مصادرة المنح مشكلة تواجه طلاب اليمن في الهند

> مبتعثون: أبناء مسئولي السلك الدبلوماسي استحوذوا على منح الطلاب

> تقرير/ سليم المعمري

ما زل الطلاب اليمنيون يشكون من عملية التلاعب بالمنح المقدمة من المجلس الهندي للتبادل الثقافي من قِبل السفارة في نيودلهي.
وأوضح العديد من الطلاب المبتعثين بأن أبناء مسؤولي السلك الدبلوماسي استحوذوا على منح الطلاب اليمنيين لاسيما ذوي الدخل المحدود، مؤكدين عزمهم على سلوك الطرق القانونية لمحاكمة طاقم السفارة بالكامل وإقالتهم.

تصعيد
يقول رئيس الاتحاد العام لطلاب اليمن في الهند عبدالقادر عنين: "بعد توقف منح المجلس الثقافي الهندي (ICCR) وبعد متابعة بعض الطلاب الحاصلين على المنحة وافق الجانب الهندي على تمديد المنح للطلاب المتواجدين في الهند والذين حصلوا عليها من قبل، وتم اعتماد أول دفعة في عام 2016م، ولكن توقفت المنح بعدها مرة أخرى، وكانت هناك دفعة جديدة تم جمع ملفاتهم وتسليمها للمجلس الهندي عن طريق السفارة اليمنية والملحقية الثقافية في الهند، واستمرت المحاولات لاعتماد هؤلاء الطلاب إضافة إلى الإعلان عن فتح المنح مرة أخرى، لكن التقديم أصبح إلكترونيا، وقدم على المنح مئات الطلاب وبعضهم سافر إلى السودان وخضع لامتحان مفاضلة في السفارة الهندية هناك، وبعد نحو سنتين من التقديم والمطالبة تفاجأ الطلاب أن السفارة اليمنية والملحقية الثقافية في نيودلهي قاما بإعداد كشف أضافا فيه أبناء المسؤولين في السلك الدبلوماسي وبعض المقربين وأيضاً طلاب لم يكونوا يحملون هذه المنحة من قبل دون أي معايير أو مفاضلة بين الطلاب المتقدمين لذلك.. وتواصلنا بهذا الخصوص في الاتحاد العام مع السفارة والملحقية ولكن لم نجد ردا رسميا على مذكراتنا، فأصدرنا بياناً ندين فيه تلاعبهم بالكشوفات واستحواذهم على المنح".

وطالب عنين، عبر «الأيام»، رئيس الوزراء ووزير الخارجية بتشكيل لجنة تحقيق في هذه القضية ومحاسبة من تسبب في هذا التلاعب بمنح الطلاب، لافتاً إلى أن الاتحاد العام لطلاب اليمن في الهند ماضٍ في برنامج تصعيدي حتى يتم التحقيق في القضية.

عبث بمستقبل الطلاب
فيما أدان طه المحفلي، المسؤول الإعلامي في الاتحاد العام لطلاب اليمن بالهند، عملية تلاعب السفارة بالكشوفات التي تم رفعها إلى المجلس الهندي للتبادل الثقافي، والذي استحوذ فيه أبناء مسؤولي السلك الدبلوماسي على منح الطلاب اليمنيين ذوي الدخل المحدود.
وأكد في حديثه لـ«الأيام» أن العبث بمستقبل الطلاب والمخالفة الصريحة لقوانين السلك الدبلوماسي لتحقيق أغراض شخصية لن يمر مرور الكرام.

وقال: "نحن في الاتحاد العام لطلاب اليمن بالهند قد أرسلنا مذكرتين إلى كل من السفارة والملحقية اليمنية طالبناهم خلالها بتوضيح الآلية والمعايير التي اعتمدوها في اختيار الطلاب لهذه المنح، لكننا لم نتلقَ منهم أي رد أو توضيح".

الفساد جهراً
يقول صلاح المفتي، وهو أكاديمي في هندسة الطاقة: "كان الفساد المالي أو الإداري يتم سراً في السابق خوفاً من الفضيحة، لكن ما يحصل هنا من السفارة اليمنية والملحقية الثقافية وكذلك القنصلية شيء لا يصدق، حيث تقاسموا المنح المقدمة من دولة الهند الصديقة فيما بينهم بالتساوي في وضح النهار وأمام الأعين وتركوا الفُتات للطلاب المستحقين".

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "بحت أصواتنا ونحن ننادي ونستغيث وزارة الخارجية والتعليم العالي، لكن إلى الآن دون رد وبسكوتٍ مخيف، وفي المقابل نحن عازمون وبكل الطرق القانونية والسبل المشروعة بمحاكمة الطاقم كامل وإقالتهم، ولن نستكين ولن نضعف أمام غول الفساد، وبعزيمة الرجال وعقول الأكاديميين مستمرون بتصعيدنا ونضالنا الطلابي حتى نرى العدالة تجري في مجراها الطبيعي".

التفاف وتلاعب
سيف بارق دكتوراه لغويات، موفد جامعة عمران وحاصل على منحة ICCR، يقول لـ«الأيام»: "تأتي منح المجلس الهندي للعلاقات الثقافية (اي سي سي ار) كبارقة أمل لمعظم الطلاب وخاصة المتفوقين من ذوي الدخل المحدود، ولكن في العادة تكون المفاجأة بأن شلة الفساد في البعثة الدبلوماسية بالهند، ممثلة برأس الهرم السفير الإرياني ومسئول القسم القنصلي بالسفارة محمد سعيد الشرعبي والملحق الثقافي د. أم الخير الصاعدي، يلتفون على الآلية المتبعة لهذه المنح من الجانب الهندي، ومن ثم توزيعها على أقاربهم ومعارفهم دون الإعلان عنها متجاوزين صلاحياتهم القانونية والأعراف الدبلوماسية في استغلال واضح لمناصبهم".

فيما قال معتز السامعي، وهو باحث دكتوراه علم اللسانيات: "مشكلتنا مع السفارة اليمنية بخصوص منح التبادل الثقافي تكمن في استغلال موظفيها لمناصبهم الدبلوماسية بطلب تخصيص منح لأبناء الدبلوماسيين على حساب الطلاب اليمنيين، الأمر الذي نتج عنه حرمان الكثير من الطلاب المقدمين لمنح التبادل الثقافي، واحتكار معظمها لأبناء الدبلوماسيين إلى درجة أن أبناءهم التحقوا بتخصصات لا قيمة لها على الساحة اليمنية والتعليم العالي، ومن هذه التخصصات "اليوجا" وهي ممارسات وثقافة تخص الهنود ولا يمكن الاستفادة منها على الصعيد اليمني".

وتابع لـ«الأيام» قائلاً: "تصرف السفارة اليمنية بمنح التبادل الثقافي بعشوائية دون الرجوع إلى أي معايير من معايير الكفاءة تسبب أيضاً بحرمان مستحقين من منحهم واستبدالهم بذوي الوساطات والمحسوبية.. وبهذا الخصوص تم التلاعب بـ 34 منحة دون توضيح الآلية التي تم فيها اختيار الطلاب".
وهو التلاعب الذي أكده الطالب محفوظ الشتوي مضيفاً: "بدل أن تعطى المنح لأصحاب التخصصات النادرة وطلاب الماجستير والدكتوراه تم استبدالها بتخصصات غير مرغوبة".

ويقول الطالب عزيز بامسلم: "كان ابن الملحق الثقافي بالهند متعثراً في دراسته ونتيجة لذلك قامت بعثة بلادنا في ماليزيا بتوقيف منحته، ولكن سرعان ما قامت والدته والتي تشغل الملحق الثقافي بإعادة منحته ومن ثم تحويله للهند، ولم تكتفِ بذلك بل قامت بمكافأته بمنحتين ICCR له ولزوجته".

وأضاف: "في العادة يقوم الطلاب المتقدمون بتعبئة بيناتهم عبر صفحة الـICCR، وبعد استيفاء جميع متطلبات التقديم يرسلوا بصورة من وثائقهم مرفقة باستمارة التقديم إلى السفارة لتتم عملية ترشيح الأسماء لاعتمادها من قبل الجانب الهندي، لكن طاقم سفارتنا لم يحدد موعد تلقي الطلبات ولا إجراء عملية المفاضلة واكتفى بطلاب الاستمرارية وهم 20 طالباً مما كانوا يتابعوا بإلحاح شديد، فيما قامت السفارة بالتصرف بـ 34 منحة".

تهرب
«الأيام» حاولت التواصل مع السفير عبدالملك الإرياني للتعليق حول الاتهامات التي وجهت له، ولكنه رفض الرد.
كما حاولت الصحيفة التواصل مع الملحق في السفارة اليمينة في نيودلهي محمد سعيد الشرعبي، ووعد بتزويد «الأيام» بتصريح من الملحقية الثقافية أم الخير الصاعدي، ولكن لم يوفِ بوعده.

ولم يتمكن معد التقرير من التواصل مع الملحقية الثقافية مباشرة؛ نتيجة لعملية الحضر التي قامت بها خلال الفترة الماضية على خلفية نشر تقرير مماثل في وقت سابق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى