حرب غير تقليدية في عدن أم وضع صحي كارثي؟

> إذا كنت شخصًا منتبهًا فمن المحتمل أن تكون قد لاحظت بالفعل حدوث شيء غريب في اليمن على مدار العشر سنوات الأخيرة وخاصة في مدينة عدن، حيث نموت ونضعف من خلال الإصابة بأمراض فتاكة دون معرفة السبب والمصدر، فهل هذه الحالة طبيعية ومنطقية؟

أنا شخصياً أعرف العديد من الناس الأصحاء، الذين نشؤوا في قرى ذات بيئة مدهشة الينابيع والجبال الخضراء والطعام الصحي الطبيعي، ولكن لسبب ما لم يعد ورثتهم جميعًا مثلهم يملكون العافية، وكثير منهم توفوا في عمر الشباب بسبب الذبحة الصدرية، وإذا لم تكن البيئة هي السبب في وفاتهم، فما هو يا ترى؟ أم أن النخبة العالمية لا تخطط لترك مجموعات عرقية على وجه الأرض لا تسهم في التطور والعلم وتتضاعف بسرعة، واليمن ليست استثناء.

تعتمد حيوية الدولة على حيوية الأشخاص، وفي المقام الأول على الصحة الجسدية لنصف الذكور من السكان، وهذا ليس انتقاصاً من حقوق النساء وسلامتهم النفسية والجسدية، وإنما الوضع الصحي في اليمن للرجال يتدهور بشكل مخيف، لذلك سأركز على هذا الموضوع كون الأوضاع الصحية لهم في عدن بالذات لا تبشر بخير، يمكن بسبب رداءة وضعف المنظومة الصحية المدمرة بسبب الحرب أو سأفترض وأتمنى أن يكون افتراضياً خاطئاً، أن هناك أصابع إرهاب بيولوجي يمارس بصمت وذكاء شديد في عدن.

الإرهاب البيولوجي ضرباته غير واضحة وغير مباشرة وخطرة، بعض الأمراض الناتجة عنه لا تتسبب في أمراض معدية؛ وإنما أمراض قاتله مبهمة السبب والمصدر، وقد ترى دلائل على وجوده من خلال انتشار مرض خطير فتاك غير مفهوم السبب والكثير من أصدقائك وأقاربك وجيرانك بسبب هذا المرض، إما في المستشفيات "العناية المركزة"، أو في "المقابر"، وأنت والكثير من الناس لا تدرون ما هو مصدر المرض، وكيف يصيب الناس، وكيف يدخل إلى أجسادهم، هل عبر استنشاق الهواء أو الماء أو من الأدوية الفاسدة أو الأكل أو من جرح بسيط على سطح الجلد أو حتى بواسطة معجون الأسنان أو الحلاقة؟.

كل رحلة جوية ذاهبة من عدن إلى القاهرة يكون أكثرية ركابها من مرضى الذبحة الصدرية، أما صفحات التواصل الاجتماعي والصحف اليومية فهي لا تخلوا من بيانات التعازي لشباب توفوا بسببها، في السنة الماضية فقط خسرت 4 من الأصدقاء الأعزاء وجميعهم ماتوا بسبب الذبحة الصدرية الفجائية، أضف عليهم 8 أشخاص تمت معالجتهم في مستشفيات داخل وخارج البلاد، والملاحظ أن انتشار الأمراض الفتاكة لا تقلق بال ممثلي السلطات الصحية في عدن، ولا تهتز لهم شعره من ازدياد حالات الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض، ولست أفهم هل هذه اللامبالاة ناتجة عن وجود مناعة سرية لديهم من هذه الأمراض أم هو تكاسل أو غباء مهني أو تقصير متعمد؟ لا أنه لا توجد تقارير ولا مؤشرات، إن هناك من يقوم بدراسة أو أبحاث عن سبب انتشار الأمراض الفتاكة في عدن، وما هي مصادرها، والغريب أن هذه الأمراض تحصد أرواح الرجال أكثر من النساء في عدن، وبشكل ملحوظ، وكأن هناك من يشتغلنا "جينيتيك" يستهدف الذكور أكثر من النساء، وربما من يدير أو يشرف على هذه الحرب أو الإرهاب أو المصيبة ليس فرداً أو جهة عادية أو منظمة إرهابية، بل طرفاً كبيراً في غاية القوة والذكاء والإمكانيات، ويستخدم أساليب الهجمات غير المباشرة للأضرار المخفية كإستراتيجية طويلة المدى عن طريق سموم صعبة الكشف تضرب أكبر عدد ممكن من الناس أغلبهم من حملة الجينات "الذكورية".

سيناريو التسميم الذكي قد يبدو للبعض أمرا من أفلام الرعب أو الخيال العلمي، ولكن أنا لا أعتقد أن بإمكان أحد أن ينفي هذا الاحتمال وهو من الأشياء الممكنة، واسألوا عن حمى "وادي سان جوكوين"، ولمن كانت مخصصة، وهي من تجارب أربعينيات القرن الماضي، والسؤال هو أين السلطات الصحية والرقابة في عدن من الأغذية والأدوية المزورة والمهربة؟ أين الرقابة الصحية من سلامة مصادر المياه والمحاصيل الزراعية؟ أين الرقابة الصحية من التدابير الوقائية لأمن الأغذية ومن التلوث العمدي لها؟ أين السلطات الصحية في عدن من رصد الأمراض الفتاكة والوقاية الوطنية منها؟ هل هناك اتصال وتعاون دوليين في قضايا الأمراض الفتاكة بين اليمن ومنظمة الصحة العالمية؟ وهل هناك نية في المستقبل القريب للاستثمار من الوقت والجهد والموارد لأمن الغذاء والماء والهواء؟ لماذا لا توجد إجابة علمية على سؤال؛ لماذا تنتشر الأمراض الفتاكة في مدينة عدن بالذات؟ هل هناك من يحاربنا جينيا (الأسلحة العرقية) أم نحن حقل تجارب؟ أو النظام الصحي في عدن خارج الجاهزية والقائمون على أمور الصحة في عدن كذلك؟

مشكلة تدهور الأمة صحياً هي أكثر المسائل حدة وخطورة وأكثر أهمية من أي شيء آخر في كل دول العالم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي والحفاظ على تماسك البلاد والاقتصاد والعلاقات بين الأعراق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى