بطاط وطماط!!

> قال لي: فضلا وتكرما، شاهد قناة "عدن المستقلة"، وأعطني رأيك في مضمون خطابها الإعلامي.

أول ما انتقلت إلى القناة، رأيتها تبث تقريرا عن "الطماط"!

بكل أسف مازال الإعلام الجنوبي متقوقعا على ذاته، منزويا عن متابعة تكنولوجيا الاتصال والميديا، يمارس مهنته وفق نظرية (البطاط) و(الطماط)، والمناطقية البغيضة، وتقديس الأشخاص!

يرمون الشماليين بوابل اتهامات (الغباء)، بينما هم عاجزون عن تحقيق إنجاز يؤكد عبقريتهم!

لو ننظر ملياً، مثلا، لواقع الفضائيات الجنوبية وتجاربها العقيمة، سنجد أن المتكومين بأكوام الغباء - كما يصفونهم - يحققون نجاحات سريعة في قنواتهم المتعددة، وعلى ضفة النهر الآخر وقفت القنوات الجنوبية موقف التلميذ البليد، فكانت قناة "عدن لايف" كمن لا حول له ولا قوة، ولم نجد التوصيف الحقيقي لها، فضائية أم "دكان فضائي"؟!، وعلى مقربة منها، جلست قناة "المصير" على قارعة الاستجداء، بانتظار من "يدهفها" إلى الأمام إلى أن توقفت سريعا، ثم جاءت قناة "صوت الجنوب" ومارست نفس دور الاستغباء والتحشيد، والحث على الكراهية، والصراخ من أجل الصراخ!

وهاهي الآن تطل قناة "عدن المستقلة"، في بثها التجريبي بنفس العقلية، مجرورة بثقافة الإبحار عكس اتجاه التطوير، والاستفادة من دروس الفشل الذريعة فضائيا!

ليس عيبا الاعتراف بالفشل، بل العيب - حد الفضيحة - الإصرار عليه، وتقديم الإعلام الجنوبي بصورة مشوهة يرثى له لدرجة لطم الخدود، والبكاء عويلا.

ببساطة، يستطيع من يفكر في إنشاء قناة فضائية (محترمة) إحضار خبراء من ذوي الاختصاص، ووضع على طاولتهم أجندة القناة، ومن خلالها يرسمون الوجه الجميل لها، وإخراجها إلى المشاهد المحلي والعربي بالقالب السياسي والإعلامي والفني المطلوب، وتقديم الجنوب وقضيته العادلة بما يليق، ووفق خطاب إعلامي راق، بعيدا عن الإسفاف والابتذال.

(هم) إجمالا يحتاجون لوقفة صادقة مع الذات، وثورة حقيقية يتخللها غسل الأدمغة من (الدحبشة) والعفونة المسرطنة، وقوة إرادة وقرار لكنس تلك الأمراض بـ (الشيولات)، وليس بمشارط الأطباء!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى