بنزيما والحرمان من المنتخب

> *
جهاد عوض
جهاد عوض
نسمع ونشاهد بعض التصرفات والأفعال العنصرية العفوية والمقصودة أحياناً، في شتى ملاعب كرة القدم العالمية، وما تلاقيه من إدانة واستنكار شديدين من قبل الأطر والهيئات والجماهير الرياضية بشكل عام، حيث ينظر لها الجميع كظاهرة دخيلة ولا تتوافق أو تنسجم مع أهداف الرياضة وخاصة كرة القدم التي تحظى بشعبية ومتابعة جماهيرية لا حدود لها.. ومن ظواهر التعصب والعنصرية التي نراها، غالباً ما تكون صادرة من مشجع أو مجموعة منهم، ضد لاعب نتيجة لجنسه أو لونه أو لأي سبب آخر، لكن المفارقة العجيبة والغريبة أن يصدر هذا التمييز والتفرقة من كادر مهني ومدرب منتخب وطني، ضد لاعب من بلاده وحرمانه من تمثيل منتخبها.

* للأسف ما يعمله ويقوم به المدير الفني للمنتخب الفرنسي (ديدييه ديشامب)، مع اللاعب (كريم بنزيما) الذي على ما يبدو أن حظه العاثر أنه من أصول جزائرية إسلامية، هذا التصرف يعتبر تعصبا وتمييزا غير مبرر، ضد نجم يمتلك كل مقومات وصفات اللاعب الهداف، لما يمتاز ويتمتع بها من إمكانيات وقدرات تؤهله للعب لأي منتخب عالمي، بحجة قضية الفيديو المثار المرفوعة ضد (بنزيما) مع لاعب سابق.

* حتى وإن كان أخطأ اللاعب، فإن كثيرا من اللاعبين قد وقعوا في أخطاء وقضايا وأمور مخالفة من قبل، تم معاقبتهم لفترة محددة ويتم تلافيها ونسيانها، إلا أن المدرب (ديشامب) ومن خلفه رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم (نويل لوجريت) وجدوها فرصة مواتية لإبعاده، ووقفوا حجر عثرة في طريق استمرار (بنزيما) في الظهور والتألق دولياً وتمثيل منتخب الديوك وحرمانه مراراً وتكراراً ولأعوام مضت ومناسبات عدة من تمثيل منتخب الديوك، وأهمها نهائيات كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا والتي تعتبر المشاركة فيها حلم ومراد كل لاعبي كرة القدم.

* من ينظم لفريق ريال مدريد، كبير إسبانيا وأوروبا، ويمثله في عدد من مباريات الموسم ولو على عدد أصابع اليد الواحدة فقط، هذا بحد ذاته يعتبر إنجازا وتفوقا يجعل اللاعب من نجوم الصف الأول على مستوى العالم، فما بالكم بنجم كـ(بنزيما)، الذي في حالة غيابه يتأثر الفريق وتتأرجح نتائجه وتفتقد جماهيره ومعهم عشاق اللعبة لمساته الجميلة وأهدافه الحاسمة، فهو من طينة اللاعبين المتميزين والهدافين الكبار ومصدر رعب لحراس المرمى، سواء من حيث إحرازه أو صنعه الأهداف لزملائه، فقد صنع خلال السنوات الماضية مع فريق ريال مدريد إنجازات كبيرة وحصد كثيرا من الكؤوس والبطولات المحلية والقارية، ومع كل ذلك لم يشفع له لكي يعفو عنه (ديشامب)، وفضل لاعبين محليين لا وجه للمقارنة في قيمتهم الفنية والمادية بينهم وبين (بنزيما) لتمثيل (الديوك).

* ولكن لن يضر (بنزيما) تجاهل وإهمال (ديشامب) له، فبرغم تقدمه في العمر، إلا أنه يزداد بريقاً وتوهجاً، على أمل أن يرجع الحق إليه وينصفه الاتحاد الفرنسي وينهي مسيرته وحياته الكروية الحافلة بالإنجازات والأهداف في صفوف منتخب الديوك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى