ففهّمناها سليمان!

> ركزوا تعز في الحديدة على ضفاف السويد.. فلا ستوكهولم نَفَذ ولا مفاوضات السفينة ألقَت لنا تابوتاً إلى الساحل تقرُّ به أعينُنا!

كل شيءٍ هنا لا يُصنع على عين اليمن، بل على عين الإقليم.. وسطوة القرار الأممي!

* ولمّا هُزِمَ العسكر وتشرّدت القبيلة، تركوا الشمال يأكله الذئب فاستحالت صنعاء إلى الضاحية وباب اليمن إلى أسوار الكوفة!

* أما تعز فليس لها من الحرية غير لبس المشاقر.. وهي "الحالمة" التي تسلب الحِس.. القريبة من "الثغر" سوق العرب الأصيل نُشير إليها أنها "الجبل" وتومي إلينا أننا "البحر"!

* نحنُ الجنوب المُثمر من لذيذ قطوف الدُّنى.. نحنُ الحُب الطازج في القلوب الريّانة.. شبكنا "عدن" بـ "عُدينة" منذ الزبيري والنعمان والموشكي فتماهى الحُب في ذوب الأيام المِلاح.. وما بخلت عدن.. حتى إذا جاء 22 مايو رفعناهُ نحنُ بينما طرحوهُ همُ أرضاً.. وفهمناها سُليمان!

* ذهب صالح مع 3 ديسمبر، وعاد ديسمبر ولم يعُد صالح.. لكن كم مرة عاد الجنوب فرأيناه في عُشب مريس وزرع مكيراس وسمسم مودية وتمر الوادي وفُل الحُسيني ولُبان سقطرى وقوارب الغيظة وبخور كريتر!

* يا قومنا من المُعيب أن تذهب الشرعية لاستلاب الجنوب المحرر وتَهبهُ لحكومة فاشلة بينما تترك الشمال السليب يئنُّ في غيابة الجُبّ!

* فَهِمَ الجنوبيون لغة الحرب.. إذْ هي كلمة مطّاطة.. وجُملة راقصة على أشلاء الضحايا.. تمتد وتطول في سنين من الخراب تتخللها مواسم من التجارة بالدم وسوق السلاح.. فَطِنوا فقبضوا على وطنهم وهتفوا.. "لا فِكاك" ويحيا المجلس..!!

حتى تعلم الشرعية أن الجنوب سيظل في حوزة أهله إلى أن يُكشف الغطاء عن مصير الشمال وأهله!

* لا شيء غير "وادي الذئاب" من المعافر إلى بني حمّاد.. فلا وافانا خير الوادي الذي قَسَمَ "الفضول" سيله نصفين.. نصف ماء ونصف دمع الأحباب.. ولا صار هو "الضباب" الذي يهمي ندى ويُزجي نسائم!

* صباح الخير يا عدن.. رأيتُ المنارة وضوء القمر وحَجَر الصهريج.. فأخبرني الأول: أما ما كان من خبر الكويت فقد طُوي.. وأخبرني الثاني: إن ما قيل في جنيف فقد بُلي.. وحدثني الصهريج: وما وُقّع في ستوكهولم تناوشته الطُرُق السياسية والميول الحزبية حتى ذاب كفص الملح.. وبقيت عدن ترسل بقوة موج صيرة الذي يزدهي كل ليلة كلما لامسهُ ضوء الشّفَق عند الغروب!

*ولمّا جلستُ قُبالة "تمّام" في لقاء العشيّة بمكتبه المتواضع دارت بي "الأيام" فشجونا.. وذكّرَني رئيس التحرير.. فوافاني حنين إلى "البداية".. وهَامَ بي شريط الذكرى.. وزمن الصُحبة الأثير!

* نحنُ نُغنّي لعدن.. ثم نُخبر الدُّنى.. "ثلاثة اتفاقات باتفاق" الكويت وسويسرا والسويد.. مقابل الرياض.. غُيّب الجنوب في الثلاثة وحضر في الرابع..

أما الثلاثة فقد سهُل خرقها.. ثم خَرَقَها.. ثم خَرَقَها.. ولمّا شكت الشرعية "الانقلاب" لهيئة الأمم لم تزد الأخيرة على الجملة الدبلوماسية المعتادة "على طرفي الصراع الالتزام بتنفيذ الاتفاق"!

* ثم جيءَ باتفاق الرياض الذي غُصّ به بلعوم الشرعية جزاءً وِفاقا كثمن للإهمال المتعمّد للقضية الجنوبية العادلة.. فحضر الجنوب كوطن وليس كانقلاب.. أما الشرعية فليس لها الآن أن تخرقه وقد أذاقها الحوثي من قبل مرارة الخرق فَشَكَت وتشكّت.. ومن القبيح أن تنهى عن خُلُق وتأتي بمثله.. وإنْ عادت عُدنا.. والجنوب في قبضة أهله حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.. فقد "فهّمناها سُليمان"!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى