفشل الذريع ملوحاً بغضب شعبي. وتساءل المحافظ في فيديو قصير تم نشره على شبكات التواصل الاجتماعي في تاريخ 17 يونيو أثنا لقائه بمسؤولين: "أيش من حكومة ما قدرت توفر تيار كهربائي للمحافظة؟!".

وفي الثاني من شهر سبتمبر اجتمع رئيس الوزراء د. معين عبدالملك بمحافظ أبين وأعضاء السلطة المحلية والتنفيذية بحضور وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب سيف فتح، وجرى خلال اللقاء مناقشة أوضاع المحافظة وخطة الاحتياجات الطارئة والعاجلة بكافة القطاعات الخدمية من كهرباء وزراعة وتعليم بكل فروعه وشباب ومياه وصرف صحي.

وفي 17 من ذات الشهر استقبل رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة الشيخ عبدالله الحوتري وفدا من الأمم المتحدة في زيارة خاصة لأبين.

وأتت هذه الزيارة التفقدية لدى وفد الـ "un" للأمم المتحدة لمراقبة تطبيع الحياة المدنية وسير العملية السياسية والاقتصادية والتعليمية.

وفي 20 من الشهر نفسه أيضاً تداعى المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية من جميع مديريات المحافظة، لمناقشة الأوضاع السياسية والاجتماعية والخدمية والأمنية في المحافظة وتطوراتها والتحديات التي تمر بها القضية الجنوبية في هذه المرحلة الحساسة، بهدف توحيد الصفوف في الدفاع عن أبين والجنوب عامة.

وفي 17 أكتوبر ناقش الأمين العام للمجلس المحلي بأبين مهدي الحامد مع وفد من الأمم المتحدة المتمثل بمدير مكتب "الأوتشا" اندريا ريكية ونائب مدير الأمن والسلامة فيكتور وممثل برنامج الغذاء العالمي الأوضاع والاحتياجات الإنسانية العاجلة بشقرة وكيفية إدارة العمليات الإنسانية عبر التنسيق مع الأمن والقنوات ذات العلاقة للتنسيق المستقبلي للمضي في الإغاثة لتخفيف المعاناة الإنسانية.

وفي يوم الأحد الموافق ديسمبر من الشهر الجاري ترأس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي اجتماعاً مشتركاً لهيئة رئاسة المجلس والهيئة التنفيذية لانتقالي أبين.

وفي الاجتماع، أشاد الزبيدي بأبناء المحافظة وقبائلها ومقاومتها لصمودهم في وجه المخططات الإخوانية، وأعمال الإرهاب الممولة من قبل تلك الجماعة لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة، ومقاومتها وإفشالها، داعياً أبناء أبين كافة للوقوف صفاً واحداً للدفاع عن قضية الجنوب وحق شعبه في نيل استقلاله واستعادة دولته، مثمناً في السياق تضحيات شهداء المقاومة في أبين وكل الشهداء من منتسبي القوات المسلحة والأمن الجنوبيين، متعهداً بالسير على طريقهم وحماية المكتسبات المحققة بفضل تضحياتهم.

وعلى الرغم من الأحداث الكثيرة والمتفرقة التي شهدتها محافظة أبين خلال 12 شهرا، إلا أن الأحداث العسكرية كانت هي الأبرز.

ويأمل أبناء أبين أن يكون العام المقبل 2020 عام نصر وتمكين وازدهار وتحرر تام من تنظيم القاعدة ومليشيات حزب الإصلاح المستميتة بالسطيرة على المحافظة تحت ذريعة الحفاظ على الوحدة اليمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى