البرنامج السعودي.. إعمار لا "باصات"!

> تساهم المملكة العربية السعودية في إعادة إعمار اليمن وعلى وجه التحديد عدن والمحافظات المحررة، بتوليها الإشراف مباشرة على تقديم المساعدات في التنمية والإعمار من خلال مشاريعها كمبادرة إستراتيجية أطلقتها المملكة، وذلك تلبيةً للمتطلبات الطارئة التي يحتاجها اليمن، إلا أنه ما لفت نظرنا خلال زيارة وفد البرنامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن مؤخراً للعاصمة عدن هو تسليمها حافلات (باصات) لجامعة عدن كدفعة أولى لنقل طلاب الجامعة.

وهنا نوجه رسالة محبة للقائمين على البرنامج السعودي، وهي أن توجهات البرنامج والهدف من إنشائه يكمن في الأساس في إعادة إعمار وتنمية اليمن، لهذا يأمل المواطن المتضرر الذي دمر منزله في الحرب أن يكون البرنامج السعودي عوناً له ويحمل همه من خلال إعادة بناء منزله، ويلتمس من البرنامج التركيز على الحالات الطارئة للوصول إلى نتائج حقيقية على أرض الواقع من خلال إعادة إعمار ما خلفته الحرب، كما أنه كيف للجامعة أن تطلب من البرنامج السعودي حافلات لنقل الطلاب بينما هي لديها موارد مالية تكسبها من التعليم الموازي؟ أليس باستطاعة الجامعة توفير حافلات للطلاب؟!

ونكرر مرة أخرى، إن المواطنين الذين تضررت منازلهم في الحرب لا يزالون يأملون بأنهم هم المستهدفون الأساسيون من أهداف البرنامج السعودي لإعادة الإعمار، حيث إنهم لم يجدوا غير وعود الحكومة التي تذهب أدراج الرياح، وأن لا يتم تمرير أي مشاريع غير مجدية لا تلبي الهدف الأساسي للبرنامج، وهو إعادة إعمار المنازل المدمرة.

ومما لا شك فيه أن كافة الأعمال التي سينفذها البرنامج تعكس أهمية الدور الذي تقوم به المملكة في مساندة شعبنا ووقوفها إلى جانبه، لكن هذا لا يعني على الإطلاق إعفاء الحكومة اليمنية من مسئولياتها؛ لأنها المعنية المباشرة أمام شعبها كي تسارع إلى البناء ما دُمر في الحرب، لكنها بقيت غائبة في مسألة دفع التعويضات للمباني المهدمة رغم نزول اللجان ورفع كشوفات المتضررين، وهذا كله زاد من معاناة المواطن بسبب تلكؤها في القيام بتحمل مسئولياتها، والتي إلى اليوم لم تقدم لهم أي تعويض، حتى وإن كان على سبيل تأمين علاج الجرحى، وهنا يكمن التقصير المتعمد الفاضح بفعل استمرار ما فيا الفساد في نهب المساعدات والتعويضات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى